حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس)
هذا الموضوع مهم جدا ضعوا هذه المعلومات حلقة في اذانكم لانها مهمة جدا و تنسف لوحدها كل الخرافات و الاكاذيب التي انتهجها اعداء الجزائر لضرب  هوية ووحدة هذا الشعب في العمق بمحاولتهم خلق عرق عربي وهمي بواسطة خرافة بنوهلال وتعميمه على كل الشعب الجزائري والمغاربي.


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D9%2587%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584%2B%25D8%25BA%25D8%25B2%25D9%2588


للتذكير يوجد كثير من المقالات والكتب لاشباه المؤرخين  واغلبهم من القوميين المستعربين من يتكلم عن هجرة مليون او نصف مليون من بني هلال الى المغرب الامازيغي الكبير خلال القرن 11 م وللاسف عند الاطلاع على مثل هذه المعلومات في كتبهم لا تجد اي مرجع او دليل تاريخي يوثق صحتها  فتجدهم يذكرون عدد منفوخ بمئات الالاف دون ذكر اي مرجع او مصدر مما خلق تضارب كبير بين الكتاب في اعداد بني هلا ل الذين جاؤوا الى المغرب الكبير
مثال على خرافات القوميون العرب حول اعداد بني هلال في القرن 11م
المؤرخ  القومجي العروبي  التونسي أيوب عبد الرحمان في عمل مشترك مع المؤرخة  الفرنسية غالي ميشلين لكتابهم " تاريخ بنو هلال " الصادر سنة 1983 م في نسخته الاولى، يزعم دون مصدر او مرجع  أن أعداد هذه القبيلة التي دخلت الى شمال افريقيا قدوما من نجد الحجاز في القرن الـ 11 ميلادي و كان عددهم مابين 700 الف الى 900 الف نسمة
ذكر ايضا امؤرخ عبد الوهاب بن منصور  المغربي  انه اعدادهم لاتقل عن نصف مليون نسمة
عنوان الكتاب
histoire des beni hilal GALLEY Micheline et AYOUB A


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25A8%25D9%2586%25D9%258A%2B%25D9%2587%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584%2B%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25AF


للاسف كما تلاحضون كل من تكلم على اعداد بني هلال ووصفهم بالاف او مئات الاف لا يملك اي دليل او مرجع يوثق لهذه الهجرة المليونية الخرافية
عزيزي القارئ, حين وصلت اعراب بنوهلال القرامطة الكافرة الفاجرة ( بشهادة ابن الرشيق القيرواني في قصيدته رثاء القيروان ) لمحاربة المسلمين السنة المالكيين و ملكهم المعز ابن باديس بغية الاطاحة به و استلام السلطة منه كما خطط له الوزير الشيعي الفلسطيني الحسن بن علي اليازوري , كان عدد هؤلاء المجرمين في البداية 3000 في المعركة الاولى ضد المعز ابن باديس الذي خسر المعركة حسب المؤرخين العرب و القصة امامكم سردها ابن الاثير و اخذها منه ابن عذاري ثم انتقلت لبن خلدون و غيرهم 
انظر( وثيقة 01 )


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC%2B19%2B%25D8%25B5%2B01


انظر( وثيقة رقم 02)


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC%2B19%2B%25D8%25B5%2B02


قصة غزوة بني هلال مليئة بالخرافات واللا منطق:
 لاحظ عزيزي القارئ انعدام المنطق في تلك القصة التي يزعم صاحبها ان 3000 هلالي غلبوا جيش من 30 الف رجل ( من الزنوج العبيد) اي رجل يغلب 10 رجال اي هؤلاء القرامطة مؤيدين بقوة خفية فاقت تاييد الله عز و جل لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم اين الرجل يغلب رجلان فقط كما هو مذكور في القرآن ؟
 ثم لاحظ عزيزي القارئ شيئ مضحك جدا , صاحب تلك الرواية ( ممكن يكون ابن الاثير نفسه ) يقول ان الهلاليين تغلبوا على ذلك الجيش بضربهم في اعينهم لانهم عجزوا عن طعنهم في صدورهم و بطونهم المحمية بالدروع المعدنية ؟ اي خبير عسكري سيضحك على هذا كثيرا لكن ليس هذا ما يهمنا.. اهم شيء يجب ان تعرفوا ان عدد هؤلاء الهلاليين هو 3000 كما جاء في التاريخ و حتى على لسان شاعرهم علي بن رزق الهلالي.
اما في المعركة الثانية ضد المعز ابن باديس التحق ما تبقى من الاعراب الهلاليين بمن سبقهم و هنا قفز عدد هؤلاء الى 7500 كما وثقه ابن عذاري المركشي علما ان ابن الاثير الذي سبق ابن عذاري قال ان عددهم وصل الى 7000 رجل و هذا هو اكبر عدد حقيقي لهؤلاء الاعراب الذين وصلوا الى شمال افريقية في منتصف القرن 11م ( وثيقة 03 و 04)
في الوثيقة 03 ابن عذارى المراكشي يقول ان عدد بني هلال بلغ في المجمل 7500 رجل عند غزوهم افريقيا


