منتدى امازيغ ثقافة و حضارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى امازيغ ثقافة و حضارةدخول

هذا المنتدى مخصص للانتماء الحضاري و الثقافي الامازيغي عبر التاريخ.


descriptionمعلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 Emptyمعلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1

more_horiz
معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-f


عند طرح أي حديث يتعلق بالإلحاد، تبدأ المعلومات الخاطئة والآراء المبنية على حقائق غير صحيحة بالظهور. ما أن يُطرح هذا الحديث في دائرة من المتدينين، بصرف النظر عن ديانتهم، حتى تسمع عبارات نمطية ظلت متداولة بين أوساط المؤمنين حول الإلحاد، وغالباً ما تكون هذه المعلومات النمطية بعيدة كل البعد عن الواقع.
قبل الحديث عن الإلحاد، علينا أن نعطي هذا المصطلح حقّه في التعريف، وقبل أن نعرّف الإلحاد، علينا اكتشاف مصطلحات أخرى، كالإيمان والربوبية واللاأدرية (لاغنوصية).
الإيمان بالله وحده لا يعني أن الشخص مؤمن بالكتب السماوية، فالربوبية هي الإيمان بوجود الله ومشيئته وأنه خالق السموات والأرض والإنسان وغيرها، وهذا ما يعتبره الربوبيون قابلاً للتصديق باستخدام العقل وتفحّص العالم الطبيعي من حولنا، لكنهم لا يؤمنون بالكتب السماوية التي جاءت لتوضّح طريقة عبادة الله، وهم يرفضون فكرة تدخل الإله في حياة البشر الإنسانية، سواء عن طريق الوحي الإلهي أو المعجزات أو الرسل.
في الإسلام مثلاً، يُعتبر الإقرار بربوبية الله غير كافٍ، فالمشركون مثلاً أقروا بوجود إله خالق، لكنهم لم يؤمنوا بوحدانية هذا الإله ولم يعبدوه وحده فقط، أي أنهم لم يقروا بإلوهيته. أما الإيمان بالله، فهو الإيمان بوجود الخالق وعبادته أيضاً واتباع العقيدة الدينية التي بُيّنت في كتبه (سواء في الإسلام أم المسيحية أم اليهودية) وتوحيد إلوهية هذا الخالق، أي عبادة الله وحده، وذلك من خلال الصلاة والصيام والدعاء وما إلى هنالك.
اللاأدرية، أو اللاغنوصية (صاغها عالم الأحياء هاكسلي من المصطلح اليوناني أغنوسطس، والذي يعني المجهول أو ما فوق معرفة البشر)، هو غياب الإيمان وعدم الإيمان بالله أو العقيدة الدينية، من مبدأ استحالة إدراك الكائن البشري الطريقة التي خُلق بها هذا الكون، وبالتالي لا يؤمن اللاأدري سوى بما يستطيع العقل البشري استيعابه وإدراكه، فهو لا يؤمن بالله ولا ينكر وجوده.
الإلحاد، في المقابل، هو عدم الإيمان بوجود إله خالق. يحاول الملحد تفسير الظواهر غير المعروفة، كبداية الكون ونشأة الإنسان، بناءً على تفسيرات ومعلومات علمية منطقية، ولأن العلم لم يتوصل لطريقة تكشف لنا عن وجود كيانٍ غير بشري خلق الكون بأكمله، فلا يستطيع الملحد الإيمان بهذه الظواهر الخارقة للطبيعة. على عكس اللاأدريين الذين لا ينفون ولا يؤكدون وجود الله (أو أي ظاهرة خارقة للطبيعة)، يرى الملحدون أن الأشياء التي لا تستند إلى حقيقة علمية واضحة، أو الأشياء التي لا يمكن إثبات وجودها، هي أشياء غير موجودة، ومن ناحية وجود الإله أو عدمه، يرى الكثير من الملحدون أن وجود الله أو عدم وجوده لا يغيّر شيئاً في طريقة سير الحياة والكون.
الملحدون ليسوا شرذمة من الناس


