تسلسل التاريخ فى الأمازيغ


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- 2152


ان تاريخ الامازيغ شانه شان اية حضارة قامت قد مرت بعدة مراحل في التاريخ صعودا وهبوطا وكذلك الوصول الى قمة التاريخ الحضارى ثم الافول، ولذلك نتناول هذا التاريخ في بسطة وجيزة بمراحله العمرية والتقويمية.
ان اول من يكتب من المؤرخين عن تاريخ ليبيا كان المؤرخ الإغريقي هيرودوت حيث قال بان ليبيا تمتد من حيث تنتهي مصر الغربية. وقد أشار بان المجموعات السكانية التي تقيم على امتداد هذه المنطقة كلها تنتمي الى فصيل واحد وهم الامازيغ وعلى امتداد الصحراء الكبرى ولهم حضارة صحراوية وهم ينتمون الى فصلين اثنين وهما التمحو والتحنو الذين تم ذكرهم في النصوص المصرية القديمة. ونلاحظ أن (هيرودوت) لم يفرق بين هذه المجموعات الليبية من حيث الجنس وإنما من حيث اختلاف نوع حياة كل منهما عن الأخرى
وهذا ما أكده العلماء الحديثون تماما حيث اثبتوا بان الليبيين القدماء ينقسمون الى مجموعتين وهم ليبيون شرقيون وليبيون غربيون وكذلك صدقوا كل ما كتبه هيرودوت وخاصة ان الروابي التي كان يقصدها المؤرخ الإغريقي كانت تعنى الواحات الكثيرة وخاصة انه ذكر اهم الواحات على الاطلاق وهي واحة الامونيين الذين يعبدون الاله امون وهم سكان واحة سيوة، ثم ذكر واحة خغبوب وواحة أوجلة وواحات الجرامنة
المصادر المصرية القديمة عن الأمازيغ
يمكن تقسيم المصادر المصرية القديمة حسب مراحل تاريخ منطقة وادي النيل في العصور القديمة إلى عدة اقسام هامة دراسية كما يلي
وثائق ما قبل التاريخ
انها وثائق ما قبل الأسرات وبداية الأسرات نلاحظ على هذه المصادر أنها عبارة على مناظر عامة منقوشة لا تصطحبها نصوص كتابية لأن الكتابة الهيروغليفية في ذلك الوقت لم تكتمل عناصرها بعد وهذه المصادر هي:
مقبض سكين جبل العرق: عثر على هذا المقبض تجاه نجع حمادي بالصحراء الشرقية. تمثل الرسومات التي على هذا المقبض رجال لهم خصلة مـن الشعر على شكــل ضفيرة ويلبسون كيس العورة وهي صفات يتخذها الباحثون علامات مميزة لليبيين القدماء في ذلك الوقت.
حيوانات كثيرة للصيد ويزينون شعورهم بالريش ويرتدون كيس العورة ولهم ذيول تتدلى من قمصانهم وكل هذه الصفات اتخذها الباحثون كعلامات لليبيين القدماء وهي من العلامات التي شاهدناها بكثرة في الرسوم الصخرية بالصحراء الكبرى وهي رسوم ترجع لعصور ما قبل التاريخ
لوحة التحنو: وتعتبر هذه اللوحة أهم الشواهد الأثرية التي تدل على الليبيين القدماء وقد عثر عليها في ابيدوس في مصر العليا وقد استطاع العالم الألماني (تاسيتى) من خلال هذه اللوحة أن يميز العلامة الهيروغليفية التي تدل على التحنو نجد على أحد وجهي هذه اللوحة رسومات تمثل سبع مدن محصنة متحالفة استطاع أن ينتصر عليها الملك. أما على الوجه الآخر فنجد ثلاثة صفوف تمثل ثيران وحمير وأغنام وأسفلها أشجار زيتون بالقرب منها العلامة الهيروغليفية التي تدل على التحنو.