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC%2B19%2B%25D8%25B5%2B03


في الوثيقة رقم 04 ابن الاثير يقول ان عدد بني هلال كانوا سبعة الاف


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25A7%25D8%25A8%25D9%2586%2B%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25AF%25D9%2586%2B%25D8%25AC%2B19%2B%25D8%25B5%2B04


عدد بني هلال من خلال شهادتهم و اشعارهم :
و ما يؤيد هذه الارقام هو اشعار الهلاليين انفسهم في ديوان التغريبة الهلالية نفسها بحيث يقول احد شعرائهم واصفا رحيل الهلاليين من المشرق للمغرب ان عدد الهلاليين الذين انتقلوا لشمال افريقية غربا كان 6000
رحلنا ولا خلينا في نجد حسوفه
سوى عيلم بين اللوى وزرود
ألفين وردوا الماء والفين صدروا
وألفين ما بين العدام ورود
وهاكم دراسة تجدون فيها اشعار الهلاليين التي تؤكد ان عددهم لا يتجاوز 6000 اعرابي بعد رحيلهم من المشرق للمغرب
http://www.alriyadh.com/243557


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) %25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25AF%2B%25D9%2587%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584


وهاكم الشهادة الحية الوحيدة عن غزو الهلاليين لمدينة القيروان و هي شهادة الرشيق القيرواني :
سقطت القيروان في يد قبائل بني هلال الغازية من المشرق في 1057 م، التي أرسلها الخليفة الفاطمي المستنصر بالله من مصر كعقاب لتحول ابن باديس الزيري إلى المذهب السني وموالاة الخليفة العباسي.
وقد فر ابن رشيق القيرواني من القيروان مع الزيريين إلى المهدية، ثم واصل من هناك إلى صقلية، حيث أنشد هذه القصيدة في اجتياح القيروان.


حقيقة اعداد اعراب بني هلال وبني سليم ومن معهم عند غزوهم لافريقيا (تونس) 22%25D8%25B9%25D8%25AF%25D8%25AF%2B%25D9%2587%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2584


مرجع لقراءة القصيدة:
اصل خرافة الاعداد الهلالية الخرافية المكذوبة :
اما رقم 50 الف هلالي الذي جاء في كتاب وصف افريقية للحسن الوزان ( القرن 15م) فهو خطا لا اساس له من الصحة لان المصادر الاولى التي سبقت الحسن الوزان تتكلم على عدد اقصاه 7500 فقط , ثم كتاب وصف افريقية الذي بين ايدينا اليوم هو محرف و مزيف تماما لانه ترجمة بالعربية للنسخة الفرنسية التي كتبها جان تمبورال Jean Temporal سنة 1556 م و التي بدورها هي ترجمة للنسخة الايطالية التي كتبها و حرفها الجغرافي الايطالي
Giovanni Battista Ramusio اما اول نسخة كتبها ليون الافريقي او الحسن الوزان بخط يده و بالعربية لا وجود لها و لا احد يعرف اين هي , ثم الاسلوب العلمي الاكاديمي الوحيد في معرفة الحقائق التاريخية هو الاتجاه مباشرة للمصادر التي تقترب من تاريخ الاحداث فاقرب مصدر هو كتاب الكامل في التاريخ لبن الاثير ( 555 هجري 630 هجري) و هو اقدم مصدر بين ايدينا بل اقدم من ابن خلدون و اقدم من الحسن الوزان و غيرهم .... هل تعلمون ان اعداء الجزائر قالوا " وصل عدد هؤلاء الاعراب الى مليون نسمة" ؟ اعلم عزيزي القارئ ان جيش من 50 الف مسلح لا نجده الا عند الامبراطوريات العظمى , هل تعلم ان فرنسا احتلت الجزائر بجيش من 39 الف رجل ؟ هل تعلم ان الكسندر المقدوني احتل العالم بجيش من 33 الف رجل , هل تعلم ان الوندال كسروا روما بجيش من 15 الف رجل , هل تعلم ان جيش التحرير الوطني سنة 1962 كان عدده 40 الف رجل .... من اين لقبيلة اعرابية مطرودة من وطنها ان تشكل جيش من 50 الف رجل ؟ من اين لها الرجال و السلاح والتمويل لتغذية هذا الجيش المتنقل؟ حتى الدولة الفاطمية لا تمتلك جيش بهذه الضخامة ذلك العهد بحيث ذكر لها اكبر فرقة من كتامة كان عددهم 20 الف رجل.....
 
