فتحي بن خليفة يتحدث عن واقع أمازيغ ليبيا
اجرى موقع تامزغا بريس الاسبوع الماضي ، حوارا صحفيا مع المناضل الليبي فتحي بن خليفة ، تحدث خلاله على جملة من القضايا
والاستحقاقات الامازيغية في ليبيا ،،، هنا نص الحوار ”
٭في حوار مع الناشط الأمازيغي الليبي
الأستاذ فتحي بن خليفة
٭النظام لا يزال يلوح بالعنف والقمع الأمني والبوليسي تجاه كل حراك أمازيغي
٭الشعب الليبي عموماً شعب طيب وبسيط ومحب للخير إلا أنه شعب مغلوب على أمره
٭سيف القذافي هو الشريك الفعلي الأكبر للقذافي في حكم ليبيا حالياً
بداية أستاذ نود أن تقربنا من الحركة الأمازيغية الليبية من خلال النشأة والمسار، ونهجها النضالي؟
– في رأيي المتواضع اٍنه من الاٍستحالة بمكان الحديث عن نشأة محددة للحركة الأمازيغية، لا في ليبيا ولا في غيرها من أقطار تمازغا، فالحراك الأمازيغي أو العمل الأمازيغي أو النضال الأمازيغي كتسمية أعم وأشمل، اقدر بأن تاريخه هو منذ بدايات صراع الأمازيغ ومقاومتهم لمختلف أشكال الاٍستعمار والاٍستلاب المادي والثقافي لأرضهم وهويتهم منذ القدم، فالإنسان الليبي أي الأمازيغي وعبر تاريخه الطويل، كان ولا يزال في حركة نضال متواصل، من أجل صون تراب أرضه وحياته عليها كإنسان كامل الحقوق، وما العمل الأمازيغي المعاصر إلا حلقة من حلقات كفاح الأمازيغ المتواصل على أرضهم الأزلية تمازغا أجداداً فأباءاً فأبناءاً فأحفاداً، وضد كل أنواع وعوامل الضمور التاريخية، وكذلك هي الحركة الأمازيغية الليبية، فهي اٍمتداد تاريخي طبيعي لصراعنا المتواصل (كأمازيغ) ضد كافة أشكال الهيمنة الاٍستعمارية والمسخ الممنهج والإبادة المتعمدة من قبل الوافد الدخيل.
وأعتقد بأن سؤالك هنا المقصود به هو تقريب المطلع على مسار النضال الأمازيغي المعاصر في ليبيا، نعم هناك نضال أمازيغي وطني في ليبيا، نضال ميداني حقيقي مشرف وشريف، نضال توثق أولاً وقبل كل شيء بالدماء التي سالت فوق ذرات التراب وإسفلت الأزقة وبلاط الزنزانات، أو تجمدت خنقاً في العروق التي علقت على أعواد المشانق، نضال سجل ويسجل يومياً بالمعاناة المضاعفة التي يعيشها الليبيين الحاملين للهم الأمازيغي، معاناة كونهم ليبيين يئنون تحت رزح ديكتاتورية عسكرية بدائية، ومعاناة إضافية كون أن ذاك النظام يحمل ويعمل بفكر قومجي عنصري عروبي فاشي، معادي لكل ما هو ليبي بتأصل.
ومؤشر هذا النضال جلي في المقاومة اليومية العنيدة، وبالإصرار على الحفاظ على الذات والاعتزاز بالكيان والهوية، ومصارعة كل عوامل التعرية الإيديولوجية والسياسية، بالمحافظة علي اللغة والإطلاع على التاريخ والتشبث بالأسماء، وبالتفطن لمآرب التعريب والتخريب المتأسلم والاحتواء السياسي الماكر.
نضال يومي في الشارع، في المدرسة، في المسجد، في الإدارة…
نضال طبيعي وفطري ورثناه عن آبائنا ورضعناه من أثداء أمهاتنا.