لوحة التوحيد: لقد ظهر اسم التحنو خلال الأسرة الأولى (3400- 3200 ق. م.) في عهد الملك نعرمر على أسطوانة من العاج تعرف باسم لوحة التوحيد. ويبدو الملك في هذا النقش وهو يضرب مجموعة من الأسرى الجاثمين نقش فوقهم عبارة تحنو باللغة الهيروغليفية ولقد اختلف المؤرخون في تفسير هذه اللوحة فنجد (برستد) يعبر عنها ب (نعرمر ينتصر على الليبيين) في حين نجد (دريتون) و(جاردن) يعبر عن هذه اللوحة ب (نعرمر ينتصر ويهزم سكـان الوجه البحري وهو يوحد القطرين). ونلاحظ أن جميع هؤلاء الباحثين على صواب لأن الكثير من العلماء يعتقد أن نعرمر استطاع توحيد منطقة وادي النيل بعد أن طرد منها الليبيين الذين كانوا يقيمون في الوجه البحري والملفت للنظر هنا أنه لا يمكن التمييز بين صور وأشكال أهل الدلتا في هذه اللوحة وبين التحنو أو الليبيون الذين ميزتهم الرسوم المصرية القديمة بأنهم أشخاص ملتحون ويزينون شعورهم بالريش ويرتدون كيس العورة وتتدلى من قمصانهم القصيرة ذيول
وثائق الدولة القديمة (2900 – 2280 ق.م)
يلاحظ على هذه الوثائق بأنهـا ابتداء مـن الدولة القديمة أصبحت تدون عن طريق الكتابة الهيروغليفية ففي بعض الأحيان تكون النصوص مختصرة وفى أحيان أخرى تكون مفصلة إلى أبعد الحدود ويمكن تقسيمها على النحو الاتي:
نص الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة على حجر بالرمو: ويفيد النص أن الملك سنفرو قاد حملة ضد التحنو وأسر منهم 1100 أسير واستولى على 13100 رأس من الماشية والأغنام.
نصوص الملك ساحورع من الأسرة الخامسة على جدران معبد الملك ساحورع: لقد زودتنا هذه النقوش بمعلومات وافية عن التحنو خاصة فيما يتعلق بسماتهم البشرية وملابسهم وبعض الميزات الأخرى التي تذكرنا بصور الليبيين القدماء التي استقيناها من وثائق ما قبل الأسرات وبداية الأسرات.
نصوص أونى حاكم الجنوب: يذكر أونى حاكم الجنوب على جدران مقبرته في أبيدوس بأنه قاد جيشا ضد بدو آسيا في عهد الملك بيبي الأول (الأسرة السادسة) وكان يتكون الجيش من العديد من سكان الجنوب ومنهم سكان بلاد التمحو ويبدو أن هذه الإشارة أول ذكر لقبائل التمحو.
نصوص حرخوف حاكم وقائد القوافل في الجنوب (الأسرة السادسة): لقد وصف حرخوف من خلال النصوص التي تركها على جدران مقبرته في القنتين رحلاته إلى إقليم يام في النوبة وأنه تقدم حتى وصل بلاد التمحو التي تقع في الجنوب الغربي من النيل وكان يعنى واحة سيوة.
وثائق الدولة الوسطى (2060 – 1785 ق.م)
لم تكن الوثائق التي تتحدث عن الليبيين خلال هذه الدولة كثيرة وإن وجدت، فيشوبها بعض الغموض وأهم وثائق هذه الدولة التي تتعلق بالليبيين هي:
حكاية سنوهي، وهو أحــد رجال البلاط في عهد الملــك منتوحتب الأول (1991 – 1961 قبل الميلاد): لقد ذكر سنوهي أن سنوسرت ابن الملك منتوحتب الأول خاض حربا ضد التمحـو ويرى المؤرخون أن هــذه الحرب توجت بالنصر والدليل على ذلك مــا ذكره (ديودورس الصقلى) بان سنوسرت الأول قد اخضع الشق الأكبر من ليبيا.
مخلفات المجموعة السكانية التي يطلق عليها المجموعة ج: لقد عاصرت هذه المجموعة السكانية الدولة الوسطى وقد ألقت المخلفات التي تعود لهذه المجموعة بعض الضوء عن العلاقات التي كانت بين الليبيين وجنوب منطقة وادي النيل. ويرى بعض العلماء في هذه المجموعة السكانية بأنها فرع جنوبي للتمحو أو كليبيين جنوبيين.
وثائق الدولة الحديثة (1580 – 1085 ق.م)
لقد خلفت لنا الدولة الحديثة أكبر قدر من الوثائق التي تتمثل في النقوش والصور والتي من خلالها تعرفنا على مجموعات كثيرة من الليبيين قبل هيرودوت أي خلال القرنين الثالث عشر والثاني عشر ق. م ويمكن تلخيص هذه الوثائق الكثيرة على النحو الآتي:
