الاختام الاسطوانية الآشورية
الاختام الاسطوانية الآشورية 1--87
كانت الاختام الاسطوانية الآشورية منتظمة ومتناسقة جداً و قد صُنعت من احجار متنوعة الصلابة والالوان ، وتُنحت على سطوحها موضوعات متنوعة حسب الذوق الشخصي.
قدمت هذه الاختام موضوعات متداولة انذاك في المجتمع ومترسخة في فكر الآشوريين ، اذ عرضت مثلاً لقطات اسطورية من مشاهد الصراع الرهيب في قصة الخلق البابلية ، واسند دور البطولة فيها للاله (آشور).
لقد ابدع الفنان الآشوري في استعراض تلك المشاهد المزدحمة بالشخوص ، برغم ضيق المساحة الحجرية الصلبة المُتاحة للنحت في بعض الاحيان.
ان الأشكال الرمزية في هذه الاختام تمثل رموزاً للفن العظيم آنذاك، والتي نراها في الكثير من المشاهد المنحوتة على الاختام الاسطوانية من العصر الآشوري الوسيط ، اذ تم حشد عدد كبير من الشخصيات الأسطورية والرموز التي يفوق عددها ، الاشكال الظاهرة على واجهة نصب الحرية للفنان العراقي الكبير جواد سليم (التي يصل طولها الى الخمسين متراً)، حيث نجح الفنان الآشوري في تكثيف رموزه على سطح تصويري ضيق لا يتجاوز طوله ثلاثة سنتمترات!

_____________________
المصدر: تاريخ الفن في بلاد الرافدين _زهير صاحب / الجزء الثالث