للنسب الشريف حكاية كبيرة في بلاد شمال افريقية . و ينسب معظم منتحلي هذا النسب انفسهم لعلي بن ابي طالب وفاطمة الزهراء ، لكن كيف بدأت هذه الحكاية أو الخرافة في بلد كل تاريخه و أصله و فصله و عاداته أمازيغية قحة فتحول فجأة و في ظرف قصير أكثر من نصفه الى أحفاد لآل البيت ؟ تعالوا لنتناول الحكاية من جانب تاريخي ..


خرافه و خزعبله إدعاء النسب الشريف


بعد قيام الدولة العباسية قام خلفائها بالقضاء على مناوئيهم بكل قسوة و على رأسهم بنو أمية و العلويون . حتى لايبقى إحد ينافسهم في كرسي الخلافة . فأوهموا العلويين بأنهم سيرفعون عنهم المظالم التي تعرضوا لها أثناء حكم الأمويين و جمعوهم فنكلوا بهم و قتلوهم و هرب منهم القليل من تلك المذبحة الرهيبة و كان ممن هربوا "ادريس بن عبد الله " الملقب بإدريس الأول وهو حسب المصادر " ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب "
فلما هرب أشار عليه كثيرون بالتوجه لبلاد شمال افريقية لأن فيها قوما أشداء سيعرفون قدره و سيحمونه من بطش العباسيين وفعلا حل في قبيلة زناتة الكبيرة نواحي تلمسان و بايعوه وزوجوه و ناصروه بعد ماكان مجرد هارب طريد . لكن هارون الرشيد نجح في اغتياله وترك زوجته حبلى بابنه ادريس الثاني لتستمر حكاية الأدارسة قرنين بعد ذلك حتى سقطوا بسيوف بولوغين بن زيري ..


اكذوبة النسب الشريف


بعدما عرف الأمازيغ فضل النسب الشريف و كيف يرفع الشخص في أعين قومهم زور الكثير منهم انسابهم و ادعوا النسب الشريف و منهم الفاطميون و بن تومرت و الأمير عبد القادر وملوك المغرب المعاصرون و لأجل ان يبدوا الأمر اكثر اقناعا تخلوا عن اللغة الأمازيغية (التي اندثرت فعلا في الغرب الجزائري) واصبحوا يتكلمون دارجة ركيكة وزادوا في ذلك أن رسموا شجرة عائلة وهمية تنسبهم الى الأدارسة طمعا في الامتيازات التي يقدمها هذا النسب كمكانة اجتماعية وسياسية ضف الى ذلك الخرافات و الخوارق المحيطة بهذا النسب مثل الكرامات و المعجزات و غير ذلك ! ولعل احد الأمثلة القليلة التي رفض صاحبها تزوير نسبه هو "غمراسن بن زيان الزناتي " الذي ذكر له أحد المتزلفين أن بني زيان يعود نسبهم لآل البيت فرد عليه قائلا " إذا كان هذا صحيحا فل ينفعنا عند الله وأمّا الدنيا فإنّما نلناها بسيوفنا" ، و بين ليلة وضحاها تحول الملايين من الأمازيغ ( كقبيلة ولاد نايل و بني عامر و غيرهم ) الى أحفاد للرسول وأصبح بشكل مضحك مبكي الأمازيغ أقلية و العرب أكثرية و أصبح كل من هب ودب ذو نسب شريف ! لكن تقاليدهم و لباسهم و طريقة عيشهم و مأكلهم و مشربهم بل وحتى جيناتهم تفضحهم
الخلاصة : جاء شخص واحد هاربا من الجزيرة العربية فبدل جينات ملايين البشر



الشرفاء في الجزائر من هم؟


خرافة النسب الشريف هي ادات نصب للحصول على امتيازات: لهذا نقول ان الأنساب "الشريفة" بالمغرب،الكبير التي هي في الحقيقة أنساب أمازيغية، والتي ملأت تاريخ المغاربة بعد دخول الإسلام، و مصدرها وسببها هو البحث عن سند خرافي لسلطة سياسية واقعية.