المدرسة في شمال إفريقيا منذ  القرن السابع قبل الميلاد ...
المدرسة في شمال إفريقيا منذ  القرن السابع قبل الميلاد ... 1---1074
ربما لم يسبق لأحد أن سأل نفسه أين درس أفلاطون وسقراط وأبيقور ومجموع فلاسفة اليونان الذين ندرس سيرتهم ؟ أين درس هيرودوت المؤرخ ؟ ..  ومن علمهم الحكمة والفلسفة أم العلوم ؟  
يحكي لنا التاريخ أن الفيلسوف اليوناني أفلاطون تتلمذ على يد عالم الرياضيات الأمازيغي  ثيودور القورينائي في ليبيا  (Théodore de Cyrène)
وذكر الفيلسوف اليوناني أفلاطون بنفسه  في محاورة (Theaetetus) أنه زار ليبيا من أجل مقابلة الفيلسوف والرياضي ثيودور القورينائي ..
حيث كان التعليم في شمال أفريقيا وفي قورينا بالخصوص باعتبارها مركزا ثقافيا وعلميا متميزا يفد إليه الطلبة من جميع أنحاء العالم القديم ليس من شمال أفريقيا فقط بل من اليونان والإسكندرية وكان فيها أفضل الفلاسفة والعلماء ، حتى ظهرت هناك  مدرستين فلسفيتين من أهم المدارس في القرن الرابع قبل الميلاد ..
المدرسة في شمال إفريقيا منذ  القرن السابع قبل الميلاد ... 2-101
المدرسة الأولى: هي التي تسمى المدرسة الفلسفية القورينية وقد تأسست على يد الفيلسوف القوريني  أريسطيفوس    ( Arristippus) 435 -356-  ق م ...
المدرسة الثانية : هي المدرسة العلمية القورينية الممثّلة لتوجه فكري أمازيغي   قديم يهتم في المقام الأول بالمنطق و بالرياضيات، ومن أهم روادها أرسطونتيس القوريني (Erathostenes)، وثيودوروس (Theodorus) الذي أزداد بقورينا 456 ق م  وكان أستاذ لأفلاطون في الرياضيات ...
إهتمام الأمازيغ القدماء بالعقلانية قد نستشفه أيضا من الفيلسوف   مانيليوس الذي يتعتبر من أكبر المدافعين عن العقلانية ويعتبر من الرواد الأوائل في هذا التوجه ومن أقواله " لا تحتقر قواك العقلية بحجة أنها سجينة جسم نحيل ، فهي قوة ضخمة لإن العقل بإستطاعته حل كل المشاكل "
بل ونشأت في شمال إفريقيا المدارس الإبتدائية و نظام التدريس بالتدرج منذ القرن السابع قبل الميلاد قرن من الزمن قبل أن تعرفه روما ، ويقوم بهذا التعليم مختصون من المدرسين والأساتذة وتستغرق مدة التدريس والتمدرس 5 سنوات للتلاميذ بما فيهم الإناث ، خلالها يتعلم الأطفال القراءة والكتابة والحساب ، وفي أخر سنة يختبرون في هذه المواد ، وينتقل الناجحون الى التعليم الثانوي الذي يستغرق 7 سنوات  ..


المراجع.
مصطفى كمال عبد العميم: دراسات في تاريخ ليبيا القديم، المطبعة الأهلية، بنغازي، 1966، ص-ص 60-61
الدكتور المؤرخ عبد السلام بن ميس: مظاهر الفكر العقلاني في الثقافة الأمازيغية القديمة، ط 2. الرباط، 2010 ، ص35 32 ..
عبد السلام بن ميس هو دكتور دولة في جامعة السوربون بباريس، منذ عام 1990، يهتم بالمنطق و فلسفة العلوم و الإبستيمولوجيا و تاريخ الأفكار العلمية. يشتغل منذ 1982 استاذا باحثا بجامعة محمد الخامس - أكدال، الرباط. نشر الأستاذ بن ميس مقالات عدة و كتبا من بينها: قضايا في الإبستومولوجيا و المنطق (المدارس 2000)، السببية في الفيزياء الكلاسيكية و النسبانية (توبقال 1994). واشتغل المؤلف أيضا استاذا زائرا بجامعة بوردو 3 بفرنسا (1999) و بجامعات أمريكية مختلفة (2004)، رئيس قسم الفلسفة بجامعة محمد الخامس، الرباط (2005- 2009). مسؤول عن فريق البحث (الفلسفة في خدمة الإنسان).