الدليل التاريخي الذي يؤكد على ان العرب اقلية مجهرية في الجزائر و شمال افريقية كما اثبته علم الجينات الجزء السادس و الستون : نواصل على بركة الله ذكر أصول و انساب القبائل المتواجدة في الجبال الواقعة شمال معسكر و سفوحها :


قبيلة التمازنية 6108


1)- أما قبيلة التمازنية فهم ينحدرون من بوتمزين آمقران ابن السيد الناصر المقراني سلطان قلعة بني عباس أو آيت عباس التي تبعد بثلاثون كلم من مدينة برج بوعريريج و ستون كلم من مدينة بجاية في إقليم بلدية اغيل علي, و والدة بوتمزين آمقران هي التي جاءت به للمنطقة هروبا ممن اغتالوا والده السيد الناصر المقراني ( وثقة 01) و تسمى قلعة بني عباس أيضا بقلعة ونوغة نسبتا لقبيلة ونوغة الصنهاجية ( وثيقة 02 ) , و ينحدر السيد الناصر المقراني من سلالة الأمير العباس أمير بجاية ابن السلطان عبد العزيز سلطان قسنطينة و منه أي العباس بن عبد العزيز أخذت قلعة بني عباس اسمها ( وثيقة 02 ) و السلطان عبد العزيز ينحدر من السلالة الحفصية بتونس ( وثيقة 03 ) و التي تنحدر بدورها من قبيلة هنتاتة احد قبائل شعب مصمودة الامازيغي الذي كان موطنه الأول جبال درن جنوب مراكش بالمغرب الأقصى كما اخبرنا بذلك ابن خلدون و القلقشندي من بعده و غيرهم من كبار المؤرخين الموثوق فيهم ( وثيقة 04 و 05 و 06 ) , علما أن أمير بجاية العباس بن عبد العزيز خرج من بجاية بعد الاحتلال الاسباني ( سنة 1510م ) و تحصن بقلعة ونوغة و هو من زاد في تشييدها و جمع السكان الأصليين من زواوة و صنهاجة من حوله مشكلا قبيلة بني عباس التي تحمل اسمه لكن ليست من نفس نسبه .


قبيلة التمازنية 7100


طيب هناك فرضية أخرى يتداولها بعض الباحثين في كون سلالة المقراني تنحدر من سلالة الحماديين و ينسبونهم إلى الأمير عبد الرحمن احد أحفاد أمراء قلعة بني حماد و المتوفى سنة 1500م كما جاء في كتاب " تاريخ ثورة 1871م في الجزائر" لرين لويس Louis Rinn و الذي اخذ عنه ابن الأمير عبد القادر صاحب كتاب تحفة الزائر على أساس أن الحماديين أسسوا هذه القلعة بعد خروجهم من قلعة بني حماد شمال شرق المسيلة بسبب مضايقة أعراب بني هلال لهم ( وثيقة 07 ) , لكن الإشكال هنا يكمن في كون الحماديين حين خرجوا من قلعتهم الأولى أسسوا مباشرتا مدينة بجاية سنة 460 هجري أي منتصف القرن 11م مع احد قبائل صنهاجة التي اسمها " بجاية" و ذلك بفضل الأمير الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد الصنهاجي الذي سماها الناصرية و عند العامة بجاية نسبتا للقبيلة صاحبة الأرض و من هنا بدء تاريخ بجاية الاسلامي ( وثيقة 08 ) و لم يذكر التاريخ قط أنهم أسسوا قلعة في جبال ونوغة , و الإشكال الثاني يكمن في انقراض حكم سلالة بني حماد في بجاية على يد الموحدين ابتداء من القرن 12م ثم انتقل الحكم في بجاية إلى الحفصيين لغاية بداية القرن 16م أين انتهى على يد الأسبان ثم انتقل الحكم إلى العثمانيين فكيف يكون أحفاد أمراء قلعة بني حماد موجودين لغاية القرن 16م كحكام و أمراء في بجاية ؟ و لهذا استبعد أن يكون المقرانيين من بنو حماد الصنهاجيين .
هناك كلام آخر قاله الرحالة مارمول عن بني عباس , فهو ينسبهم في قبيلة زواوة بل و يقول أن زعيمهم هو رجل اسمه عبد العزيز ينسبه في بني عباس هؤلاء و كان موجود سنة 1550م و لم يقل انه من السلالة الحفصية و لا الحمادية او انه كان سلطان على قسنطية ( وثيقة 09 ) علما أن مارمول معاصر للزعيم عبد العزيز رئيس قبيلة بني عباس و هنا نستنتج أن قبيلة ايث عباس كانت موجودة قبل الزعيم عباس ابن عبد العزيز أي هؤلاء ليسوا من نسله , و الإشكال هنا يكمن في كون مارمول هو الشاهد الوحيد و المعاصر لعبد العزيز زعيم بني عباس هؤلاء أي علميا علينا أن نتقيد بكلامه لكن بما أن رجال الصوفية زعموا لعبد العزيز هذا و ذريته أي المقرانيين نسب شريف هذا يعني أن العائلة تنحدر حتما من سلالة امازيغية حاكمة قديما تماما مثل بنو زيان و مغراوة و بنو توجين و بنو راشد في الغرب الجزائري و الذين انتحلوا في غالبيتهم النسب الشريف من أل البيت, و لا أجد إلا النسب المصمودي الهنتاتي الذي ينطبق عليهم أي لسلالة المقرانيين أما زواوة الذين ذكرهم مارمول هم غالبية الشعب الذي يشكل قبيلة ايث عباس و فيهم بعض العناصر الونوغية الصنهاجية و لا يعول إلا على هذا الكلام .


