مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك :
بعد ان قضى الموحدين على اغلب الاعراب الهلاليين ومن معهم في معركة سطيف ومعركة القيروان ومعركة بنوا غانية في نواحي تونس والجزائر و هجر اكثر من نصفهم الى المغرب الأقصى
مصير اعراب بنوهلال و جشم و الخلط الذين تم نفيهم للمغرب الأقصى علما انهم يمثلون نصف الاعراب الداخلين لشمال افريقية , فما الذي حل بهؤلاء يا ترى ؟
اما من تبقى من هؤلاء الاعراب الهلاليين في المغرب الأوسط أي الجزائر بعد هذا التاريخ أي سنة 584 هجري او 1189م هم قبيلة زغبة الهلالية الخاضعة الطائعة للموحدين الامازيغ بعد خيانتها لأعراب بنوهلال و جشم و الخلط تماما مثل بنوسليم التي خانت بنوهلال لان قبيلة زغبة و بنوسليم وقفوا في صف اسيادهم الموحدين ضد إخوانهم الاعراب الذين انضموا لصفوف امازيغ بنوغانية أعداء الموحدين, و كذلك تبقى في المغرب الأوسط بعض الفرق من رياح أهمها الذواودة التي عادت من المغرب الأقصى و السعيد و فرقة اسمها الاخضر نسبهم ابن خلدون في رياح هؤلاء, و كذلك بعض الفرق من الاثبج أهمها فرقة دريد و كرفة و كل هذه الفرق من بقايا اعراب بنوهلال في المغرب الأوسط (الجزائر) و افريقية (تونس) خاصة من رياح و الاثبج ستتعرض بدورها للإبادة و النفي و التشريد على يد الابطال الامازيغ مستقبلا و سنتكلم عليهم بكل التفاصيل في الأجزاء المتبقية.
صورة عن همجية وجاهلية الاعراب الهلاليين المهجرين الى المغرب الأقصى:
استقدم الموحدون منذ عهد الامير الاول (عبد المومن) القبائل الاعرابية من إفريقية ( تونس)الى المغرب الاقصى و تم توزيعها بهذه بالسهول ، فلمَّا نزلوا هذه المناطق لم يطب لهم المقام إلا علي طريقتهم الخاصة في قطع الطريق علي السابلة والاعتداء علي مزارع السكان ، ( وعاثوا في الناس شمالا ويمينا )، (وسلبوا الماشية والأموال) على حد تعبير الفقيه التادلي الذي عاصر تلك الفترة حوالي (1220 م) في المغرب الاقصى ( اقرا التادلي ، التشوف ، ص 409 و383) و و يتضه جليا من تعبير الفقيه التادلي وهو احد الشهود العيان ان الاعراب الهلاليين الى غاية 1220 م ما يزالون يعيشون بعقلية الجاهلية الاعرابية التي كانوا عليها في شبه الجزيرة العربية (الغزو والنهب والسلب)
انظر (وثيقة 1)


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B01


حيث ياكد الفقيه التادلي انبعض أصحابه تعرضوا بأنفسهم الى نهب و غدر هؤلاء الاعراب الهلاليين في المغرب الأقصى انظر وهي التصرفات الهمجية التي ستجعل الموحدين يسلطون عليهم العقوبات مرة أخرى و تدل تصرفات الاعراب في بداية القرن 13 ميلادي انهم لا علاقة لهم بقيم الدين الاسلامي بل الواضح ان عقلية الحرابة واللصوصية هي الغالبة في حياتهم الاعرابية وخاصة انهم قريبي العهد بالزمان الذي كانوا فيه على دين القرامطة الكفرة الذي يبيح النهب والسلب والفواحش وربما تلك المرحلة (القرامطية) هي التي رسخت هذه الصقات الهمجية في الاعراب ولم تنمحي الا بمرور مئات السنين وبعد ان خالط بقايا الاعراب الامازيغ وتعلموا منهم الدين الاسلامي كما ذكره المؤرخ الجزائري (مبارك الميلي المهم هذه حقائق تاريخية مثبتة وفيما يلي صورة عن اللصوصية ا و الحرابة لاعرابية التي كان عليها الاعراب في بداية القرن 13 ميلادي
انظر(وثيقة 01+)


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B02


اثارة الاعراب الشغب والفوضى في المغرب الاقصى :
لم ترض بعض بطون الاعراب بالمناطق التي وطنها فيها الموحدين ، وبدأت في النزوح إلي أماكن أخري مما سبب العديد من المشاكل ، الأمر الذي دعا الناصر الموحدي لعقابهم وذلك بإرسال جيشه لتأديب هذه القبائل وإعادة توطينها في مواضعها السابقة (أحمد عزاوي ، رسائل موحدية ، 1ص232)
انظر الوثيقة 02


