قصة محاولة اغتيال بومدين



محاولة اغتيال الرئيس هواري بومدين رحمه الله في 24 أفريل 1968 .

بورزان أطلق النار عليه وأصابه في الشارب العلوي
يعد المجاهد الراحل محمد الطاهر بورزان أحد العناصر الميدانية التي شاركت في محاولة الانقلاب التي قادها العقيد الطاهر زبيري ضد الرئيس الراحل هواري بومدين، وذلك بعد تأزم العلاقة بين الرجلين بسبب مشكل الصلاحيات، ما أدى إلى تشكيل مجموعة اتفقت على تصفية العقيد هواري بومدين بعد نحو 3 سنوات من توليه الحكم بعد انقلابه على بن بلة، حيث أن محمد بورزان الذي اشتغل في الأمن بعد الاستقلال هو الذي أطلق النار على بومدين وأصابه في الشارب العلوي، إلا أن تعطل نابض السلاح أنقذ الرئيس الراحل من التصفية الجسدية خلال عملية ديسمبر 1967.
يشير المجاهد الراحل محمد الطاهر بورزان في مذكراته التي حررها الأستاذ عبد الله رابحي بأن مجموعة الطاهر زبيري كانت ضد سياسة هواري بومدين منذ ديسمبر 1967 إلى غاية 25 أفريل 1968، واتفق نحو 20 فردا على تصفية بومدين جسديا، أو القضاء على أنفسهم في حال عدم نجاح عملية الاغتيال، حيث اتفقوا على تحديد يوم اجتماع بومدين مع الوزراء بقصر الحكومة لتنفيذ العملية، وبعد خروجه تم إطلاق النار على بعض العناصر المرافقة للسيارة المقلة لهواري بومدين من طرف محمد الطاهر بورزان، إلا أن البندقية (من نوع ماط 49) تعطلت بسبب قدم الذخيرة المستعملة، مما عطل نابض السلاح الذي يدفع الخراطيش، وما كان من المجموعة حسب شهادة بورزان سوى الانسحاب من هذه العملية عبر شوارع العاصمة، التي كانت مكتظة بالراجلين، وأسفرت العملية عن جرح هواري بومدين في شاربه الأعلى، وقتل أحد حراسه.


 قصة محاولة اغتيال بومدين 80640199_2686309838073209_2700425829405425664_n


بورزان وعقاقنة وبشاح كانوا وراء العملية الميدانية
وحسب بعض فصول المذكرات فإن عملية الانسحاب تمت مباشرة بعد الحادثة التي قام بها 3 عناصر هم محمد الطاهر بورزان ولمبارك عقاقنة ومعمر بشاح، في حدود الساعة الواحدة ظهرا، ليتم التحول إلى جبال تابلاط، حيث لم يكونوا مكلفين بالحراسة حسب بورزان، بل كانوا في يوم راحة، “كما أن ارتداءنا اللباس المدني ساعدنا على عملية الانسحاب والتنقل وسط شوارع العاصمة دون العثور علينا من طرف قوت الأمن، وقضينا الليلة في جبال تابلاط، وفي الغد تقدمنا إلى الطريق، وركبنا في سيارة متجهين إلى سور الغزلان، ثم تقدمنا راجلين شطر المسيلة وبريكة إلى أن وصلنا إلى تيلاطو مع غروب الشمس من اليوم الثالث من العملية”، وتواصلت المسيرة بركوب سيارة إلى عين التوتة، ليتم الوصول إلى منطقة لارباع قرب جبل وستيلي، وتم رسم هذا المخطط بناء على معرفتهم لطبيعة وتضاريس المنطقة أثناء الثورة التحريرية، وتواصلت الرحلة على الأرجل وصولا إلى آريس.
هذه أسباب الخلاف بين جماعة زبيري وبومدين
وحسب مذكرات محمد الطاهر بورزان فإن سبب الخلاف مع بومدين يعود إلى عام 1967، ففي الاحتفال بالذكرى الـ 13 لاندلاع الثورة التحريرية جرى استعراض الوحدات العسكرية لمختلف الأسلحة في شارع جيش التحرير الوطني بالجزائر العاصمة، وكان يفترض أن يشرف عليه قائد الأركان العامة الطاهر زبيري، لكنه غاب عن الموعد بصورة مفاجئة ومجهولة، ما جعل وزير الدفاع ورئيس مجلس الثورة يتخذ قرارا انفراديا في الحين، وعوض العقيد زبيري بالعقيد عباس، ولكن رغم سد الفراغ الغيابي لقائد الأركان العامة، إلا أنه حسب بورزان فقد ترك ذلك أسئلة محرجة بين المدعوين والدبلوماسيين، وسط قادة الجيش. وبعد الانتهاء من الاحتفال بذكرى الفاتح نوفمبر، بدأت الاتصالات بين القادة العسكريين والسياسيين لمعرفة أسباب غياب العقيد الطاهر زبيري، على غرار القادة الرائد السعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى البليدة، العقيد عباس الذي كلف بالإشراف على ذكرى الاحتفال بثورة نوفمبر خلفا لزبيري الذي كان غائبا، والرائد محمد الصالح يحياوي، الرائد عبد الرحمان بن سالم، وبعض الشخصيات الوطنية البارزة التي قامت بالاتصال بالعقيد طاهر زبيري، منهم العقيد خطيب والرائد لخضر بورقعة وزغداني عبد العزيز، والشيخ خليفة لعروسي، ووزير الخارجية عبد العزيز بوتفليقة، بغية حل المسألة والإشكالية سياسيا، غير أنه لم يفلح هذا الأخير بدبلوماسيته حسب بورزان دائما.