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-1



قد ترى أن الاعتقاد بوجود خالق لهذا الكون هو الفطرة الإنسانية السليمة، وبذلك ستستغرب من وجود أناسٍ يدحضون هذه الفكرة، ويقولون أن الكون وُجد من تلقاء نفسه. بالتالي قد ترى أن هؤلاء يشذون عن الفطرة السليمة، وفي حالات أخرى، قد تعتبرهم مرضى نفسيين أو مختلين عقلياً.
وفقاً لتقرير أوردته «بي بي سي»، يستند إلى دراسة أجراها مركز «بيو» للأبحاث، يُقدر عدد الملحدون في العالم بـ 1.17 مليار شخص وفقاً لإحصاء من عام 2015، وتوقع المركز أن يزداد عددهم إلى 1.2 مليار شخص عام 2060، بينما يتوقع المركز أن يبلغ عدد المؤمنين بصفة عامة نحو 8.1 مليار شخص بحلول عام 2050.
يقول المركز أن عدد الملحدين في تزايد ضمن أوروبا والولايات المتحدة، لكن بما أن الملحدين يميلون لإنجاب عدد أقل من الأطفال، فإن نسبتهم ستتراجع مقارنة بالمؤمنين من مختلف الأديان. في الدراسة نفسها، وُجد أن متوسط إنجاب المرأة المتدينة بين عامي 2010 و2015 هو 2.45 طفل، بينما بلغ العدد لدى المرأة الملحدة 1.65 طفل.
هناك إذاً 1.17 مليار شخص، أو ربما أعلى بقليل، لا يؤمنون بوجود إله. في المقابل، يقول المركز نفسه أن عدد أتباع البوذية هو 500 مليون شخص، والعدد في تراجع. وفقاً للمركز نفسه، يشكل اللادينيون نسبة 16% مقابل نسبة 84% من السكان الذين يؤمنون بديانة ما.
جميع هذه الأرقام تظهر أن عدد الملحدين ليس قليلاً، وهم ليسوا طائفة صغيرة من البشر. ناهيك عن أن البشر لا يسيرون على نهج ديني واحد، فلنأخذ المسيحية مثلاً، والتي لا تقتصر فقط على الطوائف الثلاث الأكبر (الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت)، بل تتعداها لتشمل عشرات الطوائف الأخرى. في العراق وحده 14 طائفة مسيحية معترف بها رسمياً من قبل الدولة، ولم نأتِ على ذكر الطوائف المسيحية في الولايات المتحدة مثلاً، والتي يزيد عددها عن 200 طائفة. أما في العالم أجمع، فوثق «مركز دراسة المسيحية العالمية» وجود 45 ألف طائفة مسيحية في أنحاء العالم!
لنأخذ الفرق الإسلامية، فهناك عشرات الفرق التي ظهرت على مر التاريخ، كالسنة والشيعة والصوفية والمعتزلة والفاطمية والإسماعيلية وغيرها من الطوائف والفرق التي قد لا تلقى اعترافاً من المؤسسات الإسلامية نفسها.
يعني كل ذلك أن البشر لا يسيرون وفق نظام «ملحد/مؤمن»، بل هناك تنوعات واختلافات في طريقة عبادة الإله أو حتى ماهية هذا الإله نفسه. وفقاً لهذا السياق، لا يمكننا اعتبار الإلحاد «الدين الجديد» ولا يمكننا حتى اعتباره مذهباً دينيا، فهو نقيض الدين أساساً.
الإلحاد ليس ديناً