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B03


عقاب اخر للاعراب في المغرب الاقصى عهد الخليفة الموحدي العاشر ( الرشيد الموحدي)
فناء قبيلة الخلط الهلالية في المغرب الأقصى:
تبدلت المواقف لدى الامراء الموحديين ابتداء من زمن الناصر الموحدي وتعرض بقايا الاعراب في المغرب الأقصى لانتقام الخلفاء الموحدين منهم لتمترسهم خلف المعارضة ودخولهم في تحالفات مع المتنازعين من الامراء الموحدين ففي عهد الرشيد تعرض قبيلة الخلط الهلالية المنشقة علي الرشيد الموحدي لمحنة سنة 635هـ/1237م اغتيل فيها شيوخهم (ابن خلدون ، العبر ، 6 ص64 ).
ولم يسلم في هذه المجزرة النساء والذرية ، وتساوت الحرة الاعرابية الصريحة والأمة في العبودية ، وأذن الرشيد الموحدي للأخوة الأعداء من سفيان وبني جابر حلفاء الرشيد في ستر بنات الخلط الذي لم يبقى فيهم رجال، وفي نهاية حكمه أجلي جميع بقايا الخلط إلي السُّوس
تقلصت أعداد الاعراب في المغرب الأقصى بسبب عودة او هروب زعيمهم أبو سرحان سنة 590هـ/1193م إلي إفريقية ،كما سبق ذكره ومعه بالطبع الكثير من الاعراب مما حجم دورهم كثيرا في المغرب الأقصى وزادت في تقلص عددهم العقوبات القاسية التي سلطت عليهم من قبل الامازيغ الموحدين مما افنى بعض بطونهم واندثارهم اقراء
(ابن خلدون ، العبر ، 6ص47 ؛ الناصري ، الاستقصا ، 1 ص168-169)
انظر وثيقة 03:


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B04


فناء بطون قبيلة رياح الهلالية في المغرب الاقصى عهد دولة بن مرين الامازيغية:
فأما اعراب رياح الذين تم نفيهم لبلاد الهبط و ازغار في المغرب الأقصى فلقد مكثوا اقل من 50 سنة تقريبا في تلك المواطن ثم بدأت عملية الإبادة لهؤلاء الرياحيين الهلاليين في سنة 637 هجري من طرف قوة امازيغية ناشئة جديدة اسمهم بنومرين وهم الأعداء الجدد لدولة الموحدين و سبب هذه الإبادة كون رياح ساهمت بجانب اسيادهم امازيغ الموحدين و حتى قبيلة بنو عسكر من امازيغ بنو مرين في حرب قبيلة بنو حمامة من امازيغ بنومرين بل تسببوا حتى في قتل شيخ بنو حمامة من بنومرين اسمه عبد الحق بن محيو بن ابي بكر بن حمامة و ابنه ادريس و ذلك في سنة 614 هجري الامر الذي فتح أبواب الجحيم على هؤلاء الاعراب الهلاليين من رياح لان بنو حمامة من بنومرين هؤلاء سيؤسسون هم كذلك دولة عظيمة جدا تعتبر من اقوى الدول الإسلامية في العالم فاقسم هؤلاء المرينيين يمينا بانهم سيبيدون هؤلاء الاعراب من رياح و تم ذلك فعلا بعد قتلهم لاكثرية رياح الهلاليين ( وثيقة 04)
انظر وثيقة 04
من كتاب الاستقصاء للناصري الجزء 03 الصفحة 07


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B05


و كان ذلك كما قلنا سابقا في سنة 637 هجري بقيادة عثمان بن عبد الحق بن محيو المريني
( وثيقة 05)
انظر الوثيقة 05 و الوثيقة 05 +
من كتاب العبر الجزء 07 لابن خلدون تحقيق سهيل زكار صفحة 225


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B06


 انظر وثيقة 5


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B07


عمليات إبادة الاعراب الهلاليين من رياح استمرت في عهد الامازيغ المرينيين :
حيث استمرت عملية إبادة هؤلاء الهلاليين من رياح في المغرب الأقصى لغاية سنة 707 هجري اين أوقع بهم السلطان المريني أبو ثابت عامر بن يوسف بن يعقوب حفيد عبد الحق بن محيو المذكور سابقا ( وثيقة 06) حيث تتبعهم بالقتل والتشريد الى ان فنى اغلبهم و هرب من بقي منهم الى أعالي الجبال والقفار حتى اندثروا وتلاشوا
انظر وثيقة 06
من كتاب العبر لابن خلدون تحقيق سهيل زكار ج 6 باب الخبر عن رياح وبطونها صفحة 226 :