 قصة محاولة اغتيال بومدين 80708749_1850962631705256_7103811178131881984_n


هؤلاء ساندوا وشاركوا في محاولة الانقلاب وغياب التنسيق أفشل العملية
وفي 14 ديسمبر 1969 قامت جماعة من الضباط بحركة ضد النظام، وهم السادة المساندون لمحاولة الانقلاب التي تزعمها العقيد الطاهر زبيري، وهم الرائد عمار ملاح والرائد السعيد عبيد والرائد سليمان، والرائد لخضر بورقعة، ويوسف بولحروف والنقيب بوعلي، كما أيد عملية الانقلاب الملازمون العياشي حواسنية وصالح قمعون وموسى حواسنية والشريف مهدي الذي سلم نفسه بعد فشل محاولة الانقلاب وحمودي بوزيد وبوقطف العيد، والنقيب محمد الهادي رزايمية، والنقيب محمد حابة، الملازم عيسى بخوش، الملازم إبراهيم بروال، النقيب كمال ورتيسي، النقيب فرحات برحال، الملازم عبد الرحمان بن عطية، الملازم حسين سليمان، الملازم عمار نويوة، الملازم راشدي عبد العزيز، شرفي أحمد بن شعبان، سلطان ديش عبد الله، وعطوي بلقاسم. وحصر محمد الطاهر بورزان أسباب فشل الانقلاب في عدة نقاط منها تضارب المواقف عند البعض من القادة، وعدم التنسيق بين قيادات الحركة الانقلابية، والتصرفات الفردية دون دراسة أو استشارة لبعض الأطراف من العناصر المشاركة في الانقلاب، وانعدام التخطيط المحكم في تحديد الأهداف الرئيسية المؤدية للنجاح.
بين محاولة الهروب إلى تونس والقبض عليهم بنيران صديقة
وحسب محمد الطاهر بورزان فإن الفشل في محاولة اغتيال هواري بومدين جعلهم يفكرون جديا في الخروج إلى تونس، ومنها إلى بلدان أخرى، غير أنه حسب مذكراته فقد تلقى إلى نيران صديقة، وذهب ضحية ثقة بعض رفقائه في السلاح، الذي استأمنه قبل أن ينقلب عليه، ويساهم في القبض عليه، وفق مخطط قامت به جهات أمنية ومخابراتية، حيث وجه انتقادا مباشرا لمحمد عثامنة، ما تسبب حسب قوله في القبض عليه رفقة لمبارك عقاقنة، أما معمر بشاح فقد كان غائبا في ذلك اليوم، بعدما ذهب إلى بيته بقرية تيبيكاوين، ويصف سيناريو القبض عليه من طرف محمد عثامنة ووالده كما يلي ” تمت استضافتنا في مقر سكناهم بحمام أولاد لحلوح، في ديار والد محمد عثامنة، حيث قدمنا إلى تلك الديار في ليلة ممطرة وشديدة البرودة، ورتب والد محمد عثامنة وأهله إجراءات العملية بكل دقة لمخادعتنا، وأحضروا رجال الشرطة وبعض المناضلين بحزب جبهة التحرير الوطني، والبعض من أهل محمد عثامنة الذين أشعروهم مسبقا بأن هذه الليلة سيتم القبض فيها على محمد الطاهر بورزان ولمبارك عقاقنة، قدمنا من الجبل الذي مكثنا فيه نهارا إلى تلك الديار، وألبستنا مبللة بسبب سقوط المطر، وكان ذلك في شهر جوان 1968، وسبب البرودة ناجم عن سقوط البحرورش، وأوقدوا لنا أهل الديار النار لنتدفأ قليلا، وكانت بجوار تلك المنازل ديار من طين مهدمة مخربة منذ عهد الاستعمار، ودخل علينا محمد عثامنة، وقال لنا “أبي يناديك يا محمد الطاهر”، وخرجت فورا إليه ملبيا نداءه، وخرج معي محمد عثامنة رفقة 3 أشخاص من أبناء عمومته الذين كانوا يسيرون من خلفنا، وإذا بهم يهجمون علي وطرحوني أرضا، وقيدوني بالحبال المعدة مسبقا، حدث ذلك رغم أنني كنت مطمئن البال قبل ذلك، ولم أكن أتوقع ذلك التصرف من أناس عشنا معهم أيام الثورة التحريرية المباركة، وعادوا فورا إلى رفيقي لمبارك عقاقنة، بعدما خطفوا منه البندقية، وكان الوقت حوالي الثامنة عشرة ليلا، وبعدها أركبونا في سيارة خاصة جاءت من العاصمة تقودها المخابرات.