الحركة الأمازيغية بليبيا شأنها شان حركتنا الأمازيغية في عموم تمازغا، هي حركة وطنية حقوقية (وبالمعنى الشامل للحقوق)، سليمة تؤمن بالديمقراطية والليبرالية والمواطنة، حداثية ونسبية.
حركتنا ناضلت ولازالت تناضل وستضل في سبيل جوهر قيم وسامي، ألا وهو الإنسان الليبي أولاً وجوداً وهوية والأرض الليبية كحاضر ومستقبل، أي الإنسان والأرض بمفهومهما المعمق والمتجذر والمتأصل
حركتنا الأمازيغية، وبحكم ظروف البيئة السياسية الشاذة في ليبيا عموماً، تتحرك وفق معطيات وإمكانيات استثنائية، فالنظام العسكري العروبي المستبد الحاكم في ليبيا، هو شكل متكلس متخشب سياسياً بشكل عام على كل الليبيين، ولا يمكن مقارنته بأي نظام حاكم في المنطقة، وبشكل خاص حول كل ما يتعلق بالأمازيغ والأمازيغية، ولن أطيل في هذا الشأن، لأنني لا أعتقد بأن هناك من لا يعلم طبيعة وحقيقة النظام الليبي الحاكم، ووجهه البشع.
باٍختصار الحركة الأمازيغية اليوم ، وبعد سنوات من العمل السري ومن خلف حجاب، وبعد تضحيات بشرية ومادية ومعنوية متواصلة، بدأت مؤخراً في فصل جديد من المواجهات المباشرة والحاسمة ضد النظام وتقف بثقة وشجاعة كما تفعل من قبل.
٭كيف قابل النظام الليبي تطلعات الأمازيغ بليبيا؟
– النظام الليبي لا يملك من مقدرات السلطة سوى العنف (أي السلاح والقوة)، ومن مؤهلات السياسية سوى المراوغة والدس والدسيسة، النظام الليبي لا يعترف بأي شيء اٍسمه أمازيغ أو أمازيغية وليبيا هو البلد الوحيد في المنطقة، والذي تنص قوانينه ورموز سيادته بوضوح علي عروبة الدولة.
بدأً بالاٍسم الرسمي للبلاد أو قوانين الجنسية العربية بدل الليبية أو قانون الأحوال المدنية والذي ينص على عدم قبول تسجيل واقعة الولادة أساساً إذا كان المولود لا يحمل اٍسماً عربياً، وأن مواطني الجماهيرية جميعهم عرب، أو القانون 24 والذي يمنع اٍستعمال أي لغة داخل البلاد باٍستثناء العربية، علاوة على منع المسميات الأمازيغية صراحة وتعريب أسماء المدن والجغرافيا الليبية الأمازيغية جهاراً نهار، وجميعكم على علم بالأزمة الداخلية والدولية الأخيرة الحاصلة في ليبيا، بسبب إصرار السلطات علي ترجمة جميع جوازات بلاد العالم إلي العربية، فلا يحق لأي أجنبي دخول ليبيا ما لم يحتوي جواز سفره على ترجمة بالعربية، بل والأدهى هو إلغاء الكتابة بالاٍنجليزية في جوازات سفر الليبيين المسافرين للخارج، تعجبوا، أو اٍضحكوا أو استنكروا كما تشاءون، ولكن هذه هي جماهيرية القذافي العروبية، علاقة النظام بالأمازيغية داخلياً، فالنظام لا يزال يلوح بالعنف والقمع الأمني والبوليسي تجاه كل حراك أمازيغي، وفي خطاب للقذافي في 7 أكتوبر الماضي، قال بصريح العبارة: (( ليبيا وشمال أفريقيا أرض عربية وإلي الأبد، وكل من يقول غير ذلك فليخرج من هذه الأرض ..)).
