" الوندال و الأمازيغ 100 سنة من المعارك "
" الوندال والأمازيغ 100 سنة من المعارك " 1---1217
(️ ملخص تاريخ الوندال في شمال أفريقيا )
اصلهم :
هم قبائل من الجرمان اتوا من نواحي بحر البلطيق نحو إسبانيا ثم دخلوا الى شمال أفريقيا سنة 429 م و بلغ عددهم حسب بعض المصادر 80 ألفا منهم 15 الف فارس و سيطروا على الشريط الساحلي ما بين تونس و الجزائر و تحصنوا في قراطاجة و تميزوا بقوة أسطولهم البحري الضخم و شدة تحصيناتهم الدفاعية في عهد الملوك الاوائل حيت سيطروا على الابيض المتوسط لمدة من الوقت و اسسوا مملكتهم البحرية بقيادة ملكم جيزيك و إستمرت لمدن قرن من الزمان ۔۔۔
الأمازيغ و الوندال :
رغم أن اغلب الممالك و القبائل الأمازيغية في المناطق التي سيطر عليها الوندال كانت خائرة القوى مطلع القرن الرابع ميلادي بعد حرب إستنزاف طويلة مع الرومان إلا أن ردة فعلهم كانت قوية تجاه الغزو الوندالي حيت ضربوا عليهم حصارا عسكريا طويل المدى ولكن كان فاشلا و بدون جدوى بحيت أن الوندال تكمن قوتهم في البحر اغلب مواردهم و إحتياجاتهم الضرورية و معاملاتهم التجارية کانت تأتيهم من البحر ( الابيض المتوسط )و لم تكن منطقة الجنوب و الغرب و الشرق ذات أهمية كبيرة بالنسبة لملوك الوندال فقط يصدون الغارات التي تشنها الجيوش الأمازيغية من الجنوب و يعودون لحصونهم ...
ولكن بدأت الأمور تأخد منحى معاكس بعد تطور القوة العسكرية البحرية للإمبراطورية البيزنطية و بدأ ملوك الوندال بتفادي المواجهات البحرية المباشرة ضد البحرية البيزنطية و من أجل تعويض الموارد و الإمتيازات التي فقدوها في البحر قرروا كسر الحصار الأمازيغي لحدودهم الجنوبية و للحصول على بعض المنافد البرية و ذلك بحملة عسكرية على جيوش القبائل الأمازيغية التي ضلت تحاصرهم لمدة 60 عاما على الاقل ...
و كانت هذه بمثابة الضربة القاضية لمملكة الوندال إذ لم تكن لهم اي فرصة أمام القوات البرية لجيوش الأمازيغ المتمرسين على القتال البري فجنود الوندال كانت لهم خبرات قتالية في البحار عكس البر الذي كانوا فيه ضعفاء لا يجيدون إستخدام الرماح او القتال في المناطق الجبلية و حتى قادتهم كانوا ضعفاء في وضع الإستراتجيات و الخطط العسكرية في الحروب البرية ...
وبخصوص هذا يقول المؤرخ الدكتور سعيد عمران في دراسته عن الوندال بإسم " مملكة الوندال " إبتداء من الصفحة 59 وهو يتحدث عن الأمازيغ الرافضين لمذهب التوحيد الاريوسي المسيحي :
《..فأما مشاكل الوندال فقد أتت من عناصر البربر في الشمال الافريقي .. البربر ثارو و هاجموا الممتلكات الوندالية في عهد الخليفة هونريك وقد تسبب تمرد البربر ضررا كبيرا لهم و للوندال .. فقد حاول هونريك إجبار هذه العناصر على إعتناق مذهب الوندال .. وبعد موت هينريك لم يختلف حال دولة الوندال مع البربرفقد ذكرت المصادر ان حروبا عديدة قامت بين الوندال و البربر ولكنها لم تقدم لنا اي تفاصيل عن هذه الحروب ... 》
و يضيف في الصفحة 62 - 63 نقلا عن المؤرخ البيزنطي يدعى بروكوبيوس (شاهد عيان ) عن معركة فاصلة في تاريخ شمال أفريقيا بين الأمازيغ و الوندال أدت الى كسر شوكتهم و ااتمهيد لسقوط دولتهم و إقتلاعها من سواحل أفريقيا الشمالية حيت يقول :
《 ..وفي ما يتعلق بعلاقة البربر و الوندال خلال حكم تراساموند فقد قاس الوندال الكثير من هجمات البربر ، كانت قد اصبحت أشد من المراحل السابقة فقد قدم لنا بروكوبيوس معلومة طيبة تتعلق بالحرب بين الوندال و البربر وذكر انه يوجد زعيم للبربر في نواحي طرابلس يدعى كابون cabon و كان هذا الزعيم خبيرا بالحروب ثاقبا للفكر ولما علم بأن الوندال يستعدون لمحاربته امر رجاله أن يضبطوا أنفسهم و يتقشفوا في حياتهم ثم اقام معسكرين واحد للرجال و أخر للنساء و في نفس الوقت ارسل جواسيسه الى قرطاج .... ولما أبلغه الجواسيس على إقتراب قوات الوندال .. اقام دوائر من الجمال بعمق إثنى عشر جملا لكل دائرة ثم وضع النساء و الأطفال الغير قادرين على القتال وسط هذه الدوائر و طلب من القوات المحاربة أن تختفي وراء سيقان الجمال و أن يحموا انفسهم بدروعه و لما كان الوندال غير ماهرين في إستعمال الرماح و النبال و إعتيادهم على معارك بسيوفهم و فوق خيولهم ..