ملكة الشرق زنوبيا
ملكة الشرق زنوبيا  1--1508
زنوبيا (بالتدمرية: اسم زنوبيا مكتوب باللغة التدمرية وتُلفظ: بات زباي) هي ملكة تدمر، قادت مع زوجها أذينة عصياناً على الإمبراطورية الرومانية تمكنا خلاله من السيطرة على معظم سوريا.
أما لغة تدمر الرسمية فهي اللهجة التدمرية الآرامية وكان أهلها يعبدون الشمس، ومعبد الشمس لا يزال إلى الآن أكبر الآثار التدمرية. كما عَبَد أهل تدمر اللات ويدل على ذلك معبد اللات القائم بين آثار تدمر.
هذه المرأة المشهورة بجمالها وإقدامها وذكائها كانت جديرة بأن تكون قرينة أذينة "Odainatti" الذي كان يحمل لقب «رئيس المشرق» "Dux Orientis"، وهي قد اشتركت معه بالفعل في وضع سياسة ملكه أثناء حياته، ولم تخلفه في منصبه فقط بعد وفاته (سنة 266-267 ميلادياً) بل إنها عقدت العزم على بسط سلطانها على الدولة الرومانية الشرقية، وكان ابنها وهب اللات بن أذينة لا يزال حينذاك طفلاً، فتسلمت مقاليد الحكم في يدها.

بعد وفاة زوجها قادت جيوش مملكة تدمر في غزوها لمصر وآسيا الصغرى لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها وأسرها إلى روما حيث سرعان ما توفيت لأسباب غامضة.
اسم زنوبيا الحقيقي «بت زباي»، واسمها الأول أطلقه الرومان ويعني قوة المشتري، وكانت أمها ترجع بنسب إلى كليوباترا في مصر، ولدت زنوبيا في تدمر وتأدبت في الإسكندرية فدرست تاريخ الإغريق والرومان وتخلقت بأخلاق كليوباترا وبطموحها، وكانت امرأة هاجسها المجد والسلطان. ورأت في أذينة فرصتها لتحقيق هذا الطموح. وكانت تشهد معه مجالس القوم وجلسات مجلس الشيوخ، وهكذا نشأت معه على أهداف واحدة وكان تاج الملك يرفرف فوق رأسيهما في أحلام اليقظة، حتى إذا وصلت إلى المُلك اختطفت يد الغدر زوجها، وبعد أن قُضي على غريمه، اعتلت العرش نيابة عن ولدها «وهب اللات» وقادت الحكم والشيوخ والحروب
من الأوراق السرية لملكة تدمر زنوبيا (برنار سيميوث)
قالت :
"إن قدرنا في الشرق أن نبقى تارة في صراع مسلح وتارة في صراع سياسي مع قوى البغي والطغيان. مع قوى التدمير ﻻ التعمير .مع منهجية الطغيان ﻻ العدل والمساواة. إنني قد أهرب عائدة إلى شعبي. وإنني قد أقتل. أو أنتحر. ولكنني...أنا زنوبيا ملكة تدمر .سليلة اﻵراميين. لست وحدي من يجري في عروقه الدم اﻵرامي . بل هناك شعبي بأكمله. وستنبت مئات الزنوبيات. ومئات من "زباي " القائد. وﻻبد للحلم من أن يتحقق يوما. فما عرفنا أبدا إﻻ حريتنا .
وﻻ نقبل إﻻ باستقﻻل كلمتنا .
وما أنا إﻻ واحدة من شعب أبي .عزيز النفس. عفيفها. كريم الطبع. بسيط العيش. . . .
فيا روما. لقد سرقت ألواح ذهب معابدنا. واﻷحجار الكريمة من رموز تماثيلنا. وهدمت المقدسات والبيوت والقصور .وخربت الحدائق والبساتين. وأحرقت متاع دنيانا. وجيشك البربري يرود بين دوابنا. ونسر ظلمك مغروس على قمم جبالنا. ولكنك لن تخمدي الحلم . لن تستطيعي مسح الفكرة. فالحلم موروث لنا في دمائنا. ونورثه ﻷحفادنا.
وهو اﻷبقى في عالم يصهر فيه الذهب ويتشكل بالطريقة التي نريد.
ويحمل الحجر ويقطع كما نريد.
ولكن الحلم ﻻ يمكن صهره. وﻻ تقطيعه. وﻻ زجه في أعماق السجون. أو إصابته بنبلة ﻹنزاله من عليائه إلى اﻷرض.
فالحلم فكرة تسري في دمنا. في أرواحنا.
ونحن شعب ﻻ نقبل الضيم أو أن يحكمنا أحد غريب عنا في دمه. وستثبت اﻷيام ما خفي عنك يا روما"....


المصدر : مواقع ألكترونية