طفلي جبان.. كيف أتصرف معه وكيف أعلمه الشجاعه وعمره سنه ونص؟؟ ارجوا الرد

الخوف في نفس الطفل مبعثه الحقيقي في الغالب الجهل بطبيعة الأشياء وعدم معرفته بها وقلة إدراكه، ولا يسهل التغلب عليه إلا بتوسعة مدارك الطفل وتبصيره بالأشياء المحيطة به وربطها بخبرات سارة محببة إلى الطفل.

تشير الدراسات والأبحاث الحديثة إلى أن الأم والأسرة هي التي تزرع الخوف في طفلها .. و أن الطفل الخواف أو « الجبان » هو الطفل الذي تحيطه الأم بالعديد من المخاوف التي تنتقل إليه، فقد أثبتت دراسة أجريت بمركز الأبحاث الاجتماعية بفرنسا أن نسبة (73 %) من الأطفال الذين يعانون من الخوف يتعامل آباؤهم معهم خاصة الأم بحرص شديد و قلق مستمر. قد يكون السبب وراء مخاوف الطفل المخاوف المحيطة به من خلل التربية فالقلق الزائد والرعاية الشديدة من الوالدين تنمي لدى الطفل الخوف من المواقف المختلفة. كذلك العامل الوراثي أو الخبرات من المواقف التي يمر بها .

كيف نخفف من مخاوف الطفل؟؟

– الحرص على أن يكون سلوك المحيطين بالطفل متّزنا، خاليا من الهلع، والفزع في أي موقف من المواقف الصادمة، والمضطربة؛ وعدم مناقشة الأمور الحساسة والتي تنطوي على قدر من الغضب، والحزن، والخوف، والضرب أمام الأطفال-
– إشباع حاجات الطفل النفسية من قبيل إشعار الطفل بالدفء، والمحبة والأمن والطمأنينة، ومزج ذلك بدرجة معقولة ومرنة من الحزم.
– ينبغي عدم مخادعة الطفل في إخفاء خوفه من قبيل مساعدته على نسيانه فالنسيان يدفن المخاوف في النفس، ثم يصبح مصدراً للقلق، والاضطراب؛
– تنمية روح الاستقلال، والاعتماد على النفس لدى الطفل دون أن خداعه كلما أمكن.
– توفير محيط عائلي هادئ يشبع حاجات الطفل النفسية، والانفعالية؛ والجسدية والمعرفية؛
– مساعدة الطفل على مواجهة المواقف التي ارتبطت في ذهنه بمواقف الخوف، وذلك بتشجيعه دون إكراه، أو زجره أو أنقده؛
– تعليم الطفل الخوف البناء في تغذية إيمانه بالله وتنمية شخصيته وتعويده احترام النظام؛
– إبعاد الطفل عن مثيرات الخوف، كأفلام الرعب والأفلام البوليسية والإجرامية؛ والمآتم، والجنائز؛ والقصص المخيفة … الخ؛
– تشجيع الطفل على اكتساب الخبرة والممارسة والتجريب في القيام بالخبرات السارّة غير المخيفة حتى يعتاد على التعامل مع مواقف الحياة ولا يهابها أو يخاف منها؛
– عدم المبالغة في الخوف على الطفل والتدليل المفرط؛
– الخوف الطبيعي المعقول مفيد لسلامة الفرد أيّاً كانت سنّه أما الخوف المبالغ فيه فهو يضر بشخصية الفرد وسلوكه.

ما أسباب المخاوف أو كيف ينشأ الخوف في نفس الطفل؟

1ـ ينشأ الخوف في نفس الطفل عن طريق المشاركة الوجدانية للآخرين وتقليدهم، فمن اليسير أن تنتقل حالة خوف الأم إلى طفلها، وكذلك الأب أو المربية والمدرسة.
2ـ وينشأ الخوف نتيجة لاتباع الأساليب الخاطئة في تربية الطفل، فإذا كان الوالدان يهددان الطفل ويخيفانه بهدف الامتناع عن اللعب والإزعاج أو بهدف المذاكرة مثل:
نضعك في غرفة مظلمة أو غرفة الفئران أو ستأخذك الغولة، فالطفل إما أن يقلع عما يفعل وينشأ خضوعاً جباناً لغير سبب معقول، أو يستمر في فعله ولا ينفذ الوالدان تهديدهما وتخويفهما فيكتشف الطفل ضعفهما ويدرك مدى قوته فيستمر فيما يريد.

3ـ كما أن الجو الصاخب في الأسرة لأي شجار طارئ والألفاظ غير المستحبة والمعارك المستمرة بين الكبار المحيطين به يفقد الطفل الشعور بالأمن ويفقده الثقة بنفسه وبمن حوله ويتسرب الخوف إلى نفسه.
4ـ بعض الأحيان يطيب للوالدين أو أحدهما تخويف الطفل من شيء ما للتسلي أو للضحك على حالة الذعر التي تنتاب الطفل، مما يترتب عليه اضطراب شخصية الطفل وسوء العلاقة بينه وبين والديه.
5ـ يمكن أن ينشأ الخوف نتيجة للصدمات النفسية التي يتعرض لها، فيشعر بخوف لا ينتهي في لحظته، بل يمتد لفترات طويلة في عمر الطفل، مثل تعرضه لهجوم قط أو كلب، أو يخاف من الاستحمام أو الدش لأنه انزلق في الماء فجأة أو دخلت المياه إلى رئتيه.
6ـ وينشأ الخوف أحياناً في نفس الطفل الضعيف جسمياً عندما تؤدي حالة الضعف إلى ضعف المقاومة والشعور بالعجز.

