القمر كان يأخذ مياه الأرض منّا سرًا لمليارات السنين!
القمر كان يأخذ مياه الأرض منّا سرًا لمليارات السنين! 1768
اكتشف الباحثون حديثًا وجود جزيئات الماء والجليد على سطح "القمر"، وعزوا ذلك إلى حوادث الاصطدام بين القمر والكويكبات والمذنبات، التي سبق وحصلت سابقًا كثيرًا. ولكن تشير دراسة حديثة إلى وجود مصدر آخر لتلك المياه القمرية، وهو أرضُنا، أو بمعنى أدق، الغلاف الجوّي لكرتنا الأرضية.
ربما يوجد الآن ما يقارب 3500 كيلومتر مكعب (840 ميل مكعب) من التربة الصقيعية السطحية، أو المياه السّائلة على سطح القمر، وذلك بفعل أيونات الهيدروجين والأوكسجين والتي - بحسب ما يقول العلماء - تتسرب من الغلاف الجوي العلوي لكوكب الأرض، لتتّحد على سطح القمر، وتتراكم على مدى مليارات السنين، وتشكّل المياه القمرية.
وأما عن الطريقة التي يسحب فيها القمر مياه الأرض، فهي عن طريق سحب أيونات الهيدروجين والأوكسجين من الأرض إلى سطح القمر، عندما يمرّ القمر في منطقة ذيل الغلاف المغناطيسي للأرض (الغلاف أو المجال المغناطيسي يمكنك رؤيته بشكل يشبه الدمعة، يحيط بالأرض متأثرًا بمجالها المغناطيسي).
يمرّ القمر في ذيل الغلاف خلال 5 أيام من كل شهر قمري، وخلال تلك الأيام، تدفع الرّياح الشمسية بعضًا من الغلاف (ربما مكان الذيل)، وتخترقه فتنكسر بعض خطوط المجال المغناطيسي، ما يترك تلك الخطوط مرتبطة بالأرض من جهة واحدة فقط. عندما يتداخل القمر مع الذيل المكسّر، يتم إصلاح بعض تلك الروابط المحطمة، وخلال هذه العملية، تمرّ بعض أيونات الأكسجين والهيدروجين إلى القمر فجأة، بعد أن تكون قد هربت سابقًا عن سطح غلاف الأرض خلال تحطم الروابط المغناطيسية.
وكونه ليس هناك من غلاف مغناطيسي محيط بالقمر، فلذلك عندما تصطدم الأيونات بسطحه، تتشكل طبيعيًا التربة الصقيعية، ومن خلال مجموعة من العمليات الجيولوجية في تربة القمر، قد يندفع بعض ذلك الصقيع إلى أسفل سطح القمر، وتتشكل المياه السائلة.


من أين جاء القمر؟

يرى الباحثون أن هناك تراكمًا بطيئًا لتلك الأيونات على مدى مليارات السنين، منذ القصف الثقيل المتأخر (وهو - بحسب تعريف غوغل - فترة زمنية امتدت مما قبل 4.1 إلى 3.8 مليار عام، يُعتقد أنه قد تكوّن خلالها عدد كبير من الفوهات الصدمية على القمر وعطارد والزهرة والأرض والمريخ).
من جهة أخرى، استخدم العلماء بيانات الجاذبية للنظر عن كثب في المناطق القطبية في القمر، والحفر الموجودة، وتبيّن أن هناك كسور صخرية قادرة بالفعل على حبس التربة الصقيعية، لذا من المحتمل أن الماء قد أتى من عدة مصادر وليس من مصدر واحد، وتراكم عبر السنين.
 






https://www.arageek.com/news/some-of-the-moon-s-water-may-have-come-from-earth?fbclid=IwAR2ImjEkBjkYgR_8rrUXjAJ-ofJDyUvNCBSx8FWGDCLQpZaxiMRb-O7d65s