وثائق مقابر طيبة في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث لقد احتفظت لنا بعض مقابر طيبة في الفترة ما بين 1490- 1447 ق. م بصور تمثل تسديد الجزية التي قدمت من بعض القبائل الليبية في الواحات البحرية. 1
رسومات معبد الكرنك: وهي تعود إلى عهد الملك سيتى الأول والتي تشير إلى هجمات خطيرة قامت بها قبائل التحنو وقد تم الإشارة إلى مثل هذه الهجمات أيضاً في عهد رعميس الثاني من خلال نقشين عثر على أحدهما في معبد بيت الوالي والآخر في معبد أبى سمبل والنقشان يتحدثان عن صد هجمات قبائل التحنو لقد شكك بعض الباحثين في حقيقة هذه الهجمات الخطيرة التي قامت بها قبائل التحنو، وصدها من قبل ملوك سكان منطقة وادي النيل وقد رأى هؤلاء الباحثين في هذه الرسومات مجرد تكرار وزخرفة للمعابد الفرعونية عن طريق أحداث سابقة مرت منذ زمن بعيد.
نقوش مسلات رعمسيس الثاني التي اكتشفت في مدينة تانيس: تشير هذه النقوش إلى استعانة رمسيس الثاني بوحدات عسكرية ليبية تم ضمها للجيش المصري.
نقوش معبد الكرنك وعمود القاهرة ولوحة اتريب وأنشودة النصر: هذه المصادر الأربعة تحدثت جميعها كما يرى بعض الباحثين عن انتصار الملك مرنبتاح (الأسرة التاسعة عشر) على التحالف الذي يضم كل من الليبو والقهق والمشوش مع شعوب البحر التي تتمثل في خمسة أقوام وهم (الأقاواشا) و(التورشا) و(الشردان) و(اللوكا) و(الشكلش). ويرى فيهم الباحثون على الترتيب (الآخيين) و(الاترسكيين) و(السردينين) و(اللوكيين) و(الصقليين) وقد توجه هؤلاء جميعا نحو الدلتا لاحتلالها لغرض الاستقرار بها وكان يقودهم في هذا الهجوم زعيم قبيلة الليبو (مرى بن أدد)
بردية هاريس الكبرى
وهي بردية يصل طولها أكثر من أربعين متر وعرضها حوالي 42 سنتمتر، تتحدث هذه البردية عن هجوم قبائل الليبو على منطقة الدلتا ويفهم من خلال هذا النص أن السبب في هذا الهجوم أن الفرعون أراد أن يفرض على الليبيين ملكا منهم رباه في قصره ولكن الليبيين رفضوا هذا الحاكم لأنهم رؤوا فيه الفرعون نفسه.
نقوش ولوحات معبد رمسيس الثالث الجنائزي بمدينة هابو الواقعة في طيبة الغربية
تتحدث هذه اللوحات والنقوش عن هجوم قامت به قبيلة (المشوش) ضد منطقة وادي النيل وقاد هذا الهجوم زعيم المشوش (كبر) وابنه (مششر) وتعتبر بردية هاريس
ونقوش ولوحات معبد هابو التي دونت في عهد رمسيس الثالث آخر الوثائق الهامة التي تتحدث عن القبائل الليبية القديمة التي احتكت بمنطقة وادي النيل في العصور القديمة
الليبيون القدماء من خلال المصادر المصرية القديمة
لقد كانت قبائل التحنو والتمحو والليبو والمشوش من القبائل الليبية الكبيرة الواسعة الانتشار والتي لعبت دورا بارزا في تطورات الأحداث في ذلك الوقت، ولذلك نجدها ترد في النصوص المصرية القديمة بشي من التفصيل. في حين وردت في هذه النصوص أسماء قبائــل أخرى كـمجرد شارات بسيطــة ربما لعدم تأثير هــذه القبائل في الأوضاع السائدة في المنطقة في ذلك الوقت أو ربما لكون هذه القبائل كانت تابعة لإحدى القبائل الكبرى السابقة أو لوجود أراضيها ضمن أراضي قبيلة أخرى كبيرة. ونذكر من بين تلك المجموعات السكانية الصغيرة قبائل: الأسبت والقبت والثكتن والبقن والكيكش والسبد والقهق. ونستطيع من خلال سردنا للمصادر المصرية القديمة أن نقسم المجموعات الليبية القديمة التي وردت بهذه النصوص حسب تسلسلها التاريخي إلى الجماعات الآتية:
التحنو


