في الحقيقة ان ما يسميه القوميون  والمزورين للتاريخ ان فتح أفريقية يتمثل أساسا في معركة سبيطلة بتونس لسنة 646م لأن تونس كانت تسمى بأفريقيا ، أما اليوم اسم أفريقيا يطلق على كل القارة التي نعيش فوقها.
إلى من يدعون أن العرب حرر الأمازيغ من البيزنطيين 1201
بعد أن بيزنطة أشترت السلم من عند الفرس لتتفرغ فقط للحرب ضد الامازيغ اذ وقع جستنيان معاهدة سلام مع كسرى الأول الفارسي في 532م و وافق على دفع جزية سنوية كبيرة للساسانيين
كان طموح الإمبراطور البيزنطي جوستينيانوس الاول (justinien 1) هو نشأة إمبراطورية عالمية واسترداد أمجاد الإمبراطورية الرومانية وراء الحملة البيزنطية على بلاد المغاربة، والعامل الذي ساعد على ذلك هو قيام الصراع الديني الذي كان قائما آنذاك بين المذهبين المسيحيين الكاثوليكي والأريوسي ،وما نجم عنه من تعرض كاثوليك إفريقيا لمتابعات وإضطهادات عديدة طيلة فترة حكم الوندال الأريوسيين (429-533م)، الذين نعتوا ب:"أعداء الروح والجسد" في قانون جوستينيانوس، فكان من الطبيعي أن يلجأ هؤلاء الامازيغ الكاثوليك إلى إمبراطور الشرق لطلب النجدة رغم ان اغلب الامازيغ كانوا على الديانة الاريوسية.
إلى من يدعون أن العرب حرر الأمازيغ من البيزنطيين 40311
كثيرا من الناس لا تعلم ان معركة سبيطلة ليست معركة واحدة بل معركتين الاولى الامازيغ ضد البيزنطيين سنة 545 والثانية هي معركة البيزنطيين ضد الامازيغ والأقباط والعرب المسلمين سنة 647:
معركة سوفولا (سبيطلة) الاولى عام 545 هي هزيمة البيزنطيين ضد الأمازيغ.
•في بداية هذه المعركة تمرد الامازيغ الذي بدأ في عام 544 بسبب الحرج من سيرجيوس ، ابن شقيق سليمان حاكم طرابلس. في هذه اللحظة ، قرر سليمان مهاجمة البربر لكنه هزم وقتل خلال هذه المعركة. بعد هذه الهزيمة ، سقطت كل إفريقيا البيزنطية في فوضى حتى وصول جان تروجليتا في نهاية عام 546 ، وحملاته من أجل تهدئة المقاطعة وجعلها تحت السيطرة الإمبراطورية البيزنطية.
والنقطة المهمة هي ان الاستعمار البيزنطي لم يستعمر كل شمال أفريقيا بل نطاقه كان ضيق جدا يتمثل فقط في بعض مدن الشرق الجزائري القديمة التي حصنوها فقط للإحتماء وراء أسوارها مثل تيمقاد قسنطينة جميلة سطيف قالمة مداوروش و شرشال في الوسط ، أما الجبال كالأوراس، جرجرة، البابور،البيبان،التيطري،ونشريس، الأطلس البليدي، الظهرة، كل الغرب الجزائري و شمال و وسط و جنوب الصحراء كان خاليا تماما من البيزنطيين أي لم يحتل الروم إلا 10٪ من أراضي شمال افريقيا
ثاني نقطة مهمة في مايخص معركة سبيطلة كان البيزنطي غريغوريوس أو جرجير الذي استقل عن امبراطورية بيزنطا بقى متحصنا في سبيطلة بتونس حاليا والتي دخلها المسلمين الذين تحالفوا مع الأمازيغ خاصة القبيلة التي ينتمي اليها القائد الأمازيغي أنطالاس الذين قهروا الوندال و حاربوا الروم بكل ق كما سبق وذكرنا
اذ تحالف الامازيغ مع العرب المسلمين في حرب البيزنطيين
وثالث نقطة والأهم هي معركة سبيطلة رقم 2 سنة 647 التي دارت بين الروم ( البيزنطيين)و حلفائهم الرومانيين ( الفرنجة) المسيحيين الكاثوليك بقيادة جرجير الروماني ضد المسلمين من العرب و الأقباط و حلفائهم الأمازيغ لأن العدو مشترك وكان جيش المسلمين الأمازيغ يتكون من القبائل الأمازيغية التي كانت تدين بالمسيحية الأريوسية خاصة الموحدة لله , و كذلك ساندهم جماعات من الأمازيغ الغير مسلميين الناقمين على الروم البيزنطيين.