أساليب الوقاية وطرق العلاج:

1ـ من أساليب الوقاية أن يكون الوالدان نموذجاً للهدوء والاستقرار في تصرفاتهم وبشكل طبيعي.
ومن الأفضل أن تكون مخاوف الآباء أو قلقهم بعيداً عن مرأى الأطفال وسمعهم، وأن يحرصوا على أن يكون جو الأسرة باعثاً على الأمن والطمأنينة والتفاؤل، فمن الضرر البالغ على نفسية الطفل أن نتحدث أمامه عن المخاطر والأهوال التي ستحدث أو ترديد عبارات التخوف من حدوث أمر مثل (وراء كل نعمة نقمة) أو (اللهم اجعله خيراً) إذا ضحك كثيراً.
إن الهدوء والاتزان والتفاؤل يساعد الكبار والصغار على التعامل مع الخوف بشكل جيد.
2ـ أن يحرص الآباء على غرس الشعور بالأمن في نفس الطفل من خلال التعاطف معه، وفهم أفكاره ومشاعره ومشاركته فيها.
3ـ استغلال طاقات الطفل استغلالاً حسناً في اللعب والرياضة والقيام بالأعمال التي تروق له وحثه على تنظيم وقت فراغه.
4ـ من الأخطاء التي يقع فيها الآباء، الاستجابة لمطالب الطفل حينما يصرخ ويغضب، فيتعود هذه الطريقة في الحصول على رغباته.
5ـ من الخطأ أن نناقش سلوك الطفل مع الآخرين على مسمع منه، لأنه إما أن يستسهل هذا الأسلوب ويراه طريقاً سهلاً للحصول على إشباع حاجاته المختلفة، وإما يشعر بالنقص ويرى أنه غير جدير بعطف الوالدين ورعايتهما، وفي كلتا الحالتين خطر بالغ على الطفل.

وإذا تعرض الطفل لمواقف مخيف، حادثا أو فكرة، فيجب مناقشته فيها بهدوء وبواقعية، وتقريبها إليه في حدود قدراته وإمكانياته.
فإذا سأل عن الموت مثلاً فلا يصح أن نتجاهل سؤاله أو نسخر منه، وإنما نجيبه بعبارات مبسطة قريبة دون الخوض في التفاصيل.
وإذا مات عصفور أو قط ينبغي انتهاز الفرصة لإعطائه درساً عملياً في أن الموت نهاية كل حي، والإنسان تنتهي حياته بالموت لتبدأ حياة طيبة أخرى تحتاج منك أن تعمل الطاعات وأوجه الخير والتقرب إلى الله..

يمكن مساعدة الطفل عن طريق استخدام اللعب، فاللعب وسيلة جيدة لتعليم الطفل كيفية التعامل مع الخوف.
فإذا كان يخاف المياه فإن اللعب في المياه ومشاهدة الأطفال يلعبون فيه يؤدي إلى الفة الطفل للمياه ومن ثم تزول مخاوفه منها.
لا يصح أن نخيف الطفل وقت النوم ونهدده بأشياء غير محببة، بل نجعل هذا الوقت باعثاً على السرور، بقص بعض الحكايات والروايات الإيجابية المتضمنة قيماً دينية واجتماعية وغيرها.

ومن أهم أسباب الوقاية التي ينبغي اتباعها، أن نساعد الطفل على تجاوز أي حادثة خوف يتعرض لها بهدوء وتعقل شديدين، فلا نترك الطفل دون مناقشة فيما حدث.

وينبغي مراعاة طبيعة نمو الطفل ورغبته في استطلاع ما حوله واستكشاف الأشياء المحيطة به، فنقلل من الأوامر والنواهي التي تقيد حرية الطفل وتجعله يدرك أن الأشياء التي نأمره بالابتعاد عنها هي أشياء مخيفة.

وعلى الوالدين أن يقدما القدوة والمثال للطفل، فلا يظهرا الخوف أمام الطفل ولا يشعراه بالقلق عليه قلقاً شديداً إذا تأخر أو مرض أو جرح وغيره.
ومن المهم جداً أن نقص عليهم قطوفاً من سيرة أبناء الصحابة والتابعين وبيان شجاعتهم وهم أطفال.

ونتذكر أن ديننا يأمرنا أن ننشئ أطفالنا على الإيمان بالله وعبادته والخوف منه والتسليم لقضائه، فإذا نشأ بهذه النفسية فإنه لا يخاف إذا ابتلي ولا يهلع إذا أصيب.


كيفية التعامل مع الطفل الخواف الجبان و الحلول. Oooo_a20