المطربة بقار حدة
المطربة بقار حدة 12740
مصير حياة المطربة بقار حدة التي ماتت متسولة ومجنونة...
ولدت سنة 1920 في طائفة البربر المباركة بمحيط سوق أهراس، وكانت من أوائل النساء اللواتي غنّين للنساء والرجال، على عكس مطربي المدن قبل الاستقلال الذين كانت لديهم فرق أوركسترا نسائية فقط.
هذه المطربة التي جابت الريف والمدن الجزائرية الكبرى كان لها مصير خاص، حيث أنها كانت عقيمة وطلقت مرتين. تزوجت من رجل مسن دون موافقتها في سن الثانية عشرة من والدتها، وهي مغنية، هربت من منزلها الزوجية لتعيش حياة مليئة بالمغامرات من خلال استضافة الاحتفالات العائلية حتى التقت، في سن العشرين، بالرجل الذي سيحبها. قلبت حياتها رأساً على عقب: عازف الفلوت وزوجها المستقبلي إبراهيم بن دباش، الذي رأته للمرة الأولى في نهاية حفل زفاف بالقرب من المشروحة. المطربة بقار حدة، التي ظلت غامضة لفترة طويلة لأنها رفضت رؤية صورتها على أغلفة تسجيلاتها، ظهرت لأول مرة مع Guessabas de Boukebche.
وبعد مسيرة دامت أكثر من 50 عاما، تجاهلتها الصحافة والتلفزيون، حتى عام 1990، استقرت بشكل دائم في عنابة. التي نصبت نفسها كخليفة للجرموني الكبير سيكون لها ظهور نهائي عام 1992 خلال عرض عبد الكريم سكر "ثقافة بونسوار".
المطربة بقار حدة 14-43
ملهمة المجاهدين
إن جبل الأوراس الذي خاضته المقاومة الأمازيغية منذ آلاف السنين هو أرض حدة الحقيقية والعاطفية. المعارك الرهيبة التي خاضها المجاهدون خلال حرب التحرير تجد صداها في أغانيها ذات الصدق العميق. ويشهد المجاهدون الذين ما زالوا على قيد الحياة أنهم في ملاجئهم، وفي مساراتهم القتالية، رفعت معنوياتهم وحفزتهم الألحان البدوية للمطربة بقار حدة وألحان عيسى الجرموني. وغنت «دمو صايح بين لويدان» (دمه يجري في الأنهار) وأغاني التعبئة الوطنية الأخرى مثل «يال جندي يا أخي» صرخات الروح الجريحة التي رددتها حدة بنبرة صريحة مؤثرة. إن أغاني حدة الوطنية، والأشعار الثقيلة الملتزمة التي تمجّد المتطوع الذي يواجه نيران العدو ويموت في سبيل الأرض والعلم، هي تقارير حقيقية تشهد على قسوة واقع الأوراس وقيم الوفاء والتضحية التي حملتها البلاد. معركة التحرير من القمع الاستعماري.

نهاية المطربة بقار حدة نهاية حزينة للغاية لحياتها، حيث عاشت متسولة  وفي حالة من الجنون وهي تتجول في شوارع عنابة، قبل أن تموت وحيدة ومهجورة.


المصدر : مواقع ألكترونية