قبيلة التمازنية 8109


2)- أما عرش أولاد أرياح فقد سبق الكلام عليهم , و هؤلاء أصلهم من جبل مغراوة أي من جبال الظهرة الغربية و هم احد البطون الخمسة التي تنحدر من قبيلة مغراوة في تلك الجبال ( وثيقة 10 و 11 ) و لا علاقة لهم بقبيلة رياح الهلالية الفانية التي لم تتعدى بلاد الحضنة كما يزعم بعض الكذابين , ثم القاعدة تقول أن القبيلة التي صيغتها " أولاد فلان" هي احدث زمنيا من القبيلة التي اسمها " بنو أو بني فلان" رغم تشابه الاسامي , فكل القبائل العريقة التي تصل إلى رتبة " شعب " هم على صيغة " بني أو بنو فلان" مثل بني عبد ألواد و بني توجين و بنو مغراوة و غيرهم و لا نجد أبدا احد يكتبهم بصيغة أولا عبد ألواد و أولاد توجين و أولاد مغراوة , نفس الشيء بالنسبة للقبائل العربية فمثلا لا نجد قط احد يكتب " أولاد قريش" بل " قريش أو بنو قريش " مثلا, أو يكتب " أولاد سليم " بل " بنو سليم" , إذا هذه القاعدة ضعوها حلقة في أذانكم كي لا تختلط عليكم الأمور و تفرقوا بين القبائل العريقة و القبائل الحديثة فبنو رياح أو رياح الهلالية هم " شعب " تنحدر منهم عدة قبائل و ليست هي نفسها أولاد أرياح و لا علاقة لهما ببعض .
3)- أما أهل القلعة الذين منهم ثلاثة عشر فرقة فهؤلاء هم سكان مدينة قلعة بني راشد و ما جاورها من القرى هذه القلعة هي نفسها قلعة هوارة من تأسيس محمد بن إسحاق الهواري حسب ابن خلدون الذي قال " ثم ظهر من بني عمهم (يقصد هوارة) رجل اسمه إسحاق و استعمله ملوك القلعة " إلى أن يقول " و اختط كبيرهم محمد بن إسحاق القلعة المنسوبة إليهم " و هذا دليل على وجود قلعتين و ليس قلعة واحدة ( وثيقة 12 ) , فمن بقية كلام ابن خلدون نستطيع أن نعرف متى ظهر محمد بن إسحاق و متى أسس قلعته المنسوبة إلى قومه بني إسحاق بحيث يقول ابن خلدون انه بعد وفاة محمد بن اسحاق آلت الرياسة إلى أخيه حيون بن إسحاق ثم في أحفاده لغاية زمن أبو تاشفين الزياني الأول ( سنة 1318م) الذي استعمل يعقوب بن يوسف بن حيون أي لو رجعنا بجيلين للوراء ( الجيل = 30 سنة تقريبا) سنجد أنفسنا في سنة 1258م التي كان فيها حيون بن إسحاق موجود أي الزمن الذي كان فيه أخوه محمد بن إسحاق موجود هو سنة 1250م تقريبا و هذا هو زمن تأسيس قلعة هوارة الاسحاقية او قلعة بني راشد اليوم أي تاسيسها كان في القرن 06 هجري ( وثيقة 12 ) و هذا ما نجده في مخطوط قلعة بني راشد لأبي عمر بن عثمان القلعي الذي اكد على تاسيس قلعة بني راشد في القرن 06 هجري لكنه ارتكب خطاء فادح في نسب محمد بن إسحاق حيث قال " الاسحاقي الذي بنى القلعة من ذرية أبي إسحاق إبراهيم بن عمران الراشدي" أي نسبه لبنو راشد و هذا غير صحيح ( وثيقة 13) , طيب لنرجع إلى كلام ابن خلدون الذي ذكر قلعة أخرى أقدم من القلعة التي أسسها محمد بن إسحاق , هذه القلعة ذكرها الرحالة أبو عبيد الله البكري ( متوفي سنة 1094م ) في كتابه المسالك و الممالك ( كتبه سنة 1058م أي سنة 450 هجري أي القرن 05 