جدارية تصوّر تملّك يوليوس قيصر وهزيمة الملك النوميدي يوبا الأول.
 جدارية تصوّر تملّك يوليوس قيصر وهزيمة الملك النوميدي يوبا الأول.  2-94
جدارية تصوّر تملّك يوليوس قيصر وهزيمة الملك النوميدي يوبا الأول.    لاحظ جيّدًا رغم أنها تصوّر هازم ومهزوم، ولكن جدنا اختار ميتة شريفة عن طريق المبارزة مع العدو في ساحة القتال والشرف بدلا من أن يؤخذ أسيرا ذليلا إلى روما:
مكتوب عليها Rex ivba الملك يوبا 🇩🇿، وهو فوق حصانه وليس على قدميه، بالبرنوس ولباسه، ورافعًا رأسه.
يُوبا الأول (85–46 ق. م.) هو آخر ملوك نوميديا (حكم 60–46 ق. م.). خَلَفَ أباه الملك همبسال الثاني. هو أب يوبا الثاني ملك موريطانيا. هو من نسل الملك مَسِنيسا (ت 148 ق. م.).
وقد ورث يوبا حكم أبيه همبسال الثاني، فحافظ على سياسته وطريقة إدارته وتسيير الحكم وتدبيره حتى مقتله سنة 46 ق. م. يعتبر يوبا الأول آخر ملك نوميدي مستقل، وبعده ستصبح نوميديا مقاطعة مستعمرة تابعة مباشرة للحكومة الرومانية.
وعلى أي، فقد عايش يوبا الأول الحرب الأهلية الإيطالية التي كانت رحاها تدور في شوارع روما خاصة بين القائدين الرومانيين الكبيرين:«يوليوس قيصر»، و«پومبيوس Pompeius» من أجل الاستيلاء على السلطة. فكان لابد للملوك الأمازيغ  في شمال أفريقيا أن يحددوا ولاءهم لقائد من هذين القائدين، وأن يتحالفوا مع واحد ضد الآخر، وأن يقدموا له كل المساعدات المادية والمعنوية والبشرية والعسكرية حتى يحافظوا على ملكهم في نوميديا، ويستفيدوا من الجوائز والهبات والامتيازات والاستيلاء على ممالك جيرانهم. زد على ذلك، أنه من الواجب أن يدافعوا عن ممالكهم ضد الغزاة الرومان؛ لأن القوات اللاتينية متجمهرة في عدة مراكز حدودية وعسكرية، وقد استنفر القواد حشودها المنظمة في عدة فيالق مدربة على أحدث الأسلحة الحديدية، ومنظمة أحسن تنظيم عسكري في العالم في تلك الفترة من التاريخ القديم، ومحصنة بطريقة عتيدة في قلاع وثغور شمال أفريقيا تراقب كل تحركات الممالك النوميدية والموريتانية بشكل دقيق ومخطط، منتظرة الفرصة السانحة للانقضاض على ملوك نوميديا للتنكيل بهم والإيقاع بهم إما ذلا وأسرا وإما خسفا وهلاكا.
وفي خضم هذه الحرب الأهلية التي نشبت بين هذين القائدين الكبيرين، ارتضى «يوبا الأول» أن يتحالف مع القائد بومپيوس وصديقه الملك «ماسينيسا الثاني»؛ لأنه كان يعرف مسبقا نوايا يوليوس قيصر وأطماعه الخفية والمعلنة في شمال أفريقيا، وطريقته المستبدة في إدارته لمنطقة شمال إفريقيا واستعماله للشدة والقسوة في تسييره لممالك هذه المنطقة. لذلك رفض الملك «يوبا الأول» التحالف مع قيصر الروم لامن قريب ولا من بعيد، بينما الملكان الموريتانيان بوگود الثاني وبوگوس الثاني اختارا التحالف مع يوليوس قيصر طمعا في الامتيازات وخوفا من بطش يوليوس القيصر المتجبر. وكان النصر في الأخير للقيصريين على حساب القائد پومپيوس المنهزم أمام القوات القيصرية المتحالفة مع القوات الأمازيغية العاتية. وقبل ذلك، لقد ارتضت القوات الرومانية القيصرية النزول السريع بتونس في «رأس بون» سنة 49ق.م، فحاصرت مدينة «أوتيكا» التي لم تحرر إلا من قبل الملك «يوبا الأول»، وقد نال هذا العمل الرائع إعجاب القائد الروماني بومپيوس ورضاه الكبير، فشجعه على مواصلة القتال حتى النفس الأخير. بيد أن القوات القيصرية ستحط ركابها وتنزل عتادها مرة أخرى في شواطئ أفريقيا. وبالتالي، ستحاصر فيالق القيصر قوات «يوبا الأول» من كل الجهات مدعّمة بالجيش النوميدي. فاضطر «يوبا الأول» للتراجع نحو عاصمته بون عنابة حاليا، ولكنه لم يرض بالفرار والتراجع، فاختار ميتة شريفة عن طريق المبارزة مع العدو في ساحة القتال والشرف بدلا من أن يؤخذ أسيرا ذليلا إلى روما. وكانت هذه الفترة تسمى في التاريخ القديم بعصر الجمال الذي«ظهرت بوادره خلال المائة سنة التي سبقت التاريخ الميلادي؛ وبالتحديد في سنة 46 ق.م خلال معركة تابسوس (رأس الديماس)؛ التي دارت بين يوليوس قيصر روما والملك النوميدي يوبا الأول؛ الذي تحالف مع خصم سيزار اللدود بومپيي (پمپايوس).». وعليه، فقد اندلعت حرب الحلفاء سنة 48 ق.م في شمال أفريقيا، وشاركت فيها قوات يوبا الأول مع قوات پومپيوس وقوات ماسينيسا الثاني، ولكنها انهزمت هزيمة شنعاء أمام التحالف الثلاثي الذي كان يتكون من جيش قيصر وجيش بوگود الثاني. فتعرضت قوات يوبا للهلاك الفظيع، ولحق مملكته دمار هائل وخراب كبير. وتمكن يوبا الأول من الفرار بعد أن وجد نفسه وحيدا في المعركة مع قلة من جيشه المنهوك من شدة المواجهة الشرسة والمقاومة العتيدة.


المصدر : مواقع ألكترونية