– أما علاقة النظام بالأمازيغية خارجياً، فهو إما يراوغ ويناور أمازيغ العالم كما حدث في فصول اتصالاته مع الكونغرس، أو أنه يهددنا ويتوعدنا كنشطاء أمازيغ في المهجر، بتهم أننا عملاء وجواسيس ومرتزقة يجب سحقنا وتصفيتنا بالقتل، ونحن نعلم بأنه جاد في تهديداته، ولكننا لا نهابها.
٭هل يمكن حصر نضالاتكم في المجال الثقافي فقط ، أم أن لكم مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية إلى جانب مطالبتكم بإعادة الاٍعتبار للثقافة واللغة الأمازيغيتين؟
– كما أشرت في بداية الحديث نحن حركة وطنية، وطنية حقوقية بالمعنى الشامل والعميق لمفهوم الحقوق، وبالمناسبة نحن في ليبيا وبفضل النظام (الجماهيري الرائع البديع)، كل شيء ممنوع، ممنوع تتكلم ممنوع تكتب ممنوع تطبع ممنوع تصور، ممنوع تنشأ جمعية ثقافية، ممنوع أن تتواصل مع أي جهة خارجية، ممنوع، ممنوع…
وبالتالي فكل شيء سياسة لأن كل شيء ممنوع، فمن المستحيل أن تحاول في ليبيا ممارسة أي حق من حقوقك الإنسانية الطبيعية والبديهية إلا وتجد نفسك في مواجهة النظام وقوانينه الاٍستبدادية.
باختصار وكما أشرت حضرتك إلى جانب عملنا وكفاحنا في سبيل رد الاٍعتبار للثقافة واللغة والشخصية الليبية أي للكيان الأمازيغي، فنحن أساس أصيل ومتأصل من الوطن ومن واجباتنا الوطنية المساهمة في رفعته وحمايته سياسياً واٍقتصادياً واٍجتماعياً، ونحن نؤمن بواجبنا الوطني هذا، والذي نعمل عليه بكل السبل سياسية كانت أو غير سياسية.
٭في مستوى آخر وأقصد هنا السلوك الشعبي في ليبيا، هل كان الرأي العام الليبي مسانداً لمطالبكم؟
– يؤسفني مصارحتك بحقيقة أن لا رأي عام في ليبيا، كيف تتوقع أن يكون للشارع رأي عام واضح ومعلوم، وهو يعاني في وطنه القمع والإرهاب والاٍستبداد البوليسي الوحشي المتخلف، تصور أنه في شهر أكتوبر المنصرم، تم خطف طبيب شاب ليبي، من قبل جهات بوليسية، وحقق معه بتهمة، أنه ليبي غير ناطق بالأمازيغية، ولكنه يصرح بأنه مقتنع بأمازيغيته وكذلك بأمازيغية كل ليبيا والليبيين، تهمته أنه يتعلم اللغة الأمازيغية!! فيتعرض للترهيب، بل وأرغم ذلك الشاب على تحرير تعهد مع السلطات، يعلن فيه تراجعه عن كل تصريحاته وقناعاته الخاصة بالأمازيغية !!
تصور أن النظام يتدخل ويوجه حتى معتقدات المواطنين ويرسم لهم قناعاتهم، الشعب الليبي عموماً شعب طيب وبسيط ومحب للخير، إلا أنه شعب مغلوب على أمره، مغرر به من قبل هذه الطغمة العروبية الحاكمة، والتي شوهت كل ما هو جميل في حياة شعبنا الصابر، الشعب الليبي اليوم يا صديقي وبالرغم من قلة عدده وضخامة ثروات أرضه وحجمها الهائل، يعيش الفاقة والعوز والفقر والجهل، الليبي البسيط اليوم يحدثك عن فقره المدقع وسوء أحوال الخدمات في بلاده، عن مرتبه المتراكم منذ أشهر ولم يتقاضاه، عن أوضاعه الصحية المتدهورة، عن سطوة العائلة الحاكمة وأزلامها وبذخهم وجبروتهم، عن الحاجة والظلم والعسف، شعبنا المسكين أبُعد وأستُبعد عن أحواله الثقافية أو الحضارية فذاك هم قلة قليلة من النخب الصادقة والواعية صاحبة مواقف غالباً ما هي جد اٍيجابية وعقلانية من الأمازيغية .