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- Z


تقع بلاد التحنو إلى الغرب من مجرى وادي النيل لأنها تذكر دائما في النصوص المختلفة عندما تذكر أسماء البلاد التي تقع إلى الغرب من مصر ويرى الدكتور (أحمد فخري) استنادا على أراء علماء آخرين بأن بلاد التحنو كانت تمثل الفيوم والواحات ووادي النطرون وبرقة
ويرى الباحث الفرنسي (فرانسوا شامو) بأن بلاد التحنو تشمل كل المناطق الواقعة غربي وادي النيل بما في ذلك الأقاليم الجنوبية. ولاحظ أنه ابتداء من الأسرة الخامسة من الدولة القديمة وحتى الأسرة الثامنة عشرة أصبحت كلمة تحنو تدل على ليبيا والليبيين القدماء عامة


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- 1200px-Tawzya


ويرى الباحث الألماني (هوشلر) بأن قبائل التحنو كانت تعيش في دلتا النيل ثم طردهم من هذا الإقليم الخصيب ملــوك منطقة الوجه البحري عندما تم توحيده مع منطقة الوجه القبلي. ويبدو أن هذا الأمر صحيحا ومما يؤيد ذلك ما ذهب إليه (جاردنر) من أن صور التحنو تظهر في النقوش المصرية القديمة وكأن بينهم وبين المصريين القدماء قرابة وثيقة. وتتضح هــذه القــرابة من خلال ملابسهم التي تتفق تماما مع الملابس المصرية حيث كانوا يعلقون بهذه الملابس ذيولاً مثل التي كــان الفراعنة يعلقونها ويحلون جباههم بخصلة مــن الشعر تحاكى صورة الصل المقدس عند ملوك الفراعنة


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- 300px-Tahno


وتبدو هذه القرابة واضحة أيضاً من خلال سماتهم البشرية حيث كانوا سمراً مثلهم مثل المصريين كما كانوا يختتنون مثلهم كذلك وكانوا يضعون قرابا لستر العورة مثلهم مثل المصريين في عصور ما قبل التاريخ. ومن هذه القرائن المختلفة توصل بعض العلماء إلى أن المصريين القدماء يرجع أصلهم إلى الليبيين القدماء حيث يؤكد هؤلاء العلماء بأن المصريين وفدوا على وادي النيل منذ وقت مبكر بوصفهم صيادون ورعاة ماشية ثم أصبحوا فيما بعد زراع مستقرون وبدون شك إن المقصود 
بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- 9k=


هنا بالليبيين القدماء هم سكان الصحراء الكبرى الذين وصلوا في فترة العصر الحجري الحديث إلى مرحلة حضارية متقدمة، وقد أشرنا فيما قبل إلى أن الفضل يرجع إليهم في انتقال الرعي والزراعة نحو وادي النيل في البداية ثم فيما بعد إلى بقية شمال إفريقيا
التمحو