 قصة محاولة اغتيال بومدين 80451254_2944825892208454_8507272723708248064_n


هكذا عانى رفقاء بوزران من متاعب التحقيق والسجن في سيدي الهواري
ويواصل محمد الطاهر بورزان سرده بعد عملية التحقيق بمحافظة الشرطة قائلا “بقينا هناك بمقرهم أسبوعا أيضا رفقة زميلي مبارك عقاقنة، ولما انتهى البحث معنا، قادونا إلى سجن البليدة، ووضعونا في سجن انفرادي إلى غاية جانفي 1969، حيث تم نقلنا إلى سجن سيدي الهواري بوهران، ولم يعرف أهلنا أين كنا نتواجد، ولم يسمح لهم بزيارتنا، وبقينا مدة شهر، وبعد ذلك أمرونا بكتابة الرسائل إلى أهلنا نعلمهم فيها بمكان تواجدها بهذا السجن، ليسمحوا لهم فيما بعد بزيارتنا، وحسب بورزان فإن سجن سيدي الهواري بوهران هو سجن عسكري وأغلب حراسه مجاهدون خلال الثورة التحريرية، ولما علموا بأننا مجاهدون في ثورة التحرير، وإنما اختلفنا في الرأي والنظرة مع بومدين وزبانية نظامه ليس إلا، وكانت معاملتهم لنا معاملة طيبة من حيث العناية الصحية والتغطية والألبسة والأفرشة، وسهلوا لنا الأمور التي تدخل في اختصاصهم.
المحكمة تقضي بإعدام بورزان وزبيري وملاح وعميرات
وفي جوان 1969 تمت محاكمة السادة محمد الطاهر بورزان وعمار ملاح ولمبارك عقاقنة ولمبارك بتيرة وقارة معمر وحواسنية العياشي ومبروك لطيف، حيث قضى عليهم الحكم بالإعدام، وقضي على الطاهر زبيري بالإعدام غيابيا، ونفس الحكم ضد سليمان عميرات المتهم في قضية قرين بلقاسم، فيما صدرت الأحكام بـ 20 سنة في حق السادة معمر بشاح وبلقاسم ملاخسو، أما دراجي منصور فصدر في حقه حكم بـ 3 سنوات. وفي أواخر خريف 1973، تم تخفيض الأحكام من الإعدام إلى مدى الحياة، ثم تم تحويل محمد الطاهر بورزان وسليمان عميرات ومبروك لطيف ومعمر بشاح إلى سجن البرواقية، ولمبارك عقاقنة وحواسنية العياشي وقارة معمر إلى سجن الأصنام، أما عمار ملاح ولمبارك بيترة فحولوا إلى سجن تازولت، وكان تعاملنا (حسب بورزان) في سجن البرواقية بالمدية تعامل انفصالي عن بقية السجناء الآخرين، ووضعوا الثلاثي (محمد الطاهر بورزان ومبروك لطيف ومعمر بشاح) في غرفة واحدة مع بعضنا البعض.