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B08


و بعد هذه الإبادة اختفت و تلاشت و دثرت نهائيا قبيلة رياح الهلالية التي وطنها السلطان الموحدي المنصور بالمغرب الاقصى أي هؤلاء الاعراب لم يمكثوا في المغرب الاقصى الا لمدة 123 سنة أي من سنة نفيهم للمغرب الأقصى عام 584 هجري لغاية سنة ابادتهم نهائيا عام 707 هجري الموافق لسنة 1308 م .
فناء بطون قبيلة الاثبج (العاصم و مقدم ) المنسوبة لبني هلال في المغرب الأقصى:
فأما اعراب الاثبج المنفيين للمغرب الأقصى و هم قبيلة العاصم و قبيلة مقدم و قبيلة قرة فقد ذكر ابن خلدون انهم تلاشوا و دثروا و لم يبقى منهم احد لعهده أي القرن 14م و ذلك لقلتهم
انظر ( وثيقة 07) .
انظر كتاب ابن خلدون الجزء 06 صفحة 43 (تحقيق سهيل زكار)


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B09


فناء بطون قبيلة جشم الهلالية في المغرب الأقصى:
فأما قبيلة جشم فمنهم بنوجابر بن جشم هذا الفرع والذين اثباتنا لكم انهم ليسوا عرب أصلا بل بدو امازيغ من لواتة زحفوا مع بني هلال وبني سليم في القرن 11 م وتحالفوا معهم في غزو (افريقية )
كما أكده ابن خلدون اما الاعراب الاخرين من جشم يتمثلون أساسا في قبيلة سفيان التي تمت ابادتها سنة 776 هجري الموافقة لسنة 1375م على يد سلطان مراكش الأمير عبد الرحمن ابن ابي يفلوسن المريني ( وثيقة 08).
انظر وثيقة 08
من كتاب الاستقصاء للناصري الجزء 02 الصفحة 172 و 174 :


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B10


فناء قبيلة الخلط الهلالية في المغرب الأقصى :
فأما قبيلة الخلط و هم معدودين في قبيلة جشم لكن ليسوا منهم هم اكبر عدو لقبيلة سفيان التي حاربوها , فلقد ذكر ابن خلدون انهم بعد قرنين من نفيهم للمغرب الأقصى دثروا هم كذلك و تلاشوا و لم يبقى لهم حي يعرف لعهده أي القرن 14م ( وثيقة 09) .
انظر الوثيقة 09
من كتاب ابن خلدون العبر الجزء 06 صفحة 41


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B11


تاريخيا لا يوجد عرب في المغرب الأقصى :
في النهاية و كما ترى عزيزي القارئ تاريخيا لا يوجد عرب في المغرب الأقصى الا اقلية مجهرية لا وزن لها تعمل لدى الدول الامازيغية فلم يتبقى احد من اعراب بنوهلال و جشم و الخلط لغاية القرن 14م و الذين نفاهم المنصور الموحدي الى المغرب الأقصى في القرن 12م علما ان هؤلاء يشكلون نصف العنصر الاعرابي الذي كان في شمال افريقية لان الاعراب الذين دخلوا افريقية سنة 1050م هم ستة فرق : الاثبج , رياح, زغبة , المعقل , جشم , بنو سليم ( وثيقة 10)
انظر الوثيقة 10
من كتاب ابن خلدون الجزء 06


مصير اعراب بني هلال الذين اخذهم الموحدين عنوة وقهرا الى بلاد المغرب الاقصى وقصة فنائهم هناك : %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC29%2B%25D8%25B5%2B12


خلاصة :
في هذا الجزء اعطيناكم الدليل التاريخي على فناء الاغلبية الساحقة من البطون الهلالية في المغرب الافصى ومنها جشم و نصف الاثبج و نصف رياح و الخلط من جشم .
وسناكد هذه الحقائق التاريخية بادلة من الدراسات الجينية للتركيبة السكانية للمغرب الأقصى والتي بدورها اثبتت ان المغرب الأقصى اغلبيته الساحقة هم امازيغ
اما في الجزئ القادم (30) سنروي لكم قصة الإبادة و التشريد و النفي و السبي الذي تعرضت له بقايا الاعراب من بنوهلال في المغرب الأوسط ( الجزائر) و افريقية ( تونس) عبر سلسلة من الاحداث الشيقة جدا
تابعوا معنا فقصة فناء وا ندثار الاعراب المفسدة في المغرب الامازيغي لم تنتهي بعد موعدنا الجزء 30 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 















http://histoiremaghreb.blogspot.com/2018/06/29-29.html