المخلوقات الحارسة
المخلوقات الحارسة 1--1483
في الفكر الاشوري القديم -- الثور المجنح انموذجا - زين الملوك والامراء الاشوريين مداخل قصورهم ومعابدهم بمخلوقات مركبة اطلقوا عليها اسم -لاماسو- وهي خليط من قوى بشرية وحيوانية ادمجت بشكل تكويني منسق وحسب اعتقاد اهل بلاد اشور الاقدمين ان هذه المخلوقات المركبة لها القدرة على طرد الارواح الشريرة التي يمكن ان تدخل هذه المباني - فهي بهيئتها المكونة من راس انسان وجسم حيوان وجناحي طائر تجمع القوى العظيمة المسيطرة اولتها الديانة والاساطيرالعراقية القديمة كل الاحترام والتقديس اضافة الى كونها تجمع صفات متعددة فهي مخلوقات من صنف الالهة لذلك نرى ان لباس راسها قد زود بازواج من القرون وهذه الصفة تثبت الوهيتها - الملك -اشورناصربال الثاني-883-853 قبل الميلاد اول الملوك الاشوريين الذين استعملوا هذه المخلوقات الحارسةرغم ان بعض النصوص الاشورية تشيرالى وجودها قبل زمن هذا الملك - خدمت هذه المخلوقات المركبة غرضين اساسين -الاول- لحراسة مداخل المعابد والقصور وطرد الارواح الشرية ومنعها من التقرب من تلك المباني -الثاني - لغرض تزيين معماري اذ كانت منحوتات هذه المخلوقات تغلف بها جدران مداخل قاعات الملوك من الجانبين انسجاما مع فكرة استمرار الالواح المرمرية بالنحت البارز التي تزين وتحفظ الجدران في المباني الاشورية وكانت مداخل القصور في مدينة -كالح - النمرود - العاصمة الحربية للدولة الاشورية قد وضعت في جهاتها الامامية تلك المخلوقات حيث تشاهد وهي واقفة بوضعية الحراسة - ان الاصول القديمة لاشكال هذه المخلوقات المركبة قد تطورت في بلاد الرافدين منذ اقدم العصور غير ان النموذج ظهر في العصور الاشورية اصبح هو المثال الذي اقتدى به النحات الاشوري عبر الازمنة فمن القصرالشمالي للملك -اشورناصربال الثاني - هناك تماثيل متنوعة لهذه المخلوقات فهناك الثورالمجنح براس انسان والاسد المجنح براس انسان وقد اضيف الى بطن الثور جسم سمكة وقسم اضيف اليها زوج من الايدي البشرية كما استعمل النحات الاشوري منحوتات على شكل اسود في حراسة مدخل معبد الاله -نينورتا- في مدينة كالح وهذه الاسود لم تكن مركبة او ذات اشكال غريبة سوى انها مزودة بخمس ارجل وفي مدخل معبد -ايزيدا- الخاص بعبادة الاله -نابو- في مدينة كالح زين مدخل هذا المعبد بزوج من المخلوقات المركبة قوامها مقدمة انسان وجسم سمكة - في عهد الملك الاشوري الاخر- سنحاريب - 704-681 قبل الميلاد ظهر مخلوق مجنح في مداخل قصورمدينة -نينوى- جالس جسمه على هيئة اسد وبراس انسان يظهرعلى راسة الريش - لكن تقبى دهشة الثورالمجنح المرعب هي النموذج الاهم - كان الاستاذ - ادوارد كييرا -ذات يوم يرشد بعض الزائرين في احدى قاعات العرض للمعهد الشرقي في جامعة شيكاغو الامريكية - وقفوا اولا امام تمثال الثورالاشوري المجنح الهائل الشكل والمرعب المنظر- وقفوا والدهشة بدءات على وجوهم وهم يتفحصون عظمة الثورالمجنح لما يمثل تكوينه من هيبة ورهبة التمثال منحوت من قطعة واحدة من مرمر الموصل يزن اكثر من عشرين طن - يرمز الى عظمة الامبراطورية الاشورية وسيطرتها على العالم القديم - يمثل كائن مركب راسه انسان وهو يعبرعن الحكمة والعقل وحصافة الراي ويرمز الى راس الملك الحاكم لانه يحمل على راسه التاج وله جناحان مزدوجان يرمزان الى قوته في السماء ولهما علاقة باسراء الملك الى الالهة اما الجسم فهو جسم الثور الذي يمثل القوة الاشورية على الارض - انتقل تاءثيره من بلاد الرافدين الى الحيثيين والاخمينيين والساسانين بصورة الحصان المجنح - ودخلت فكرته في الديانة المسيحية بصورة الملائكة المجنحين الذين حملوا النبي -عيسى- الى السماء والى الاسلام بصورة البراق الذي حمل النبي محمد- ص - الى السماء ليلة الاسراء والمعراج - وهو احد الثيران المجنحة التي اخذتها البعثة التنقيبية الامريكية من منطقة -خرسباد -الاشورية العراقية ونقلته الى متحف المعهد المذكور- الجلال والاكرام الى اولئك العراقيين الاوائل مشيدي اولى حضارات العالم -----


المصادر
كتاب حضارة العراق - ج4 - ص91- 92 - 93 -94 - نخبة من الباحثين العراقيين
كتاب كتبوا على الطين - ص1 - 2 - ادوارد كييرا