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-11


الإلحاد ليس اعتقاداً راسخاً بعدم وجود إله، بل رفض للادعاءات التي تقرّ بوجود الإله. غالباً ما يُعتبر الإلحاد أو يُنظر إليه باعتباره شكلاً من أشكال الإيمان، ولو كان هذا الإيمان بعدم وجود خالق، لكن في الحقيقة، الإلحاد ليس إيماناً بعدم وجود إله، بل غيابٌ تام للإيمان بوجود هذا الإله.
بالنسبة للإنسان المؤمن بوجود إله، لا يستطيع المؤمن النظر إلى الجدل حول وجود الإله أو عدمه من منظور خارجي، وبالتالي لا يمكنه تصوّر أن الملحد لا يؤمن بوجود هذا الإله الذي وصفته الديانات الإبراهيمية أولاً، أو حتى وجود إله غير مرئي خلق الإنسان، مهما كان شكل هذا الإله في مختلف الديانات والطوائف الدينية الأخرى.
لا يمكن القول أن الإلحاد مذهب أو ديانة، إذا كان جَمعُ الطوابع هواية، فهل عدم جمع الطوابع هواية أيضاً؟ بالتأكيد لا. إن فقدان أو غياب إيمان المرء بالمعتقدات الدينية لا يعني أن هذا المرء يتبع مذهباً ما، وهنا يخطئ المؤمن بتفسير ماهية الإلحاد لأنه لا يستطيع وضع نفسه خارج إطار الإيمان الديني بكائن أعلى.
الإلحاد مجرد رفض لتلك المعتقدات الدينية المختلفة، لكن بما أن البشر يحبون وضع أنفسهم في قوالب وإطلاق مسميات معينة، أصبح مصطلح الإلحاد يدل على خيارٍ ديني وأسلوب حياة، بنظر المتدينين تحديداً.
إذا كنت تشكك بوجود الله لكنك لا تعرف إن كان الله موجوداً أم لا، فهذا يعني أنك لاأدري، لكن في نفس الوقت، أنت شبه ملحد لأنك ترفض اتباع ما لا تعرفه أو تدركه. في معظم الإحصائيات والاستطلاعات، يتم الإشارة إلى نوعين من البشر، المتدينين وغير المتدينين. لهذا السبب، ستجد أن عدد الملحدين أقل من عدد ”غير المؤمنين“، لكن هؤلاء ”غير المؤمنين“ هم ملحدون حتى لو لم يريدوا الاعتراف بذلك.
الإلحاد أيضاً لا يميّزك عن باقي البشر، والشيء الوحيد الذي يربط بين كل الملحدين في جميع أنحاء العالم هو عدم إيمانهم بوجود الله. لهذا السبب، لا يمكن اعتبار الإلحاد نظاماً أو ديناً أو مذهباً أو جمعية أو رابطة أو أي شيء من هذا القبيل، الإلحاد هو مجرد الاعتقاد بعدم وجود الله.
الملحدون ليسوا عباقرة ولا حمقى


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-12


وهذا تأكيد على الفكرة السابقة، فاعتقادك بعدم وجود الله لا يجعلك إنساناً أفضل أو أكثر ذكاءً. هل الملحدون أكثر ذكاءً من المؤمنين؟ تدعي بعض الدراسات ذلك، وفي اليونان القديمة وروما، اعتُبر المؤمنون أكثر حماقة من المشككين، بينما اعتُبر المشككون أكثر «حكمة» –وفق مجلة Live Science.
لا نريد التعمق في هذا الادعاء، ولن نجادل فيه حتى لو أن بعض أشكال الانحياز والتفضيلات قد تدلنا على مستوى ذكاء الإنسان. على أي حال، الإلحاد فكرة يتوصل إليها المرء من خلال المنطق، وعلى الرغم من أن الإلحاد لا يدل على ذكاء الشخص ولا غبائه، لكن علينا التوضيح أن عدد العلماء الملحدين يفوق عدد العلماء المؤمنين بوجود إله أو كيانٍ أعلى.
أجرت عالمة الاجتماع (إلين هوارد إكلوند) من جامعة رايس إحصائية بين عامي 2005 و2008، استجوبت فيها 1646 عضواً تعليمياً من أفضل جامعات الولايات المتحدة، تسألهم فيها أسئلة مفصلة حول إيمانهم ومفهوم الدين أو الروحانية بالنسبة لهم.
لاحظت (إكلوند) أن العلماء بالمجمل أقل تديناً من عامة الناس. وفي تلك الإحصائية، أجاب 64% من العلماء بأنهم ملحدون أو مشككون، بينما أجاب 6% فقط من عامة الشعب أنهم ملحدون أو مشككون. في المقابل، تقول (إكلوند) أن 9% من العلماء مؤمنون إيماناً تاماً بوجود الله، بينما تبلغ هذه النسبة عند عامة الشعب 60%. المثير للاهتمام أن أجوبة العلماء الملحدين لم تكن معادية للدين أو مسيئة له.
وجدت (إكلوند) أن 36% من العلماء والباحثين الذين أُجريت عليهم الاستطلاع يؤمنون بوجود إله، وتنوعت إجاباتهم بين ”يؤمن بقوة أو كيان أعلى، لكن ليس الله – بنسبة 8%“ و”يؤمن بالله في بعض الأحيان – بنسبة 5%“ و”يؤمن بالله، لكنه يملك بعض الشكوك – بنسبة 14%“ وأخيراً ”يؤمن بالله بدون أي شك – بنسبة 9%“.
الملحدون يعرفون الدين أكثر من المؤمنين


