الجزائر بين الاستعمار الحلال والاستعمار الحرام
️
بالحملة الانتخابية الرئاسية، اثارت تصريحات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حول الجزائر نقاشا حارا على مواقع التواصل الاجتماعي. من جميع الافاق السياسية والحساسيات الايديولوجية، المشاركين في هذا النقاش المغلي هم: جامعيون وسياسيون وطلاب وصحفيون وحتى المواطن البسيط الذي لا علاقة له بالعلم ولا المعرفة. هذا النقاش يعكس المستوى الفكري للمجتمع الجزائري.معظمها أفكار سخيفة لا ترقى إلى مستوى النقاش كل واحد على حسب هواه ومعظمهم يفرضون نزعتهم الدينية ومنطقهم العقلي غائب تماما.فإذا غزوا أرض شعب ما وسبوا نسائه وسلبوا ممتلكاته واحتلوا أرضه يعتبرونه فتحا .وإذا تعرضوا للغزو والاحتلال يعتبرونه غزوا واسعمارا.فرضيةغير منطقية وعلينا أن نخرج من هذه القوقعة الضيقة .فإذا استنجدت بك فهذا لا يعني أنني سلمت لك كل ما أملكه من سلطة وأرض وشعب ،فكل من اقتحم أرض غيره يعتبر غازيا ومستعمرا بغض النظر عن انتمائه الديني أو العرقي
وما نلاحظه يبرز مرآة علم نفس جزائري بحت. يتميز بحماس ووطنية الخمسينات والغضب والشتم والشعبوية. لدرجة انه صعب في هذا النقاش ان تميز بين منشور جامعي عن مواطن بسيط نفس الفكر، نفس اللغة،نفس الإيديولوجيا،نفس الطرح .
النقاش حول نقطتين: #الاستعمار و #لغة _ المستعمر
من هذا النقاش الذي تميز به الشعبوية الاساسية، شهدت #الامة _ الجزائرية نوعين من الاستعمار: استعمار حلال و استعمار حرام!
في الخيال الجزائري يبني على قراءة مزورة بتاريخ بلده، هناك استعمار شرير و اخر لطيف!
في نظر الجزائري، #الاستعمار _ العثماني _ التركي لبلادنا و الذي دام اكثر من ثلاثة قرون استعمار ناعم، حلو كالبقلاوة! وان الاستعمار الفرنسي الذي دام قرابة قرن ونصف هو استعمار قاسي، قذر كالخنزير!
بالتاكيد وبدون اي انسان. #الاستعمار _ الفرنسي استعمار وحشي وقاهر وعنيف وظالم لكن الاستعمار العثماني-التركي كان ايضا استعمار للاغتصاب والسرقة والعنف. لا ننسى ان الاستعمار العثماني-التركي قدم بلادنا للاستعمار الفرنسي دون اي مقاومة او ندم!
لقد كتبنا تاريخنا مزيفا من منظومة سياسية فاسدة لها أغراض ونوايا خبيثة. لقد درسنا تاريخ مزيفا ومطموسا بحسب الأهداف السياسية المسطرة.
في الخيال الجزائري، الاستعمار الفرنسي مسيحي، فهو شرير. بالمقارنة الاستعمار العثماني-التركي مسلم فهو جميل ولطيف! وبناء على ذلك ندين الاستعمار المسيحي ونسامح الاستعمار الاسلامي. نحدد بدقة فظائع الأول ونغمض اعيننا عن فظائع الثاني. مهما كان الاستعمار يبقى عملا هجريا ضد الانسانية. مهما كان دين المستعمر يبقى مغتصب لكرامة الشعب المستعمر امام حقوق الانسان العالمية، جميع الاستعمار متساويين.
وعلى هذا المنطق الغير منطقي: هناك استعمار بلغة قذرة يجب محاربتها وهناك استعمار اخر بلغة جميلة وحضارية. كل لغة مستعمرة تحاول مسح اللغة الاصلية عن الوطن المحتلة.
في هذا النقاش الهزيل على مواقع التواصل الاجتماعي وردا على تصريحات الرئيس ماكرون دعت الاصوات الى منع تعليم اللغة الفرنسية في المدرسة الجزائرية وتعويضها باللغة الانجليزية. وحتى اخرون دعى لاستبدالها بالتركية! متناسيا ان الانجليزية هي ايضا لغة للمستعمر البريطاني والامبريالية الامريكية! حتى لو استبدلنا لغة التعليم باخرى، يجب القيام بها في رؤية استراتيجية وعلمية مدروسة وليس في ازمة غضب!
امام هذا النقاش الشاق والشغف ندعو المثقفين المنتقدين الى عدم الوقوع في الجدل السقيم او الشعبوية الفكرية التي تغذي الشعبوية السياسية.
المثقفون الاحرار المنتقدون، من الضفتين معا كما في زمن حرب تحرير الجزائر، مدعوين للعمل من اجل مستقبل الحرية والديمقراطية واحترام ذاكرة الوطن. نحن كمثقفين نطالب بإدانة واضحة لهذه التصريحات لرئيس دولة يزرع الكراهية بين الشعبين الجزائري والفرنسي، بانكار تاريخ امة انجبت Augustine de Thagaste، Juba 2 ماسينيسا الامير عبدالقادر شيخ الحداد محند
ونحن ايضا مدعوون الى سد الافكار التي تزرع الاضطراب في تاريخنا ويعكر مستقبل اطفالنا. والجزائر مهددة والعالم يعيش عصر من الكتل الاقتصادية والعسكرية والسياسية و الشيء المؤكد ان الجزائر تحتاج الى حلفاء اقوياء، و لن تستطيع اي دولة ان تعيش وحيدة دون دعم كتلة.في عزلة عن العالم
:writing_hand::tone1: #امين _ زاوي / الحرية
:black_small_square:️ https://www.liberte-algerie.com/.../lalgerie-entre-la...