“ربيع الأناشيد” إصدار أمازيغي جديد
“ربيع الأناشيد” إصدار أمازيغي جديد 1----393
صدر للفنان والكاتب المغربي نور الدين أماد، وبدعم من شركة WAY CONSEIL، مجموعة أناشيد، تحت عنوان “ربيع الأناشيد”، كتبت أناشيده باللغة الأمازيغية، وينضم المؤَلف إلى مؤلفات غيره من الكتاب والمبدعين المهتمين بأدب الطفل المكتوب بالأمازيغية على قلتهم، وبذلك يكون الإصدار إضافة تعزز الساحة الأدبية والفنية الأماتزيغية.
توصيف عام للديوان
جاء الديوان في ثمانين صفحة من الحجم المتوسط، موزعة على إهداء وكلمة شكر للكاتب، ومقدمة لعمر أيت سعيد، تليها الأناشيد، ويبلغ عددها أربعين نشيدا، عناوينها كالتالي: الربيع ـ الصيف، الشتاء، الخريف، المطر، الماء، التعلم حقي، بلادي، أطفال العالم، الشجرة، الليل، الزيز والنملة، طريق المدرسة، الزهر متفتح، الفلاح، اُحرث، العرس في المدرسة، النملة والصرصور، جدي، اللقلاق، عين الحب، هدية لأمي، لي حريتي، الخطوة، جئنا إلى الحقول، أحب بلدتي، رسالة الأقدمين، وُلِد وُلِدَ، الأرجوحة، الأرقام، أناشد اليوم، كن نحلا لا ذبابا، الفزاعة، قصبتي (بيتي)، للنوم، الرسالة، كلنا سواسية، الحياة جميلة، معلمي، العمل.
عناوين مغرية تدل على التنوع، وتحاول أن تغطي حاجات الطفل التربوية عبر الإبداع الشعري المعتمد على الإيقاع المسهل للحفظ والتجسيد والتشخيص، وهي عناوين يمكن تصنيفها وفق المجالات الآتية:
مجال البيئة.
مجال التعلم .
مجال الحياة.
مجال التراث.
مجال الارتباط بالوطن والموطن.
مجال السرد عبر الشعر لحكاية تؤخذ منها العبر.
مجال الزمن: الفصول، الليل..
وبهذه المعطيات يكون الديوان جامعا لجوانب شتى تُستهدف بها البرامج التربوية الخاصة بالطفل.
مقدمة الكتاب
أشار فيها المبدع المغربي المغرم بأدب الطفل والباحث في مجاله، عمر أيت سعيد إلى أمور كثيرة مها اعتباره الأنشودة حضنا للتاريخ، للتراث، للغة، ومنشدو ومؤلفوا الأشعار هم من عملوا كل ما في طاقتهم الإبداعية من أجل صيانة اللغة الأمازيغة لتتجذر فلا تمحوها السنون كما وقع لكثير من اللغات.
عنوان الديون : ربيع الأناشيد
“ربيع الأناشيد” إصدار أمازيغي جديد 1---1085
لا شك أن العنوان له أهميته في الأعمال الأدبية والدرامية بتنوعها، فلا قصيدة ولا رواية ولا فيلم ولا مسرحية بلا عنوان، فأين تتجلى أهمية العنوان بالنسبة للعمل الإبداعي؟ وكيف نستقبل إبداعات بلا عنوان؟ وهل يمكن التمييز بين الإبداعات بلا استناد إلى عناوين تفصل بينها؟ أسئلة كثيرة تُطرح بصدد العنوان والغاية منه. وحين يتعلق الأمر باللوحة التشكيلية فإننا نكون أمام استثناء وخصوصية، فكثير من الأعمال التشكيلية تواجهنا بمفرداتها بعيدا عن عناوين تقاسمك وتقاسمها بعضا من مفاتيح مغاليقها. وقبل الخوض في الحديث عن اللوحة بعنوان أو بدونه، نرى من الأجدر ذكر بعض من فوائد العنوان للأعمال الإبداعية:
إنه بمثابة البوابة المشرعة للتواصل مع التركيبة الإبداعية، يواجهك في الكتاب والجريدة والمجلة والفيلم وغيرها، وكأنه يأخذ بيدك للتجول في رحاب هذا العمل الإبداعي أو ذاك.
يجذب المستهلك كي يقبل على المنتج الإبداعي برغبة وبفضول الباحث عن حقيقة فحوى هذا العنوان، وبذلك يصير مصيدة أحيانا، خاصة حين يكون لماحا دافعا بنا للغوص في إبداعات دون مستوى وقدر دلالته ، فيبقى إشهاريا كاذبا فحسب.
إنه في الغالب عنصر ملخص لمعطيات المنتج الإبداعي، فهو معين على التلقي، ومعين على سبر أغوار التركيب الإبداعي.
يلفت إلى جوهر العمل الإبداعي ومحوره الأساسي، وفي الوقت ذاته يدعو إلى الرؤية والتمحيص لمحتوى ما وضع له نصا، أو لوحة أو فيلما أو قصيدة إلخ..
يدفعك للانخراط في صراع مع معطيات وأفكار العمل الإبداعي.(انظر مقالي الوارد بالقدس العربي، بتاريخ 10 سبتمبر 2016م).