 قصة محاولة اغتيال بومدين 81153212_1050446618627835_3817429411574054912_n


هكذا فر بورزان وملاح من سجن البرواقية
وفي شهر جويلية 1976، وبمناسبة عيد الاستقلال تم تخفيض الأحكام من مدى الحياة إلى مدة 20 سنة، وفي عام 1977 بقينا 4 أشخاص في غرفة واحدة بسجن البرواقية، بعد تحويل عمار ملاح إلينا من سجن تازولت بباتنة، وهم السادة معمر بشاح وعمار ملاح ومحمد الطاهر بورزان ومبروك لطيف، وبمرور الوقت بدأنا نفكر في محاولة الفرار من هذا السجن، وتوصلنا إلى رسم خطة نراها مناسبة، بعد اقتناعنا بالإجراءات التي سوف نتخذها في هذه العملية، حيث شرعنا في التنظيم الخالي من الهفوات، مع الاستعداد النفسي والبدني، وتهيئة الظروف المواتية، وفي مقدمة ذلك جمع المال الذي كنا نتلقاه أثناء زيارات الأهل والأقارب، وكان تفاهمنا في هذه العملية الخطيرة والجريئة مع أحد حراس السجن الذي كان يشتغل كعون للطبخ، وقد كان هو الآخر مؤيدا للفكرة ومقتنعا بها، وتمت الخطة من خلال استبدال مفاتيح الغرفة والرواق، لأن هذا الشخص حسبه هو المكلف بمفاتيح الغرفة والرواق، كما كان يخرج في بعض الأحيان إلى السوق، ويكلف من طرف المسؤولين عن السجن بقضاء بعض الحاجيات، خصوصا أنه كان محل ثقتهم الكاملة، وأدرجناه -يقول محمد الطاهر بورزان- كعنصر مشارك في العملية، حيث قام بشراء المفاتيح والأقفال، ووضعها في مكان آمن، حتى نستبدلها ليلة الفرار دون شعور حراس السجن بهذا العمل الجريء، وفي ليلة 12 أكتوبر 1977 جاء إلى مساجين يعملون في المطبخ ثم إليناـ وفتح علينا باب الغرف، وباب الرواق وأخرجنا وفي أيدينا العصي التي حضرها لنا مسبقا، وانهلنا على الحراس بالضرب وتحاشينا موتهم، ونزعنا المفاتيح من رئيس مركز الحراس الذي أشبعناه ضربا هو الآخر، وفتحنا الأبواب الأخرى، كما فتحنا مخزن الأسلحة وأخذنا السلاح والذخيرة التي كانت بحوزته. وأثناء خروجنا أطلق علينا الحراس المتمركزون فوق السور الرصاص ورددنا عليهم بطلاقات مماثلة، ولذنا بالفرار، وبعدها تفرقنا، حيث ذهب معمر بشاح مبروك لطيف وعمار ملاح مع بعضهم البعض، أما أنا (محمد الطاهر بورزان) وكحلوز الشريف وهو عون المطبخ الذي نظمنا معه عملية الفرار فذهبنا مع بعضنا، علما أن هذا الأخير رجل غير سياسي حكم عليه بـ 12 سنة، بسبب ضربه لأحد رجال الدرك الوطني.
القبض على مجموعة ملاح وهروب بورزان إلى الأوراس
وفي 18 أكتوبر 1977 سمعنا بإلقاء القبض على عمار ملاح ومعمر بشاح ولطيف مبروك من طرف الدرك الوطني بالمدية، وكنت أنا وزميلي كحلوز الشريف بجبال المدية نتنقل باستمرار من مكان إلى مكان، ونذهب إلى القرى المجاورة لمكان تواجدنا، حيث يسدل ظلام الليل حتى لا نعرف لنشتري ما يلزمنا من المؤونة، وبقينا هناك حوالي شهر، نذهب إلى السوق في البليدة نقتني منه مؤونتنا الغذائية (الخبر والجبن والسردين والتمر والتبغ)، وصعدنا يوما إلى جبل الشريعة الجميلة، ثم انتقلنا إلى حمام ملوان قرب الأربعاء بني موسى، ثم إلى تابلاط، وهناك تم الفراق بيني وبين كلحوز الشريف بسبب رفضه الذهاب معي إلى الشرق الجزائري، حيث فضل البقاء في منطقة المدية.


 قصة محاولة اغتيال بومدين 80389410_565589957617573_8096657890112176128_n


العقيد بلهوشات يطمئن بعد وفاة بومدين والشاذلي يطلق سراح الجميع
بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، تغيرت الكثير من المعطيات، وعرفت وضعيتهم مستجدات نسبية، حيث يقول محمد الطاهر بورزان في مذكراته: “جاءني أحد الضباط، وهو محمد غشام الذي كان يعمل بالدرك الوطني، وكان برتبة ملازم أول آنذاك، واتصل بأهلي، وطلب مني اللقاء، وأثناء لقائي به قال لي بأن العقيد عبد الله بلهوشات يطلب منك المجيء، وقال له بأننا قررنا إطلاق سراحكم جميعا، إن رفقاءك عمار ملاح ومعمر بشاح ولطيف مبروك لم يوضعوا في السجن بعد إلقاء القبض عليهم، بل هم عند الدرك الوطني بالمدية، وفي حالة جيدة، وعليك أن تلتحق بهم”، مضيفا أنه ذهب معه إلى البليدة ليلا، ووصلا صباحا، وكان معهما محمد الطاهر عزوي، وانتقلا بعد ذلك إلى المدية عند فرقة الدرك الوطني بالمدية، حيث وجد بورزان رفقاءه في حالة صحية جيدة، وبقيا هناك في مركز الدرك الوطني لمدة شهرين، إلى غاية إعلان رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد الإعفاء عنهم وإطلاق سراحهم، كان ذلك في شهر أفريل 1979، حدث ذلك بعد 11 سنة كاملة قضوها في السجن.












 

https://www.echoroukonline.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86