كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا!


كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا! 401001


يطرح البشر العديد من الأسئلة التى لا يوجد لها إجابات مؤكدة. هل هناك حياة خارج كوكب الأرض؟ وهل يمكننا يوماً مغادرة كوكب الأرض؟ هل توجد كائنات فضائية فعلاً؟ وإذا افترضنا وجودها، كيف تبدو هذه الكائنات؟ هل هي خضراء اللون ولزجة كما صورها مخرجو أفلام هوليوود؟
إذا طرأ أحد هذه الأسئلة فى ذهنك يوماً، فلا تشعر بالخجل؛ فالكثير من علماء الفلك والفضاء يشاركونك نفس التساؤل والحيرة.
إيجاد كائنات فضائية من العدم منبته هو الفضول
يعود انبهارنا وشغفنا الشديد بالحياة فى الفضاء إلى عصر جاليليو فى بداية القرن السابع عشر، عندما تمكن من النظر إلى عمق السماوات من خلال التلسكوب وبدأ بتدوين ملاحظاته الفلكية. وقام بهدم العديد من الثوابت حينها؛ منها أن الأرض ليست مركز الكون وأن الشمس وبقية الكواكب لا تدور حول الأرض. بل على العكس؛ وجد جاليليو أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية وتدور حولها كل الكواكب.
وعلى الرغم من معارضة الكنيسة له بشدة، إلا أنه لم يهتم وأصرّ على نظريته التي توصل إليها من خلال ملاحظاته وأبحاثه باستخدام التلسكوب الذي قام بتطويره. ومنذ ذلك الحين قام العلماء بتوارث هذا الشغف وظل هذا السؤال مطروحاً إلى الآن.


كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا! 401002


لطالما كان التفكير المنطقي سمة من سمات العلماء، لذلك أول سؤال تبادر إلى أذهانهم هو إذا كان هناك حقاً كائنات فضائية في مكانٍ ما؛ لما لم يتواصلوا معنا إلى الآن؟
وهذا بالتحديد كان رأي Thomas Pierson عندما اقترح إنشاء منظمة غير هادفة للربح والتي ستكون كمقرّ لكل باحث أو عالم أو مهندس يتشاركون نفس الهدف وهو دراسة الحياة خارج كوكب الأرض.
ولكن من هو Thomas Pierson؟
إن Pierson هو المؤسس والمدير التنفيذي لمعهد SETI؛ وهو اختصار لـ Search for Extraterrestrial Intelligence؛ أي البحث عن الحياة أو أي نوع من الذكاء الخارجي. وهي مؤسسة خاصة غير هادفة للربح تم تأسيسها عام 1984، هدفها الرئيسي هو استكشاف أصل الحياة في الكون ونقل ما تم التوصل إليه من معلومات إلى العامة.


كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا! 401003


ولكن قبل إنشاء هذه المؤسسة -وتحديداً في 15 أغسطس عام 1977- حدث شيء غريب للغاية؛ تم التقاط إشارة قادمة من كوكبة القوس مدتها 72 ثانية بواسطة راديو هوائي في جامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة. اعتقد العلماء لفترة أن هذه الإشارة قادمة من كائنات فضائية خارج كوكب الأرض بدون أي دليل على ذلك. وتم توجيه التلسكوب عدة مرات نحو مصدر الإشارة ولكن الإشارة لم تتكرر. سُميت هذه الإشارة بـ WOW Signal.
اقترح فريق البحث لاحقاً أن هذه الإشارة كانت قادمة من غيمة هيدروجينية مصاحبة لمذنب وتم التأكد من صحة هذه الفرضية عندما تبين للعلماء وجود مذنبين فى المنطقة المٌراقبة بواسطة المرصد آنذاك.
تبعاً لترتيب التفكير المنطقي، وبما أن انتظارنا لإشارة من كائنات فضائية مجهولة غير مجدٍ بالمرة؛ إذاً يجب علينا البحث عن آثار وجود حياة خارج كوكب الأرض وهو ما تقوم به وكالة ناسا لعلوم الفضاء.
مهمة للبحث عن كائنات فضائية على المريخ؟
لطالما اعتقد العلماء أنه مع توافر مقومات الحياة الأساسية، فإن احتمالية وجود حياة تصبح ممكنة وبشكل قوي؛ كما هو الحال على كوكب الأرض. أي مع وجود أكسجين وماء وغلاف جوي وتربة صالحة، نشأت الحياة بالفعل وقامت الحضارات المختلفة. لذلك فإن هدف رواد الفضاء المُستكشفين هو البحث في التربة عن أي علامة من علامات الحياة كوجود مركبات عضوية ناتجة عن تفاعلات كائنات أولية، أو وجود الكائنات الأولية نفسها.


كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا! 401004


قامت وكالة ناسا بإطلاق مهمة Viking، وهي أول مهمة فضائية تهبط بنجاح على سطح الكوكب الأحمر -كوكب المريخ- للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض.
تتكون المهمة من جزأين Viking 1 وViking 2.
قامت الأولى بأخذ أول عينة من التربة المريخية باستخدام ذراع الروبوت وتم تحليلها في معمل بيولوجي خاص، لم يجد العلماء أي أثر لوجود حياة في هذه العينة ولكن ساعدت هذه العينة في فهم كوكب المريخ بشكل أفضل. حيث أظهرت أن كوكب المريخ كوكب بارد ذو تربة بركانية، وغلاف جوي رقيق مكون من ثاني أكسيد الكربون.
كما أظهرت واحدة من أكثر الحقائق المثيرة للاهتمام، وهي وجود مجرى نهر قديم وآثار فيضانات هائلة. أسهمت كلا المهمتين في أخذ صور عالية الجودة لسطح الكوكب، مما ساعد رواد الفضاء على توجيه المركبات بشكل صحيح ليتم الهبوط عليه بشكل آمن فى المهمات اللاحقة. كما ساهمت هذه الصور في التعمق في دراسة سطح الكوكب.
ربما كان هناك حياة قديماً عندما وُجد الماء على سطح كوكب المريخ، ومع ذلك وفقاً للبيانات الحالية، لا توجد كائنات فضائية ولا مقومات وجودها على كوكب المريخ حالياً.
ماذا عن العوالم التي تتجاوز نظامنا الشمسي؟
يتجه علماء الفلك ورواد الفضاء الآن إلى استكشاف كل ما هو خارج مجرتنا درب التبانة، وخاصة الكواكب الخارجية.
الكواكب الخارجية – Exoplanets، هي أي كوكب يقع خارج نظامنا الشمسي؛ تم اكتشاف الآلاف في العقدين الماضيين، ومعظمهم من خلال تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لوكالة ناسا الفضائية.
 كائنات فضائية ذكية! لنتحدث قليلاً عن أحد أبرز أهداف وكالة ناسا! 401005

تليسكوب كيبلر. 


 
تختلف هذه الكواكب وتتنوع إلى حد كبير؛ بعضها كواكب عملاقة تدور حول النجوم الخاصة بها، بعضها متجمد والبعض الآخر صخري.
تكثف وكالات الفضاء جهودها في البحث عن نوع خاص من الكواكب؛ كواكب بنفس حجم الأرض وتدور حول نجم يشبه الشمس في المنطقة الصالحة للمعيشة. وجود مثل هذا الكوكب قد يكون نادراً للغاية، وقد يحتاج الأمر العديد من السنوات لكي نعثر عليه، خاصة وأننا نبحث في نطاق استطاعتنا وإمكانيات أجهزتنا، ولكن لا يمكن أن ننكر أن الكواكب الخارجية قد فتحت لنا آفاقاً جديدة للبحث عن حياة كائنات فضائية خارج مجرتنا.

لقد كان وما زال فضولنا في اكتشاف كل ما هو غامض وبعيد عن متناول أيدينا؛ هو الدافع الأول لكل ما توصلنا إليه من معلومات عن هذا الكون الشاسع، وكل ما سنتوصل إليه يوماً. ولكن هل سنتمكن يوماً ما من العثور على حياة خارج كوكبنا الأزرق؟




استعدوا لغزو الكائنات الفضائية ..





https://www.arageek.com/2020/08/21/is-there-intelligent-life-in-the-outer-space