المرنيسيون_Maurensis - قبائل الريف في العصر الروماني-


المرنيسيون_Maurensis - قبائل الريف في العصر الروماني- 6034c17b1157c3392f314cc4_Carte%2BMauri


اذا كان مصطلح مرنيسة و مرنيسي وامرنيسن جد شائع في ريف اليوم، بل وتسمى به عائلات وقبائل ومداشر ريفية كثيرة، فأن لذالك سببا تاريخيا يعود بنا للعصر البونيقي، بحوالي القرن الخامس قبل الميلاد.
 حيث ذكر هذا المصطلح في سياق أحداث تاريخية، جائت مدونة من طرف المؤرخ اليوناني ديودوروس الصقلي، وذلك  باسم Maurousi ماوروسي، (اليونانية القديمة: Μαυρούσιοι).
نفس المصطلح، ذكره  الجغرافي والمؤرخ اليوناني سترابو Strabo في  القرن الأول قبل الميلاد، واصفا موطن قبيلة الماوروسي، بأنها  تقع في الضفة المقابلة لجنوب ايبيريا، انطلاقا من غرب وادي ملوية Malva، وعلى اسم هذه القبيلة ستسمى بلاد الريف، بماوروسيا Maurusia.


المرنيسيون_Maurensis - قبائل الريف في العصر الروماني- 61cb04bd9c62f1ca80f46c3c_Lucius%20Quietus


وهو ماسيعطف عليه، المؤرخ الروماني Tacitus قائلا  أن قبيلة الماوروسي قد ثاروا على الإمبراطورية الرومانية في عام 24 بعد الميلاد، وعليه أطلق على بلادهم باسم ماوروسيا Maurisia، والتي ستعرف عند الرومان لاحقا، بموريطانيا Mauretania.
وسيتحدد شكل مصطلح ماوروسي في شكله اللاتيني التام، عند المؤرخ الروماني سالوست في كتابه عن حروب يوغرطة، ومن طرف المؤرخان والجغرافيان الروماني بلينيوس الشيخ و اليوناني  كلاوديوس بطليموس، سواء عبر لفظة المَاوري Mauri أو الماورنيسي Maurēnsii.
 وذلك  في توصيف كونفدرالية قبائل موريطانيا الطنجية بالتحديد، ومنها مصطلحات بالاتينية مشتقة من الجذع الاغريقي Μαυρούσιοι ك Maurorum و اللتي استعملت في نقيشات الرومان في Baetica بايبيريا، والموريطانيات كقيصرية و سطيفية،  عندما تعرضت لغارات قبائل كونفدرالية مرنيسة، وايضا في نقيشات السلام بين بقوية الماورية، والرومان في وليلي وباقي مدن موريطانية الطنجية.
بالنهاية، يجمع المؤرخون الاغريق والرومان، وعلى رأسهم Strabo بأن موطن هؤلاء (المرنيسيون أو الماوريون)، هي الضفة المقابلة لساحل ايبيريا الجنوبي، وخاصة شرق أعمدة هرقل، انطلاقا من غرب نهر ملوية، أي أنه أدق توصيف لموطنهم، هو الريف (شمال المغرب الأقصى).
وقد بقي مصطلح الماوري Mauri،  كلفظ لاتيني، مستخدما في توصيف تواجد قبائل الريف المرنيسية، وتوسعاتها الاستيطانية والسياسية سواء شرقا او جنوبا او شمالا،  حتى عام 754م.
 ولكن يبدو أن  هذا الاسم قد اختفى في العصور الوسطى، في حين بدأت المصادر المسيحية بتطبيق مصطلح "مورو" Moro، بالقشتالية، على السكان المسلمين في بلاد المغرب والأندلس بشكل عام، وذلك في اشارتهم لسكان موريطانيا الطنجية كما عرفوهم منذ العصر الروماني.
أما في تراث النسابة الاسلامي وخاصة المغربي، فقد شاع استخدام مصطلح مرنيسة في الريف (شمال المغرب الأقصى)، ثم شاع أيضا استخدام مصطلح "البرانس" ولأنه عادة في العربية، كما في الأمازيغية، يستعاض بالميم باءا، ف يفهم ان المقصود هم المرانس (جمع مرنيسي).


المرنيسيون_Maurensis - قبائل الريف في العصر الروماني- 260px-Die_hll._Erasmus_und_Mauritius_Matthias_Gr%C3%BCnewald


 وقد دونت هذه المصطلحات، في كثير من كتابات مؤرخي العصر الاسلامي في صيغتها المعربة، بدون تحديد لماهية أصولها اللفظية من الاغريقية واللاتينية، وبالتالي ضاع المعنى و الدلالة وسياق المصطلح في التاريخ.
 فلولا البحوث الأكاديمية المعاصرة، والتي أعادت النبش في تاريخ مصطلحي "الماوريون" و "المرنيسيون"، ما كان بالامكان للمختصين والباحثين القدرة في تحديد هوية أصحاب هذه التسميات الاغريقية واللاتينية، والتي كان يقصد بها، الريافة القدماء.

#المصادر


 
Maures (Antiquité) : Mauri, Maurēnsii, Maurousii
https://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/516?fbclid=IwAR2oRjbtI11nt5dc6PR1wi34lRwIn08ZhGnFpzejfYGbUMByqyIDYW38TFw