هل كان الملك البابلي نبوخذنصر الثاني مجنونا حقا؟
هل كان الملك البابلي نبوخذنصر الثاني مجنونا حقا؟ 11310
لقد ورد ذكر الملك البابلي نبوخذنصر الثاني (91) مرة في التوراة اذ تم ذكره في سبعة اسفار والتي اتفقت جميعها على ما احتوته من افتراءات وأكاذيب تشوه سيرة هذا الملك البابلي العظيم وذلك بسبب ارتباطه بتدمير اسر ائيل ، لذلك دس اليهو د ، جل حقدهم عليه في كتبهم
الصورة في الاسفل تمثل شكل الملك العظيم نبوخذنصر الثاني كما صورته التوراة ، مجنونا هائما على وجهه يأكل عشب الحقول ، مدعين ان الله عاقبه بالعته والجنون بعد قضاءه على اسر ائيل ، كما ورد في سفر دانيال / الاصحاح الرابع 20 -27
ولولا التنقيبات والاكتشافات الاثرية التي كشفت زيف ادعاءات التوراة ، لما تعرفنا على الانجازات العظيمة لهذا الملك ودوره المهم في حضارات بلادالرافدين القديمة ، بعدما شوهت التوراة سيرته وسمعته لقرون طويلة.
هل كان الملك البابلي نبوخذنصر الثاني مجنونا حقا؟ 0-----29
لقد صورته التوراة مجنونا هائما هذا ئؤكد بأن المحتوى هو مجرد كلام بشري كون هذا الشخص بث الرعب والخوف في مملكة بني إسرائيل بعد الجرائم الوحشية التي اقترفها في حق سكان أورشليم مما جعل كاتب نصوص التوراة يلصق له هذه التهمة لأن التوراة نزل في عهد سيدنا موسى والفارق الزمني يقدر بحوالي سبعة قرون .
ولقد مد نبوخذ نصر جيوشه إلى الشام ويهوذا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد في أرض غزة الحالية، وهزم فيما يعرف بمعركة غزة وذلك في عام 601 ق م مما منع البابليين من التوغل إلى مصر.ولم يقم نبوخذ نصر بتدمير المدن التي كان يدخلها وأكتفى فقط بفرض الجزية عليها، ولكن بعد انسحاب المصريين من الأراضي الشامية بدأت تحرض الممالك الكنعانية ضد سلطة بابل عليها، فكانت مدينة عسقلان أول المدن التي عصت في سنة 604 ق م، فقام نبوخذنصر باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها، ولم تقبل مملكة يهوذا أيضاً بدفع الجزية إلى بابل وقرر يهوياقيم ملك يهوذا العصيان على بابل، ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهويا كين في سنة 597 ق م، إلا أن نبوخذ نصر لم يسقط مملكة يهوذا وأقام صدقيا ابن الملك يهوياقيم مكانه ملك على يهوذا، إلا أن اليهوذيين قرروا العصيان مرة أخرى وبقيادة صدقيا وبدعم من مصر، فقام البابليون في البداية بهزيمة المصريين الذين جاؤوا لمساعدة يهوذا، وبعدها إتجه البابليون لمحاربة مملكة يهوذا، فقام البابليون بحصارها لسنة كاملة وبعدها تمكن نبوخذنصر من اختراق مدينة أورشليم، وثم دخلوا إليها وسبوا معظم سكانها ومنهم ملكهم صدقيا (الذي نصبه نبوخذ نصر ملكاً) وأحرقوا هيكل سليمان، وبهذا أنهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا وذلك في عام587 ق م.

ولكن بعد ذلك قامت مدينة أخرى بالعصيان وهي مدينة صور الكنعانية فحاصرها لمدة 13 عام (585-572 ق م)، إلى ان قبل الكنعانيون الهيمنة البابلية، وبذلك يعد هذا الحصار الأطول في التاريخ على مدينة، وحسب ما يقول نبوخذنصر في إحدى الألواح الأثرية بأنه تمكن من عزل ملكها الشرير وشق الطرق إلى صور بين الجبال وشتت سكانها الأشرار إلى إتجاهات الأرض الأربعة واختار ملكاً أخر عليها.


المصدر:مواقع ألكترونية