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-13


وفقاً لمركز «بيو»، الذي أجرى إحصائية حول المعرفة الدينية من عام 2010، وُجد أن الملحدين واللاأدريين قد حققوا أعلى النتائج، يتبعهم اليهود وطائفة المورمون. الدراسة أُجريت على الأمريكيين، وتبيّن أن أتباع مذهبٍ ديني ما لا يعرفون الكثير عن الديانات الأخرى.
وفقاً لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، قال أحد الباحثين (آلان كوبرمان) أن الملحدين واللاأدريين في الولايات المتحدة عادة ما يولدون لدى مجتمعات متدينة، ثم يتبنون الإلحاد بعد تفكر ودراسة طويلتين. وهذا صحيح إلى حد كبير، فمن فقد إيمانه بالدين إنما فقده جراء تفكر ونقد ودراسة
التطور البيولوجي ليس إلحاداً


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-3


التطور ليس فكرة كي تعتنقها وتؤمن بها، ونظرية التطور صحيحة (مهما قرأت على الإنترنت، فالتطور واقعي ويحدث حتى هذه اللحظة)، لا يهم ما هو أصل الإنسان، لكن الكائنات على كوكبنا تتطور. دائماً ما نجد بعض أولئك المتدينيين الذين يفاخرون بالقول أن «نظرية التطور غير صحيحة وأثبت العلم هذا الأمر»… لا نعرف بداية من أين جاء صاحب هذه الفكرة بمعلوماته، لكن ابحث في المراجع العلمية كيفما تشاء، وسترى أن التطور حقيقة.
غالباً ما يخلط المشككون بين التطور الدارويني والانتقاء الطبيعي ومختلف المصطلحات الأخرى كي يثبت كل طرف أفكاره الخاصة. عندما يقول لك أحدهم أن التطور مجرد نظرية لم يثبت أحد صحتها، فأوضح له أن التطور نظرية –والنظرية لا تعني أن المعلومة غير دقيقة، بل سُميت نظرية لأنها جاءت لتفسير الواقع المُشاهد– طرأت عليها تعديلات كثيرة مع تزايد المعرفة والمعلومات، حتى أن (داروين) نفسه أدرك أن نظريته لا تجيب على كل الأسئلة.
على أي حال، هل الإلحاد يعني الإيمان بنظرية التطور؟ لا بالطبع، بل لا يشغل هذا الموضوع تفكير الكثير من الملحدين أساساً. في المقابل، قد نفهم ربط التطور بالإلحاد، فالتطور يضع قصص الخلق التقليدية تحت المساءلة، لناحية عدم اتساقها مع الاكتشافات الأحفورية والعلمية التي تؤكد وجود الحياة على هذا الكوكب –بل حتى بدء الحياة عليه– بما يتناقض مع ما جاء في الكتب الدينية.
بالمناسبة، برز نوع من التوفيق بين العلم والدين، بحيث يتم تأويل النص العلمية ونظريات بدء الحياة على كوكبنا بما يتناسب مع الدين، وذلك لا يتعدى محاولات الالتفاف على أمور أخرى في الأديان، كمباركة زواج المثليين في الكنيسة (المسيحية) أو تحليل شرب الخمر أو تدخين الحشيش (الإسلام).
هل الملحدون فاشلون اجتماعياً؟


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-14


نشرت صحيفة الغارديان البريطانية نتائج دراسة توصلت إلى أن الناس عادة ما يشككون في أخلاق الملحدين، وقد يشككون في ارتكابهم أفعال سيئة، وقد يأتي هذا التشكيك من طرف ملحدين أيضاً.
في الحقيقة، يبدو أن لدى الناس –في مختلف أنحاء العالم– ميلٌ لاعتبار الإيمان الديني نوعاً من الرادع الأخلاقي، وهذا ما تعلمناه في مدارسنا صراحة، ولعلّكم جميعاً سمعتم بعبارة «الوازع الديني». لكن لنكن صريحين، كم جريمة تحدث ومرتكبها يرتاد المساجد والكنائس ويؤدي كافة التعاليم والطقوس الدينية؟
في مصر مثلاً، آخر القضايا البارزة هي قضية المتحرش الذي كان يحج في مدينة مكة سابقاً، والذي شوهد على كاميرا المراقبة وهو يتحرش بفتاة صغيرة. على موقع ويكيبيديا قائمة مؤلفة من زعماء دينيين ارتكبوا جرائم تتراوح بين القتل والاستغلال الجنسي للأطفال وغيرها من الجرائم الأخرى.
لا نريد إجراء مقارنات بين عدد المجرمين الملحدين والمتدينين، ولا يعني ذلك أن الملحدين لا يرتكبون الجرائم، لكن الإلحاد نفسه لا يتعلق بكون المرء سيئاً أو جيداً، ولا خيّراً أو شريراً. في المقابل، إيمانك بديانة ما لا يعني أنك أصبحت منزهاً عن الكره والشر وارتكاب السيئات.
أخلاق الملحد