٭تعرضت الخطوات التي قام بها أعضاء من الكونغرس العالمي الأمازيغي لاٍنتقادات حادة من طرف أمازيغ ليبيا والمغرب جراء اللقاء الذي جمعهم مع الكولونيل معمر القذافي، هل اٍستشرتم في الخطوة؟ وما هو موقفكم وتقييمكم لها؟
– لكي لا نعيد ما قلناه في مناسبات متعددة ولكي نتجاوز تلك التجربة “الغير سارة النتائج” سأختصر الإجابة، في أساس تلك الخطوة لم نستشر ولم يعلم بها أي من أمازيغ ليبيا إلا كما علم بها كل الناس، أي حين رأينا استقبال القذافي لرئيس الكونغرس على شاشات التلفاز .
أما عن التقييم فالعبرة بالنتائج، واعتقد أن النتائج التي أفضت إليها لقاءات وزيارات الكونغرس للقذافي، نتائج مخجلة بل ومذهلة الخجل (( كتعبير خفيف )).
أمازيغ ليبيا من المؤسسين للكونغرس العالمي الأمازيغي ومن الفاعلين به ومن خلاله، والقذافي في معادلة هذه العلاقة صفر على الشمال، ولن يتأتى له اٍختراق الصف الأمازيغي مهما راوغ وخادع، وإن كان من إيجابيات لفصل تعامل الكونغرس الأمازيغي مع القدافي، فهي إيجابية ازدياد تلاحم امازيغ ليبيا مع إخوانهم في الكونغرس.
٭ما هو تقييمكم لنضالات الحركة الأمازيغية في المغرب، على اٍعتبار تواجدكم المستمر في المغرب؟
– عذراً أنا أصغر وأضعف من أن أقيم نضالات الحركة الأمازيغية في المغرب، ربما أتجرأ على أن أقول رأيي البسيط والمتواضع : الحركة الأمازيغية بالمغرب في عمومها – هي من أنضج التحركات الأمازيغية في المنطقة والأكفأ على صعيد الرصيد الفكري وتراكم الأدبيات والتضحيات والتواجد على الساحة السياسية في شمال أفريقيا ودولياً عموماً .
باختصار وبدون مجاملات وبكل صدق : الحركة الأمازيغية في المغرب سواء على صعيد الجمعيات الثقافية أو الإعلام الأمازيغي أو الحركة الطلابية أو الأحزاب السياسية أو على الصعيد الشعبي (الشارع والرأي العام) هي الزاد والسند لنا كحركة أمازيغية في ليبيا ولكل المنطقة .
٭تسجل لسيف الإسلام نجل معمر القذافي خرجات إعلامية مثيرة للاٍنتباه ومتناقضة أحيانا فيما يخص الأمازيغية بليبيا؟
– (ضاحكا)، الولد سر أبيه، ومن شابه أباه فما ظلم، فالخرجات الإعلامية، والتناقض في مضامين الخطب والتصريحات والمواقف والتخبط في السياسات، هذه كلها سنن قذافية من الواضح توارثها الأبناء من الآباء، وهم لا خجل لهم من هذا ولا وجل، سيف القذافي هو الشريك الفعلي الأكبر للقذافي في حكم ليبيا حالياً إلي جانب باقي إخوته وبدرجات متفاوته، ولا أقول وريث بل شريك، فالوريث هو من يخلف ولي أمره بعد مماته، إلا أن سيف القذافي هذا لم يصبر حتى لأن يكون وريث، ربما من الأضمن بالنسبة له الشراكة الآن فالوراثة غير مضمونة بعد زوال والده.