انظر المراجع :
نسخة وصف افريقية للحسن الوزان المترجمة بالفرنسية من الايطالية و المزورة و التي ترجمها العروبيين على اساس انها نسخة صحيحة علما ان النسخة العربية الاصلية لا وجود لها :
https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bp...4704/f15.image
 
انظر :
ترجمة لجيوفاني باتيستا Giovanni Battista Ramusio اول من ترجم كتاب وصف افريقية الاصلي من العربية للايطالية و هو من زوره و حرفه تماما لارضاء بابا الفاتيكان :
https://fr.wikipedia.org/wiki/Giovanni_Battista_Ramusio
لكن كل هذا لا يهم بما ان العدد الحقيقي موثق و بين ايدينا و هو 7000 فقط.
حتى انه بسبب قلت اعداد القبائل الاعرابية هؤلاء القرامطة لم يتمكنوا من اقامة دولة لهم وشيئا فشيئا اعادت القبائل الامازيغية سلطتها عليهم
ان من يتبع مزوري التاريخ في تونس و ليبيا وهم او من اصطدم بالاعراب الهلالين وبني سليم يخال بأن هذه البلدان تتكون من أغلبية عربية ساحقة تتكون من بني هلال و سليم ضاربين عرض الحائط ما قاله ابن خلدون عن غلبة البربر في الوطن الممتد من غرب النيل حتى بلاد المغرب الأقصى رغم أن ابن خلدون جاء بعد سنين طويلة من الزحف الهلالي و قبل سنين من نشر سير بني هلال في بوادي إفريقيّة حتى برقة . فعند مجيء بني هلال و سليم كان يحكم البلاد العائلة الزيرية و هي من أحد بطون صنهاجة و هي قبيلة امازيغية فيما كان أغلب سكان البلاد التونسية و الليبية و غرب مصر من قبائل زناتة و هوارة و لواتة و هي قبائلامازيغية شديدة البئس و كانت في تلك المرحلة قد بدأت في مرحلة التفكك و تأسيس العروش أي البطون . و كانت هذه القبائل تكره أشد الكره صنهاجة فالكره بين زناتة و صنهاجة موجود منذ القدم . فالصنهاجيون يمتلكون لنظرة إستعلائية تجاه الزناتيين لأنهم هم الملوك و غالبا ما يكون الزناتيون بدوا يجوبون الصحاري و البوادي لذلك عند مجيء بني هلال تحالفت القبائل العربية و والامازيغية لإزالة حكم الزيريين الصنهاجيين . و بعد انتصار الطرف الأول تعاهد الطرفان بقسمة الأرض . البربر يتحصنون بالجبال و المرتفعات و القبائل العربية تتخذ من السهول موطنا لها و كان هذا الأمر يشمل تونس فقط .
و ظل هذا الأمر مدة سنين إلاّ أن بني هلال و سليم كانوا دائما ما يقلقون راحة الامازيغ شرق تونس حاليا بشن الغارات فصبح الأمن مستلبا كيف لا و هذه القبائل على مذهب القرامطة و هو أحد مذاهب الهراطقة يحلل السرقة و افتكاك أموال الغير و التغزل بالبنات
تابعونا في الجزء القادم سنتحقق من اعداد الامازيغ مقارنة باعداد الاعراب الهلاليين الغزات وهذا لنكون فكرة على ان اغلب البلدان المغاربية هم في حقيقتهم امازيغ ناطقين بالامازيغية و امازيغ مستعربين اللسان
 
 




المصادر :
الكامل في التاريخ لبن الاثير.
كتاب العبر ج06 لبن خلدون باب دخول العرب لافريقية .
البيان المغرب في اخبار الاندلس و المغرب لبن عذاري
المغرب في ذكر بلاد افريقية و المغرب لعبيد الله البكري الاندلسي
 


 

http://histoiremaghreb.blogspot.com/2018/06/19-19.html