معلومات لا تعرفها عن الإلحاد: دليلك لفهم الإلحاد والملحدين1 78968-15


الأخلاق كلمة ذات معنى مطاطي تختلف من موقف لآخر، ومن ثقافة لأخرى، لكن الأخلاق الحميدة العامة معروفة بالنسبة لجميع البشر.
في عالمنا العربي، عادة ما يتهم الملحد بأمور لا علاقة لها بالإلحاد لا من قريب ولا من بعيد، لاعتقاد المتدين أن العاقبة الأخيرة –المتمثلة بجهنم– والخوف من الله هما الرادع الذي يمنع الإنسان من أداء المعاصي وارتكاب الفظائع والشرور، وبالتالي يرون أن الملحد –غير المقتنع بوجود الآخرة والعقاب– سيرتكب المعاصي لعدم وجود رقيب عليه، وكأن الإنسان بحاجة إلى منبّه يذكره بما هو صحيح وما هو خطأ.
هل من الضروري وجود مرجعية دينية كي تعلمنا ما هو الصحيح وما هو الخطأ؟ اسأل نفسك هذا السؤال، وضع نفسك في مواقف تخيلية يُتاح لك فيها ارتكاب الأخطاء، وستلاحظ أنك تملك تفسيراً واضحاً لامتناعك عن أداء الأفعال السيئة، ولست بحاجة إلى فتوى دينية تبيح أو تحرّم هذه الأفعال (السرقة، القتل، الاغتصاب، الاعتداء على الآخرين، قبول الرشوة، الإساءة اللفظية… هل تحتاج لمرجع ديني كي يخبرك أن هذه الأمور خاطئة؟).
أولاً، إن الأخلاق بحد ذاتها أمر غير ثابت، ما تراه أخلاقي وطبيعي قد يراه آخرون شاذاً وغير منطقي، كزواج الأقارب في عالمنا العربي مثلاً، اسأل أي شخص في الغرب عن زواج الأقارب وسيقول أنه غير أخلاقي وقد يؤدي إلى بروز أمراض لدى الأجيال اللاحقة.
هناك حقائق معروفة لا حاجة لنا لمعرفة إن كانت أخلاقية أم لا، كضرب الأطفال مثلاً (مجدداً، إن كنت ترى أن ضرب الأطفال يؤدي إلى تربيتهم فأنت لا تتمتع بأي أخلاق). قد يكون زواج النبي من عائشة أخلاقياً لدى المسلمين، لكن الزواج من قاصر غير أخلاقي بالنسبة لمجتمعات أخرى… أكل لحم الخنزير غير أخلاقي بالنسبة لك لأن الخنزير بنظرك كائن قذر، وهذا حقك، لكنك تعلم أيضاً أن مليارات الأشخاص الآخرين يرون هذا الأمر طبيعي.
تنبع الأخلاقيات من داخل الإنسان، وتحديداً كيميائية الدماغ التي تدفعه إلى التعاطف مع ألم الآخرين، فعندما تشاهد مشردًا بحاله المزرية في الشارع، إما أن تساعده أو تحزن وتحاول ألا تعيره اهتماماً كي تتجنب الإحساس بالذنب والرغبة بالمساعدة.
أخيراً، لا يجب أن يكون الدين هو مرجعك الأول والأخير للأخلاق، ولا يجب أن يكون الخوف من الآخرة رادعك الوحيد لعدم ارتكاب المعاصي. فإذا كنت تتحلى بالأخلاق خوفاً من العقاب، فتلك ليست سوى أخلاقاً وهمية نابعة من الخوف.

المصادر:


  • موقع Infoplease

  • موقع Dictionary.com

  • موقع National Geographic

  • مركز Pew Research Center

  • موقع BBC

  • موقع Sputnik

  • موقع Daraj






https://dkhlak.com/facts-about-atheism/
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى