القديسة النوميدية"الأمازيغية" “سانت كريسبين


القديسة النوميدية"الأمازيغية" “سانت كريسبين” 26167167_1496531330384264_8059815496729802428_n


تنحدر القديسة كريسبين -حسب البحوث- من عائلة نوميدية عريقة وغنية من مدينة تبسة وذات منصب كبير، كانت متزوجة وأما لعدة أبناء، امتازت بغيرة فائقة على الإيمان وجسارة غير عادية، عاشت القديسة كريسبين زمن الاضطهاد الأعظم (284 - 305 م) حيث عرف هذا العصر بعصر الشهداء لكثرة المسيحيين الذين قتلوا على أيدي الرومان الوثنيين فيه، حيث عانى المسيحيون من الاضطهاد وأبشع أنواع التعذيب من طرف الرومان.
فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس
رفضت القديسة كريسبين الامتثال لقانون الإمبراطورية الرومانية ابان فترة حكم الامبراطور جوبيتير، هينون، مينارف ... سنة 303 م، وهي الفترة التي عرفت اعتناق معظم سكان تيفاست - تبسة الحالية - الديانة المسيحية في الايام الاولى من انتشارها، حيث تم حفر اول خندق للعبادة تحت الأرض والمعتقد انه لازال موجودا الى يومنا هذا في موقع البازيليك التي بنيت فيما بعد فوق موقع الخندق بعد اقرار الديانة المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية.
وكانت القديسة ومن معها من المؤمنين المسيحيين يؤدون عباداتهم خفية في الخندق الى ان تم اكتشاف أمرهم، وتعذيبهم ومحاولة ثنيهم عن عقيدتهم من خلال إجبارهم على عبادة آلهة الرومان الوثنية.
أُحضِرت القديسة كريسبين أمام الوالي أنيولينوس Anulinus في Theveste بتهمة تجاهل الأوامر الإمبراطورية ومخالفة العقيدة الوثنية المتبعة آنذاك.
وحين وقفت أمام أنيولينوس في المحكمة أخذ يجادلها ويهدّدها إن لم تذبح وتقدم القرابين للآلهة حسب أوامر الإمبراطور، لكن القديسة كانت حاسمة في ردودها عليه، وجاهرت بإيمانها بالله الواحد الاحد أمامه رافضة ان تكون للاصنام والاوثان قداسة عندها، ولم تخر أمام دموع أولادها حتى أمر في نهاية حوارهما بحلق شعرها تمامًا إمعانًا في إذلالها وإهانتها أمام الجموع. ولكن حين رآها ثابتة سألها: “هل تريدين أن تعيشي أم تموتي مثل رفقائك ماكسيما ودوناتيلا وسيكوندا؟ اللاتي هن من مدينة تبسة ايضا وأعدمتهن الكنيسة الرومانية الوثنية لنفس السبب، وهو الدخول في المسيحية الموحّدة لله ويعتبرن من العشرة المسيحية في شمال افريقيا، فأجابته إذا أردت أن أموت وأسلم روحي للهلاك والنار التي لا تُطفأ فينبغي لي أن أطيع أوامرك. ولما رأى أن التهديد أيضًا لا يؤثر فيها أمر بقتلها بالسيف، أما القديسة فصرخت قائلة: المجد للّه الذي نظر إليَّ وأنقذني من يديك.
وهكذا نالت إكليل الشهادة حسب المعتقد المسيحي في الخامس من ديسمبر سنة 304 م، والذي اصبح يحتفل به سنويا كذكرى استشهادها سنويا من قبل كل كنائس العالم.. كاثوليك، بروتستانت، ارتودوكس...

أما عن جثمان القديسة كريسبين فيقال إنه تم نقله إلى بازيليك مدينة - تبسة - والإحتفاظ به هناك إلى أن تم تدمير الكتدرائية من طرف الغزاة الوندال ومعه اختفى الضريح الذي يحوي جثمان القديسة كريسبين.


القديسة النوميدية"الأمازيغية" “سانت كريسبين” 3111