لذلك عجزوا عن الإلتحام بالبربر خاصة أن خيولهم فزعت من رؤية الجمال أول مرة و عجزت عن التقدم الى الأمام بإتجاه البربر ...و عند هذه المرحلة بدأ البربر من مواقعهم بين سيقان الجمال في رمي أعداد كبيرة من الرماح على القوات الوندالية فأصابت من الخيول و الرجال الكثير و سقط البعض أسرى ولاذى الباقون بالفرار بعدما هزم الوندال هزيمة لم يلقوها من قبل ....》
و يضيف في الصفحة 64 عن هزيمة أخرى للوندال على يد الجيوش الأمازيغية بقيادة أنتلاس الليبي :
《 ...وكان الذي يتولى شؤون الحيش هومر وهو من العائلة الحاكمة و في ما يتعلق بعلاقة الوندال و البربر في هذه المرحلة فقد اورد بروكوبيوس معلومة صغير تفيد أن البربر بقيادة انتلاس قد هزموا الوندال عند مقاطعة بيزاسيوم ..》
إختفاء الوندال و إجتاتهم من الشمال الافريقي :
في سنة 530 ميلادية بعد أن تم طحن الوندال في عدة معارك من قبل الجيوش الأمازيغية حدث تمرد وسط العائلة الحاكمة و قاموا بغزل الملك الشرعي و تنصيب خليفة له بطريقة غير شرعية مما نقض أحد المعاهدات التي أبرموها مع الإمبراطورية البيزنطية التي إستغلت هي الأخرى ضعف الوندال و شتات صفوهم و تكبدهم خسائر عسكرية فادحة لتجهيز حملتها العسكرية و إبادة ما تبقى من الوندال الدين كانوا يشكلون تهديدا و منافسة للدولة البيزنطية في معركتين حاسمتين : معركة دكيموم / معركة تريكامارون وهذا في عهد الإمبراطور البيزنطي جيستنيان ...
و قد كانت الجيوش الأمازيغية في حياد رغم دعمها للبزنطيين في البداية ضد الوندال الا انها لم تشارك في المعركتين فقط حاصرت الملك جلمير بعد نهاية الحرب و بخصوص هذا يقول الاستاذ محمد شفيق في كتابه " 33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين " الصفحة 27 :
《..ولمــا هاجــم البيزانتيــون مواقع الوندال في افريقية الشــمالية، وهي مواقع غير ذات أهمية لزم الامازيغيون الحياد أول الأمر إلى أن انهزم أعداؤهم القدماء .فواجهــوا إذاك أعداءهــم الجدد ونظــرا لأهمية المواجهة الطويلة الشــاقة بينهم وبين الرومــان، ثم بينهم وبين البيزانتيين، ورثة الرومان، ســنحلل المســألة بشيء من التفصيل
فيمــا بعــد، لأن ذلك يقتضــي معرفة ما لأوضاع الأمازيغيين
السياســية قبل أن يدهم الاستعمار الروماني بعض أراضيهم.
أمــا الونــدال فلم تمكــث جحافلهم في الشــمال الافريقي مدة طويلة، ولم تتأثر البلاد بمجيئهم تأثرا حضاريا يذكر...》
و بعد إنهزام الوندال و القضاء عليهم سيدخل الأمازيغ في حرب جديدة مع المحتلين البزنطيين سنة 540 م بقيادة يابداس و إستمرت هذه الحرب بدون توقف الى خروج البزنطيين من جل شمال أفريقيا مع بداية القرن السادس و بداية الغزو الأموي _ الإسلامي و فصل جديد من المواجهات بين الأمازيغ والغزاة ...
كرونولوجيا ما قبل/ بعد الغزو الوندالي :
347 م الدوناتية و جناحها العسكري تخوض حرب الإستنزاف ضد الإمبراطورية الرومانية
372 م _ 376 م ثورة الأمازيغ بقيادة فيرموس
396 م ثورة الأمازيغ بقيادة أكلدون Gildon
429 م الغزو الوندالي
439 م سقوط قرطاج وفرض المذهب الاريوسي
483 م إنحصار الوندال في شمال تونس و هيبون
530 م التدخل البزنطي و و نهاية الوندال
540 م حروب الأمازيغ ضد البزنطيين بقيادة يابداس


بعض المصادر للإستزادة :
دراسة او كتاب " مملكة الوندال " المؤرخ سعيد عمران
كتب "33 قرنا من تاريخ الأمازيغيين " محمد شفيق
كتاب "الأمازيغ عبر التاريخ " الدكتور العربي أعقون