زهرة اللوتس عند قدماء المصريين
زهرة اللوتس عند قدماء المصريين  1----434
لاحظ المصريون القدماء الطبيعة بعناية، ورأوا أن زهرة اللوتس تبقى مغمورة في الليل لتظهر مرة أخرى في صباح اليوم التالي تمامًا مثل الشمس، وهذا هو السبب في أنهم ربطوا زهرة  اللوتس بالتجديد والدورات الطبيعية.
وتبدو زهرة اللوتس رائعة ومذهلة، ففي الليل تضم أوراقها إليها وتغرق الزهرة تحت الماء، وقبل الفجر ترتفع مرة أخرى من الأعماق حتى تطفو على السطح.
وإمعانا في التقديس ربط قدماء المصريين ربطوا بين زهرة اللوتس وإله الشمس رع، كما أنه النبات الوحيد الذي ينظم حرارته الداخلية ليبقي في حدود 35 درجة، ويمكن أن تعيش بذور اللوتس لمدة تصل إلى خمسة آلاف عام
وكانت تعامل علي أنها عنوان الخلق عند قدماء المصريين حيث تخبرنا أسطورة الخلق المصرية عن نشوء زنبقة الماء الزرقاء (لوتس النيل)، حيث كان المصريون القدماء يراقبون تفتح أزهار اللوتس التي تعوم في النيل كل صباح لتغلق تويجاتها بعد كل ظهر يوم يمر ثم تغطس تحت سطح الماء:
"في البداية كان السديم يعمّ الأرض، والفوضى عارمة، والظلام يلامس وجه الماء، عندها انبثقت زنبقة ماء من اللج، وببطء تفتحت تويجاتها ليظهر الإله الطفل جالساً في قلبها، نفذت رائحتها العطرة لتعشش على الماء، وشعّ نور من جسد الطفل ليبدد الظلام الدامس. ذاك الطفل هو إله الخلق، منبع كل حياة إله الشمس رع. وفي نهاية كل نهار تَغلقُ زنابق الماء البدائي تويجاتها، لتسود الفوضى طوال الليل حتى يعود الإله الخالق إلى قلب زنبقة الماء، ولكي يحمي إله الشمس ضياءه من الانطفاء كان يبقي عينيه مغمضتين يحيط نفسه متلفعاً بزنابق الماء."
لزهرة اللوتس دور كبير في طقوس العبادة المصرية القديمة فهي من أقدس الأزهار، وأعظم الأزهار كمالاً، إنها سيدة العطور. وكانت زنابق النيل المقدسة تقدم كقرابين خلال الشعائر الجنائزية. وقد وجدت بقاياها تغطي جسد توت عنخ آمون عند فتح قبره في العام 1922.
ظهر في أعمال هيرودوت ذكر لنباتات يصف فيه أزهار اللوتس القديمة، وكان يطلق عليه أبو التاريخ، أثناء زيارته لمصر في القرن الخامس قبل الميلاد، وصف هذه النبتة بأنها نوع من زنبق الماء يدعى اللوتس، كان يزرع من أجل طعم جذوره الحلوة وأزهاره المجففة التي كانت تطحن مع الدقيق لصناعة الخبز.
اتخذها جيش مصر شعارًا له في العصور الفرعونية.
وعند المصريين القدماء فان نبتة اللوتس تحاكي النيل في شكله: فأوراقها البحيرات المتفرعة من النيل وساقها مجراه، والزهرة دلتا النيل.
كانت رافداَ للإبداع الفني والمعماري ففي النقوش المرسومة على مقابر طيبة وجد رسم لقارب يشق طريقه خلال المياه وتمتد يد صبية لتقطف إحدى أزهار اللوتس غير المتفتحة بعد. ويلاحظ أن قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضاً
حتي في عصرنا الحالي فبرج القاهرة أيضا علي شكل زهرة اللوتس .
وفي العاصمة الإدارية الجديدة كان البرج الأيقوني التي اتخذ شكل المسلة المصرية أما واجهته فكانت علي شكل زهرة اللوتس .
فقديما كانت رمزا ومعني وفي حاضرنا ومستقبلنا بقيت أيضا رمزا ومعني وكل يناسب أهل زمانه .


المصدر:مواقع ألكترونية