في صيف عام 547 بعد موت  الكاهن الليبي  ايرنا اللواتي ،قام الملك الليبي كركسان ،بالزحف علي اقليم بوزاكيوم الذي يمثل ساحل تونس اليوم ،وكان هذا الملك ملكا علي جميع نواحي غرب ليبيا ،من منطقة  بوريوم  اجدابيا مرورا باراضي النسامون في خليج سرت ومملكة جرمة في الجنوب الليبي، وكافة اقليم المدن الثلاثة ،وكان زعيما روحيا لعبدة امون ،وكورزل، ايضا كانت الروح الوطنية الاستقلالية ،تحرك هذه القبائل، وكان الصراع لاجل الإستقلال اتخد منحي حاسم ،أتضح في زحف ايرنا وكركسان علي مركز السلطة الرومانية، في قرطاج فكما كانت قرطاج البونيقية ،هدفا للملك النوميدي ماسينيسا، كانت قرطاج البيزنطية هدفا لكركسان، ايضا كانت النبوءة،التي رددها ايرنا ومن بعده كركسان، علي دخول قرطاج حافزا للامازيغ الليبين في الزحف علي قرطاج ،الذي حدث في يوليو من عام 547.  ميلادية


مقاومة كركسان  187673319_525162152247458_487925152804048068_n.jpg?_nc_cat=101&ccb=1-3&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=gwLlzsCcKScAX9DkPdm&_nc_ht=scontent.faae2-1


 حيث التف كركسان  قادما علي الاغلب من مدينة قرزة في مناورة كبيرة حول شط الجريد جنوب تونس  في مناطق جافة وحارة ،صيفا في جنوب تونس لارهاق جنود البيزنطيين ،وانهاكهم مستغلا بنجاح حرارة الصيف والعطش، الذي الم بالبيزنطيين ،واختار التوقف جنوب شرق قابس بحوالي 40 كيلومترا الاغلب في منطقة مارث ،التي تعتبر محصنة طبيعيا، والتي اختيرت في القرن العشرين كمكان لتحصينات الجيوش المتحارية في الحرب العالمية الثانية، وانتصر كركسان في يوليو 547 علي البيزنطيين، في معركة قابس، وفي العام الموالي خسر كركسان معركته الثانية ضد البيزنطيين في جنوب تونس العاصمة  في منطقة معسكرات كاتوا، وكانت معركة كبيرة جدا كانت كفيلة بحفظ وجود البيزنطيين لغاية دخول العرب للمنطقة، فكانت تلك المعركة المفصلية تشبه معركة مانوا التي قادها  الاباضيين ضد الاغالبه، وأدت الي هزيمة كبيرة، أخرجتهم من ساحة الاحداث لفترة طويلة من الزمن .


مقاومة كركسان  187110817_525162262247447_4901754590895045398_n.jpg?_nc_cat=110&ccb=1-3&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=S0-AVA4Pm7IAX_3iACe&_nc_ht=scontent.faae2-1


ايضا لم تكن هذه خاتمة النضال ضد الغزاة، فقد قامت الحركة الكبري في فترة لاحقة من الجهة الغربية لتونس أي حركة الكاهنة ضد الأمويين  فاذا ربطنا تسلسل التحداث بصورة منطقية واقعية تصبح حركة الكاهنة إمتدادا وتسلسلا لحركات الزعماء الروحيين، من ايرنا، وكركسان، ومن قبلهم كاباون ضد قرطاج الوندالية الذين سبقوها ،وهذا دليل علي الامتداد الحضاري والتاريخي لافكار الكاهنة ،فثورة الكاهنة لم تكن وليدة الضروف، او محض صدفة اذا نضرنا اليها نضرة مجردة، واذا ربطنا الاحداث كما سبق تصبح حركتها إمتداد منطقي وواقعي للفكر الاستقلالي، عند سكان شمال أفريقيا نشاء وتطور عبر العصور ايضا كانت حركة الكاهنة ،موجهة ضد رمز السلطة الاجنبية المتمثل في القيروان كما هاجم ايرنا وكركسان رمز السلطة في قرطاج، فلو لم يدخل الامويين شمال افريقيا في عصر الكاهنة ،لكانت وجهت قوتها وجيوشها ضد قرطاج ،او سبيطلة عاصمة جريجوريوس  كما وجه صاحب الحمار ابوزيد مخلد بن كيداد كافة قواته ضد المهدية ،رمز سلطة الفاطميين الاجنبية في شمال افريقيا وكما وجهت ورفجومة، قوتها ضد القيروان رمز سلطة الفهريين في شمال افريقيا


مقاومة كركسان  160836622_525162218914118_4242673486070052419_n.jpg?_nc_cat=100&ccb=1-3&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=DDPUI1JbrnwAX-OsfPX&_nc_ht=scontent.faae2-2مقاومة كركسان  187309751_525162175580789_356147995326355360_n.jpg?_nc_cat=103&ccb=1-3&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=Hg8G9W8nS4AAX_3kFj0&_nc_ht=scontent.faae2-2