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- Temehu_main00120200211


يرى (جاردنر) أن بلاد التمحو تمتد على الحدود الغربية لمصر حتى طرابلس غرباً والنوبة جنوبا. في حين يرى الدكتور (أحمد فخري) بأن التمحو كانوا قد تمركزوا في نفس موطن التحنو بعد أن سيطروا عليهم بالإضافة إلى سيطرتهم على الواحات ذات الأرض الخصبة المنتشرة إلى الغرب من وادي النيل ويرى أنهم انتشروا جنوبا حتى دارفور. أما عن أصل التمحو فقد ظهرت في هذا الموضوع نظريتان:


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- Temehu_main00220200211


النظرية الأولى: يرى أصحاب النظرية الأولى بأن التمحو جاءوا مهاجرين من قارة أوروبا إلى شمال إفريقيا ثم توغلوا إلى الجنوب ويروا بأنهم ينحدرون من قبائل الوندال أو أي جنس شمالي آخر ويستند أصحاب هذه النظرية كدليل على ذلك من خلال السمات التي يمتاز بها التمحو عن بقية الليبيين مثل: الشعر الأصفر والعيون الزرقاء والبشـرة البيضاء.


بحث كامل عن الأمازيغ تاريخ وحضارة بالصور-الجزء 2- Mqdefault


وهذه النظرية خاطئة تماما لان وجود هذه المجموعة السكانية ذات الشعر الأصفر والبشرة البيضاء في الصحراء الكبرى منذ الألف السادسة قبل الميلاد وتتعارض مع ما أكدت عليه البحوث الأثرية عن عدم استعمال الإنسان للبحر قبل الألف الخامسة قبل الميلاد بالإضافة إلى عدم وجود أيــة قرائن تـفيد بأن المجموعات السكانية الأوروبيـة وصلـت منطـقة الـصحراء الكبرى كمهاجرين في أي فترة من فترات التاريخ القديم. والجدير بالذكر أن أول اتصال أوروبي بمنطقة شمال إفريقيا كان في حدود نهاية الألف الثانية قبل الميلاد مع وصول المجموعات المعروفة باسم شعوب البحر الذين حاولوا الاستيطان في منطقة وادي النيل وكما هو معروف لدى الجميع فان تلك المحاولة لم يصادفها النجاح
النظرية الثانية: تقوم على عكس النظرية الأولى تماما حيث ان التمحو هم مواطنون إفريقيون سلكوا طريقهم من الجنوب الغربي من الصحراء متجهين نحو الشمال والشمال الشرقي ويرى بعض العلماء بأن القوم الذين أطلق عليهم العلماء اسم المجموعة (ج) والذين عثر على آثارهم بمنطقة النوبة هــم فرع من التمحو وإنهم ليبيون.
ويشير الباحث (اوريك بيتس) بأن مخلفاتهم تتفق ومخلفات الليبيين القدماء حيث يذكر بعض الأدلة التي تثبت هذه الصلة والتي من بينها
لا تختلف جماجم وشعور المجموعة (ج) عن جماجم جنس البحر المتوسط الذين منهم الليبيون القدماء بصفة عامة ومجموعة التمحو بصفة خاصة.
لقد اتبع أصحاب المجموعة (ج) طريقة للدفن، ونمط لبناء المقابر الدائرية، هي نفسها التي عرفت لدى سكان الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والتي عرفت باسم الرجم.
تصور الرسومات المنقوشة رجال المجموعة (ج) وهم يرتدون ملابس على شكل أشرطة تتقاطع على الصدر والريشة على الرأس وهي نفسها التي كانت تميز الليبيين القدماء الذين تعرفنا عليهم من خلال الوثائق المصرية القديمة في فترة ما قبل الأسرات وبداية الأسرات وهي سمات عرفت قبل ذلك لدى سكان الصحراء الكبرى.
يستعمل رجال المجموعة (ج) سلاح السهم والقوس وهي من الأسلحة التي عرفت في الصحراء الكبرى قبل أن تعرف لدى أهل النوبة.