هجري) حيث قال " قلعة هوارة و يسمونها تاسقدالت و هي قلعة في جبل لها ثمار و مزارع و تحت هذه القلعة يجري نهر سيرات " ( وثيقة 14 ) هذا الكلام كان قرن قبل تأسيس قلعة هوارة الجديدة من طرف محمد بن إسحاق و اسم تاسقدالت هو اسم القلعة القديمة و ليس اسم القلعة التي أسسها محمد بن إسحاق التي هي نفسها قلعة بني راشد اليوم كما يعتقد البعض , و الظاهر أن قلعة تاسقدالت الهوارية هي من تأسيس إما بنو مصالة الهواريين أو بنو عبد العزيز أصحاب رياسة هوارة قبل الاسحاقيين , أما قلعة الاسحاقيين الهوارية ( قلعة بني راشد) هي من تأسيس قبيلة مسراتة الهوارية لأنه يقال أن الباي مصطفى بن يوسف المسراتي ينسب نفسه لهؤلاء الاسحاقيين بل و هو من شيد المسجد العتيق في قلعة بني راشد التي لا تبعد كثيرا عن واد مسراته .
ثم نزح إلى قلعة هوارة العنصر الراشدي الذي سيطر على البلاد فأصبح اسمها قلعة بني راشد لغاية أيامنا هذه ( وثيقة 15 ) , و من جملة الهواريين المعروف نسبهم في أهل القلعة فرقة مسراتة و فرقة راس القلعة لعراقتهم قبل غيرهم و فرقة الكركوري التي كانت بها قصور المسراتية كما اخبرنا به أبي عمر بن عثمان القلعي ( وثيقة 16 ) و أضيف فرقة العزايزية نسبتا لبني عبد العزيز أصحاب الرياسة في هوارة قبل الاسحاقيين ( وثيقة 12 ) , و يضيف لنا ابو راس الناصر المعسكري عدة فرق من هوارة هؤلاء منهم فرقة بني هاشم من أهل القلعة المجاورين لحبوشة ( وثيقة 17 ) , و من مسراته الهواريين هؤلاء ينحدر الباي مصطفى بن يوسف المسراتي المدعو " الباي بوشلاغم " الذي كان باي على معسكر أولا سنة 1686م ثم ساهم في تحرير وهران أين أصبح باي لوهران من سنة 1708م إلى 1732م ثم باي بمستغانم بعد سقوط وهران في يد الأسبان للمرة الثانية , و من بعده ابنه الباي مصطفى الأحمر المسراتي باي مستغانم سنة 1775م و الباي بوشلاغم هو مؤسس المسجد العتيق بمدينة القلعة و هو أول باي لوهران, و جميع المسراتية ( مفردهم مسراتي) في الجزائر ينحدرون من قلعة بني راشد موطن قبيلة مسراته الهوارية الامازيغية انتشروا خاصة في العهد العثماني في كل من معسكر و مستغانم و وهران و المدية و غيرهم , و فيهم أي أهل القلعة فرقة اسمها القيطنة أصلهم من امازيغ لمشاشيل من الحشم الغرابة الذين تسكن عندهم عائلة الامير عبد القادر , و فرقة اسمها المطمر أصلهم من مدينة البطحاء التاريخية أي من سكانها الأصليين الذين هاجروها مثل بني توجين و غيرهم, أما بقية الفرق مثل الدبة و السوخ و السمار و غيرهم فينحدرون من بني راشد خاصة و هوارة لكن من الصعب تحديد نسبهم بدقة لانعدام التدوين و نتمنى من أهل القلعة أن يدققوا في انساب هذه الفرق , إضافتا إلى هؤلاء هناك عائلات أندلسية تسكن مدينة القلعة أما الكراغلة فتم طردهم من طرف الأمير عبد القادر إلى ناحية كاشرو ( وثيقة 18) و لم يردين ان يتعرف على فرق اهل القلعة ما عليه الا بالرجوع للوثائق التي نشرناها في الجزء الرابع و الستون .


