عملية طمس الهوية الثقافية واللغوية للشعوب
عملية طمس الهوية الثقافية واللغوية للشعوب 1-755
تعد عملية طمس الهوية الثقافية واللغوية للشعوب من أخطر أنواع الاستعمار الثقافي والفكري. الشاعر والمفكر التشيكي الذي استشهدت به يلخص هذه العملية في خطوات دقيقة تبدأ بمحو الذاكرة الجماعية للشعوب وتدمير مصادر معرفتهم وتاريخهم. ثم يتم استبدال هذه الذاكرة بهوية جديدة وثقافة مختلفة، مما يؤدي في النهاية إلى نسيان الشعب لهويته الأصلية.
في شمال أفريقيا، يعاني الأمازيغ من هذه المشكلة، حيث يتم غالباً نسب كل ما هو أصيل ومحلي إلى الثقافة العربية أو الى غيرها رغم أن العديد من هذه العناصر هي جزء من التراث الأمازيغي القديم. هذه العملية ليست مجرد تزييف للحقائق بل هي محاولة منهجية لإعادة تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة بما يتوافق مع رؤية المستعمر أو القوى المسيطرة الواقعة تحت الإديولوجيات العابرة للحدود ..
عملية طمس الهوية الثقافية واللغوية للشعوب 102613
التصدي لهذا النوع من الاستلاب الثقافي يتطلب جهودًا كبيرة للحفاظ على اللغة الأمازيغية والتراث الثقافي الأمازيغي وتعليم الأجيال القادمة عن تاريخهم الحقيقي. كما يتطلب الأمر الاعتراف الرسمي والدعم المؤسساتي لهذه الهوية المتعددة والمتنوعة لشمال أفريقيا.
الأمازيغ يجب أن يفتخروا بثقافتهم ويسعوا للحفاظ عليها ونشرها. العالم اليوم أصبح أكثر تقبلاً للتعددية الثقافية، وهذا يعزز فرص الحفاظ على هذه الهوية الغنية والمميزة ...


المصدر: مواقع ألكترونية