يؤيد انتماء سكان المجموعة (ج) للتمحو ما عثر عليه مـن فخار وقبور في وادي هـور الذي يقع على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي الشلال الثالث ومن خلال المقارنة اتضح أن هذا الفخار يشبه فخار المجموعة (ج). والجدير بالذكر أن هذا الفخار وجد عند طريق هجرة التمحو من موطنهم الأصلي الذي يراه معظم الباحثين بأنه منطقة الصحراء الكبرى قبل أن يحل بهــا الجفـاف (18). وبناء على كل ذلـك يمكن الاستنتاج، بأن التمحو، وسكان المجموعة (ج)، وسكان وادي هور كلــهم جاءوا من الصحراء الكبرى بعد أن حل بها الجفاف.
المشوش
يرجح الباحثون أن المشوش سكنوا المناطق الشمالية من الصحراء الليبية ويرى البعض أن ديارهم كانت تمتد غربا حتى المناطق التي تمثل تونس الحالية. وقد رأى بعض العلماء بأن المشوش هم أنفسهم المكسيس الذين أشار إليهم (هيرودوت) بأنهم يقيمون إلى الغرب من بحيرة تريتونيس ولكن مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية بدأ المشوش يتجمعون حول حدود مصر الغربية طلباً للإقامة الدائمة حول دلتا وادي النيل ومن خلال الرجوع إلى الوثائق التي تشير إلى الحروب التي دارت بينهم وبين المصريين يتضح أن المشوش كانوا يرغبون الاستيطان في مصر وقد صرحوا بذلك بأنفسهم.
ورغم أنهم وحلفاءهم الليبو فشلوا في الوصول إلى دلتا النيل عن طريق الحرب إلا أنهم استطاعوا الاستقرار في الكثير من مناطق مصر سواء في حاميات الحدود أو بانضمامهم إلى الجيش كجنود مرتزقة. وقد كان الجيش المصري ابتداءً من الأسرة العشرين يتكون من الليبيين دون سواهم وقد كان ملوك مصر في ذلك الوقت يقدمون لهؤلاء الجنود هبات من الأرض كأجور لهم مما أدى إلى تكون جاليات عسكرية كانت القيادة فيها لليبيين دون سواهم وقد وصل بعض العناصر من المشوش إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش وأن بعضهم مثل شيشنق استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية وهكذا وبسهولة تامة استطاع شيشنق أن يستولى على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبالتالي استطاع المشوش تكوين الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان
الليبو أو الريبو
يرى معظم العلماء أن الليبو أو الريبو كانوا يسكنون منطقة برقة الحالية وربما كانت أراضيهم تمتد نحو الشرق حتى منطقة الواحات وخاصة واحة سيوه ويرجح أن مجموعتي (القهق) و(الإسبت) كانتا تعيشان في نفس المنطقة التي تسيطر عليها مجموعات الليبو أو الريبو. وأقدم ذكر لمجموعات الليبو أو الريبو كان في عهد رمسيس الثاني ومنذ ذلك التاريخ بدأت هذه المجموعات تقوم بدور هام في تاريخ الصراع بين مصر القديمة والقبائل الليبية القديمة حيث اشتركوا كقادة في الحروب التي قامت ضد الملك مرنبتاح واشتركوا أيضاً في الحروب التي دارت ضد رمسيس الثالث. ونعتقد أن اسم (الليبو) أصبح منذ بداية الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديم علماً على كل المنطقة التي تقع إلى الغرب من منطقة وادي النيل وبالتالي اختفت أسماء بقية المجموعات الأخرى وبناء على كل ذلك أصبح هذا الاسم يعنى لدى الإغريق تارة كل المجموعات السكانية التي تقع إلى الغرب من مصر حتى خليج سرت وتارة أخرى كل شمال أفريقيا وفى بعض الأحيان القارة الإفريقية بكاملها


https://www.civgrds.com/archaeology/21/amazigh-history-and-civilization/