الحركة الأمازيغية الليبية لا تعترف بسيف هذا، فلا شرعية له ولا مصداقية، فقط من باب التعامل مع الأمر الواقع، نحن نتابع تحركات هذا السيف إلا أنه لا تفاجئنا البتة أي تصرفات أو مبادرات أو تصريحاته من جهته، فمآربه ومطامعه يعرفها ويستشعرها صغيرنا قبل الكبير، ولن تنطلي علينا أيا من فصول مسرحياته السمجة، فهؤلاء العباقرة لا يستوعبون أن الحركة الأمازيغية أعمق وأنضج وأشمل وأكبر من كل ذاك العبث والهراء.
٭مؤخراً تم تنظيم ندوة سابقة من نوعها حول الأمازيغية بليبيا؟ هل لكم تقريبنا من المبادرة والأطراف التي كانت ورائها وما حققته من أهداف؟
– نعم وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تم السماح بوليسياً بتنظيم ندوة علنية في ليبيا ولأول مرة منذ 38 عام من الإلغاء وعدم الاٍعتراف.
ولهذا الحدث ظروف وملابسات يجب أن نوضحها للمطلع الكريم. في أواخر شهر يوليوز السابق، وكما تعلمون عقد أمازيغ ليبيا ملتقاهم الدوري الثاني بمكناس بعد ملتقاهم الأول بأكادير – الشيء لذي أحرج النظام الليبي وأربكه وأثار حفيظته، بعدما فشل في عرقلته وإفشاله .
فالأمازيغ توافدوا للملتقى من مختلف أرجاء العالم ومن داخل ليبيا كذلك، بالرغم من وقائع المنع من السفر التي طالت بعض النشطاء الأمازيغ في ليبيا، الأمر الذي يعتبر تحدياً، وسابقة في تاريخ التحركات الوطنية الليبية، فلم تسجل أي حركة سياسية أو حقوقية ليبية واٍن قامت بنشاط جماعي يشترك فيه ليبيين من المهجر ومن الداخل بشكل مباشر، وتصعيداً من الحركة الأمازيغية بالداخل، بدأ شبابنا في التحضير لندوة حول الأمازيغية في قلب العاصمة طرابلس، وحينما سمع النظام بتلك التحضيرات، ورغبة منه في تفادي التصعيد وحفظ ماء الوجه، عرض بعض التسهيلات الإدارية (الموافقة الأمنية)، وكذلك تسهيلات إعلامية – بحيث أنه سمح لبعض مراسلي الإعلام الخارجي المتواجد بطرابلس، بنقل وقائع من تلك الندوة، الأمر الذي لم يقم به الإعلام المحلي – وهذا دليل على تلاعب النظام بالورقة الأمازيغية فقط كسباً دعائياً وتفادياً لضغوطات خارجية بالأساس .
٭أمام تعنت النظام الليبي تجاه مطالبكم، هل لكم برنامج نضالي واستراتيجي على المستوى المحلي بليبيا ودوليا؟
فتحي نخليفة : «السياسيون غير جادين في ترسيم الأمازيغية»
– لقد سبق وأن أشرت في فقرة سابقة بأن حركتنا الأمازيغية في ليبيا اليوم، جل مسارها النضالي وتعاطيها مع النظام الليبي الحاكم أصبح من خلال المواجهة المباشرة، وقد كان بيان أكادير شديد الوضوح في تفصيل هذه العلاقة وذاك الموقف، وأحيلكم عليه وكذلك البيان الختامي لملتقي مكناس.
٭http://www.tamazghapress.com/index.php?option=com_content&view=article&id=51:fqthi&catid=41:dialogs&Itemid=62
تمازغا بريس
http://www.tawalt.com/?p=18395