ناشط أمازيغي يجر “القناة الأولى” إلى القضاء بسبب “فتح الأندلس”
قرر الناشط الأمازيغي، رشيد بوهدوز رفع دعوى قضائية ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بسبب بث “القناة الأولى” العمومية خلال رمضان الحالي، لمسلسل ”فتح الأندلس” الذي أثار الكثير من الجدل ووجهت إليه انتقادات حادة واتهامات بالتزوير و”تدنيس وتدليس” الوقائع التاريخية حول شخصية طارق بن زياد الأمازيغي.
وطالب الناشط بوهدوز، ينوب عنه المحامي بهيئة الرباط، محمد ألمو في مقال إستعجالي موجه إلى رئيس المحكمة الابتدائية بالرباط، بإستصدار “أمر إستعجالي في مواجهة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وذلك بإيقاف بث مسلسل ” فتح الأندلس “.

ناشط أمازيغي يجر “القناة الأولى” إلى القضاء بسبب “فتح الأندلس” 193

واعتبر أن مسلسل “فتح الأندلس” يتضمن عدة “مغالطات تاريخية من شأن الإستمرار في نشرها وبثها التشويش على القناعات الوجدانية المكونة لدى المواطنون تجاه تاريخهم وهويتهم وجغرافية بلدهم”.
كما اعتبر الناشط الأمازيغي، أن “المسلسل يسيء للإمتداد التاريخي والجغرافي للوحدة الوطنية” مشيرا إلى أن “الشعب المغربي يعتبر سبتة مدينة مغربية في حين أن المسلسل يسوق لدى المشاهد المغربي معطيات تاريخية مغلوطة حول هاته النقطة من خلال تحريف هوية وإنتماء حاكم هذه المدينة عبر جعل جنسيته قوطية إسبانية متعارضا بذلك مع أغلب المصادر التاريخية التي اشارت إلى هذه الشخصية التي تدعى الملك يوليان الغماري: (ملك مدينة سبتة المغربية حوالي سنة 700 م) هو ملك أمازيغي موري مغربي حسب المصادر “ابن عذاري المراكشي” واسمه الحقيقي ” أولبان” من قبيلة غمارة التي هي فرع من قبيلة مصمودة الأمازيغية المتواجدة غرب الريف”.
وأضاف بوهدوز أن “المسلسل لم ينجح في تقديم صورة حقيقية عن طارق ابن زياد ( من يكون ومن اين جاء ) إذ يبدو من خلال احداث المسلسل كشخص اجنبي تابع بشكل مطلق لشخصية موسى ابن نصير، في حين أن أغلب الوثائق والمستندات الإيبيرية والتي تناولت شخصية طارق إبن زياد منذ القرن الرابع عشر قدمت وصفا دقيقا لهاته الشخصية إذ قدمته بإسم القائد المغربي طارق كحاكم كبير مستقل عن أي تبعية أو وصاية معينة للأمويين أو موسى إبن نصير »كتاب بورتريهات الملوك «” .
وقال في المذكرة الموجهة إلى رئيس المحكمة الإبتدائية بالرباط، إن “المسلسل يقدم الشخصيات المغربية بشكل مهين وساذج عبر تصوير المغاربة كأتباع لموسى إبن نصير ومعاونيه من المشرق، بإعتبارهم لا يملكون أي إرادة في تقرير مصير البلاد إلا بتخطيط وأوامر من هؤلاء”.
واستطرد المتحدث في ذات المذكرة :”رغم أن المغرب عرف تاريخيا بهوية عمرانية متميزة، إلا أن تصوير أحداث المسلسل بمناطق في سوريا وتركيا أثر بشكل كبير على هذه الهوية حيث تبدو أغلب المشاهد بعمارة بيزنطية مشرقية”.
واعتبر رشيد بوهدوز أن “الإستمرار في عرض هذا المسلسل من شأنه زعزعة العقائد الوجدانية المترسخة لدى المغاربة حول تاريخ وجغرافية ورموز بلدهم وإنتمائهم القومي، وهو الأمر الذي يتنافى مع الرسالة المطلوبة في الأعمال الفنية التاريخية”، وفق تعبيره.




https://amadalamazigh.press.ma/%d9%86%d8%a7%d8%b4%d8%b7-%d8%a3%d9%85%d8%a7%d8%b2%d9%8a%d8%ba%d9%8a-%d9%8a%d8%ac%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%82%d9%86%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84/?fbclid=IwAR3zbL0p74_Zm6k64NAsQMfuCFnvy_Y6OX6DEvjOtSXDtbetu5uOFfgcHtE