وعنوان الديوان مركب إضافي يحيل على أمور نذكر منها:
كون الأناشيد لها ما يميزها من حيث ارتباطها بفصول السنة، فالإشارة إلى ربيع الأناشيد يوحي بكون هاته الاناشيد لها خريف وصيف وشتاء أيضا، وكأنها كائن حي يتكيف وتقلبات الزمن عبر كل سنة.
كون الأناشيد المنتظر تواجدها في الديوان تتعلق بما يبهج القلب ويوقظ مشاعر السعادة في حضن الحياة.
كون الأناشيد كلها مرتبطة بالطفولة باعتبارها ربيع الإنسان.
كون الأناشيد المضمومة في الديوان تتغنى بمعطيات تحيط بحياة الطفل وبمشاغله اليومية.
عنوان نراه حسنا، رغم أننا نرى أنه لو غير ترتيب تركيبه الإضافي، بحيث يأتي “أناشيد الربيع ” لكان أحسن بكثير.
لوحة الغلاف
“ربيع الأناشيد” إصدار أمازيغي جديد 1---1086
غلاف الديوان تعلوه زرقة تمتد تدريجيا لتنتهي باللون الأخضربتدرجات متنوعة وبملمح شفاف يظهر زهورا تحيل على الربيع انسجاما مع العنوان الذي اختير للديوان، ويتوسط هذا الغلاف لوحة تبدو فيها طفلة نشوى حالمة وهي على أرجوحة معلقة بحبل معقود في غصن شجرة قديم يابس..وجاءت اللوحة بخلفية توزع على أديمها لون السحاب شفافا تعلوه نقط بألوان متنوعة تحيل على ما يشبه زهزرا أو نجوما أو فريشات تظهر في فصل الربيع..
اللوحة لها من الصلات الكثير الذي يربطها بفحوى الديوان وأبعاده التربوية.
جولة عابرة عبر أناشيد الديوان:
الأناشيد المتضمنة في الديوان أناشيد عمل الفنان نور الدين على تلحينها وتعليمها للأطفال عبر تقديمها في ورشات عديدة، وقد كتبت بالشكل الذي غنيت وانشدت به مما يسهل على المربين والمدرسين تقديمها لتلامذتهم دون بذل الكثير من الجهد.
أنشودة الربيع ص 15
طلعت الشمس
أرسلت شعاعها
الطير يشدو
مرحبا يا ربيع
جاء الربيع
جاء بالخضره
العين طافحة
بالماء الزلال
فرح السمك
والزهر تفتح
هذا عرس الألوان
لنصفق، لنصفق
ما أجمل الأيام
أيادينا إلى الأعلى..
النشيد بالصيغة التي ورد بها في الديوان ـ والتي تصرفنا فيها قليلا لما تقتضيه الترجمة من الأمازيغية إلى العربية ـ يجعلك تستحضر الوضعيات التي يؤدى بها من قبل المدرس والمستهدفين بالنشيد، ففيها الأمر بالتصفيق، وبرفع اليدين إلى أعلى.. وكأن صاحب الديوان يكتب أناشيده بطريقة أشبه بالسيناريو.
أطفال العالم ص25
أطفال العالم زهرة الأمل
أطفال العالم فخر الأمم
نحن الأطفال
نريد حقوقنا
نريد الحرية
لكل إنسان
نحن أطفال العالم نريد السلام
نريد الوئام في كل مكان
هيا يا نداء إصعد إلى السماء
زر كل البلدان اسمعه يا إنسان
هذه رسالة من كل الأطفال
بالود والإخاء نعيش في هناء.
النشيد جاء باللغة الأمازيغية وفي ذات الوقت ينشد بالعربية والفرنسية.. وهذه سمة جديدة في الأنشودة الخاصة بالطفل، من حيث تاديتها بأكثر من لغة في ذات الوقت.
وتجعل الأطفال يصيحون من أجل السلام والأمن في العالم.
اللقلاق ص 45
اللقلاق شرب من العين
طار في السماء
حط على شرفة من بلدتي
اللقلاق طار جاء محتطبا
خشبا وقصبا وتبنا
اللقلاق عاد إلى بلدتي
بمنقاره يشتغل
رويدا رويدا شيد عشه.
نشيد يعزز التقرب إلى جمال وروعة الكائنات المتواجدة ببيئة الطفل، ويجعله يحبها ويحترمها، ويدرك قيمتها ككائنات تؤنسنا في أوساطنا مساهمة في المحافظة على التوازن البيئي.
في الختام
الديوان مفعم بأناشيد من شأنها تعزيز ثقافة وشؤون الطفل المغربي في جوانب شتى من حياته، وسيتعلم ـ بلا شك ـ من خلال هذه الأناشيد اللغة الأمازيغية التي تعتبر اللغة الأم لمعظم أطفال المغرب. وكل نشيد وحيد أو وارد ضمن ديوان، ينبغي الإشادة بصاحبه خدمة للثقافة الأمازيغية الغنية بلغتها وعاداتها ومستوى نظرة أهلها إلى العالم.


المصدر : مواقع ألكترونية