قبيلة التمازنية 990


4)- أما عرش تيلوانت و الأصح آتلوانت فاصلهم معروف هم امازيغ و نسبهم في هوارة ( وثيقة 19 و 20 ) و حسب مخطوط قلعة بني راشد فقرية تيلوانت هؤلاء أقدم من قلعة هوارة لأنها تأسست في القرن 05 هجري أي القرن 11م ( وثيقة 16 ) علما أن هوارة حطوا الرحال بالمنطقة بين أواخر القرن 08م و بداية القرن 09م ( في عهد عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم) .
5)- أما أهل البرج , فتاريخهم ذكره الأغا بن عودة المزاري في كتابه طلوع سعد السعود بحيث قال أن تسمية البرج أو البرجية ترجع لعائلة من الأندلسيين المنحدرين من مدينة برجة بالأندلس هاجروا إلى مدينة السمار ضواحي قلعة بني راشد في زمن السلطان يغمراسن بن زيان ( القرن 13م ) ثم انتقلوا إلى تافسرة ضواحي القلعة ثم انتقلوا إلى المدينة التي تعرف اليوم بسم البرج أين شيدوا بها برجا و من هذا البرج أصبحت المدينة تحمل اسمه و كان الذي بنا هذا البرج اسمه عياش و عائلته يطلق عليهم أولاد عياش أو العيايشة أي الاسم الحقيقي و الكامل لمدينة البرج هو " برج عياش " و من هذه التسمية تشكلت كنفدرالية قبائل كانت تسكن البرج و ضواحيها لا علاقة لهم بالعيايشة أو أولاد عياش الأندلسيين أو البرجة الأندلسية كما قال الأغا المزاري, و اسم هذه الكنفدرالية هو البرجية الذين انقسموا زمن الاحتلال الاسباني إلى قسمين فقسم بقى في الموطن الأصلي الذي يمثل سدس ارض هوارة كما قال الأغا بن عودة المزاري و قسم نزل إلى سهل سيرات و هؤلاء البرجية حسب نفس الراوي فيهم أهل سيرات و الحيطية و أولاد رايح و التمازنية و احبوشة و أولاد سيدي عمر و أولاد سيدي عبد الرحيم و حلوية و الكرارمة و الكرابشة ( وثيقة 21 مهمة جدا ) و تجدر الإشارة أن البرجية أو أهل برج عياش المذكورين سابقا ما عدى التمازنية و أولاد ارياح و أولاد سيدي عمر و حلوية ينحدرون في غالبيتهم من امازيغ هوارة بشهادة احمد بن عبد الرحمن الشقراني الراشدي ( وثيقة 22 مهمة جدا ) , لكن في هؤلاء البرجية بالضبط عند أهل البرج او الحيطية الهواريين هناك فرق ليست من هوارة مثل البلاغة و هم نفسهم أولاد سيدي عمر البلغي المنحدرين من امازيغ بنو زيان من بني عبد ألواد مباشرتا من ذرية أبو حمو موسى الذين انتحلوا النسب الادريسي الشريف الذي أنكره و نفاه جدهم الأعلى يغمراسن بن زيان كما اخبرنا به العلامة ابن خلدون ( وثيقة 23 ) , و هناك أيضا فرقة الزرادلة و هم امازيغ من بنو زردال إخوة و حلفاء بني عبد الواد ( وثيقة 24 ) , و هناك أيضا فرقة بطيوة من قبيلة بطيوة الصنهاجية التي نزحت من ريف المغرب الأقصى في منتصف القرن الثامن هجري عهد السلطان أبي الحسن المريني الذي استقدمهم إلى ناحية ارزيو بوهران و هناك من يقول جاؤوا في القرن العاشر هجري ( وثيقة 25 ) و هناك أيضا فرقة حلوية هكذا جاء ذكرهم في كتاب طالع سعد السعود و ليس خلوية كما دونه الفرنسيين و ورثته الإدارة الجزائرية خطاء, هؤلاء أي حلوية ينحدرون من قبيلة حلوية الامازيغية المغراوية الموجودة في ولاية تيارت ( وثيقة 26 ) و هناك فرقة طورش تكلمنا عليها في موضوع قبائل تيارت هم امازيغ من بنو توجين, و للتذكير أهل البرج أو الحيطية الذين يطلق عليهم اسم البرجية الجبايلية القاطنين بمدينة البرج و ضواحيها في ولاية معسكر فيهم عشرون فرقة من بينها هذه الفرق الغير هوارية التي ذكرناها ( وثيقة 27 ) هذا بالاضافة الى التمازنية و اولاد رياح الغير منحدرين من هوارة .
6)- أما بني لنصر فهؤلاء أصلهم من قبيلة أولاد سيدي بن حليمة احد فرق كنفدرالية الزدامة جنوب غرب تيارت ( وثيقة 28 و 29 ) , فأما أولاد سيدي بن حليمة تتفق كل المراجع على كونهم ينحدرون من مغراوة ( وثيقة 30 ) أما الزدامة في غالبيتهم من بنو توجين كما جاء في مخطوط قبائل تلمسان لابو الحسن علي بن محمد بن الخطيب القرشي التلمساني ( وثيقة 31 ) أي حسب ما هو موثق سيكون نسب بني لنصر هؤلاء من امازيغ زناتة دون ادني شك و من مغراوة ثانيتا ...... يتبع