إلى من يدعون أن العرب حرر الأمازيغ من البيزنطيين 448
نقل لنا التاريخ أن أول من دخل في الأسلام قبل غدر و خيانة عرب بنو أمية للإسلام و المسلميين على رأسهم الأمازيغ هو الملك وزمار بن مولات ( أو بن صولات ) بن صقلاب كبير قبيلة مغراوة و كل جذم زناتة و الذي قيل أنه هاجر للمدينة المنورة حيث أسلم على يد الصحابي عثمان ابن عفان رضي الله عنه رابع من أسلم من الرجال و أول المهاجريين للحبشة و صهر النبي صلى الله عليه و سلم و أحد العشرة المبشرين بالجنة و ثالث الخلفاء الراشدين للمسلمين .
نعم لقد كانت ثمرة دعوة الملك وزمار بن مولات بن صقلاب بالحكمة و الموعظة الحسنة من طرف الصحابي الجليل عثمان ابن عفان هي إسلام هذا الملك الذي دعى بدوره كل قبيلة مغراوة الأمازيغية للإسلام و التي كانت سبب في نشر الإسلام في كامل جذم زناتة الأمازيغي البتري الذي كان أول جذم (مجموعة ضخمة من القبائل و البطون) يدخل الإسلام ودون حرب.
اسلام الملك وزمار بن مولات ( أو بن صولات) بن صقلاب لم يخلف فقط انتشار الأسلام في قبيلة مغراوة و منه الى جذم زناتة فحسب بل ترتب عنه تحالف زناتة مع بنو أمية قوم الصحابي عثمان ابن عفان وكما نعلم ان جذم او قبيلة زناتة يمثل ثلث الشعب الجزائري تقريبا حيث تنتشر قبائل هذا الجذم في كامل الغرب الجزائري بين تلمسان و واد الشلف و أرض السرسو و جنوب التيتري و الحضنة و كامل الأطلس الصحراوي من الشرق (الأوراس و الزيبان ) للغرب ( جنوب النعامة) و كامل واد مزاب و واد جدي و واد ريغ و واد مزي و جزئ من قبائل التوارق ( قبيلة هكارة في جبال الهكار باقصى الجنوب) و هؤلاء نوميديين ( = نوماد = بدو) .
وخصوصا اهم القبائل الامازيغية التي شاركت ودعمت العرب المسلمين في حربهم ضد البيزنطيين وشاركتهم في معركة سبيطلة هي :
قبيلة زناتة ،قبيلة لواتة التي ينحدر منها انطالاس ، قبائل نفوسة و نفزاوة و هراوة و زواغة
أما بخصوص الغير الامازيغ الذين ساهموا في معركة (سبيطلة رقم 2) ضد البيزنطيين كانوا من الأقباط المصريين الذين دخلوا في الأسلام و أقتنعوا بالجهاد ضد الروم.
في النهاية تغلب جيش المسلميين من عرب و أمازيغ و أقباط على الروم حيث قتل القائد جرجير الروماني على يد عبد الله ابن الزبير
وبعد تلك المعركة رجعت جيوش العرب الى مواطنها بعد ان بدات شرارة الفتنة التي انتهت بمقتل عثمان بن عفان وفتنة علي بن ابي طالب مع الامويين ،حيث ان اغلب الصحابة الكبار و احفاد الرسول الذين شاركوا في معركة سبيطلة لقوا هم كذلك اشد انواع البطش والقتل والسبي لاهاليهم من قبل الدولة الاموية
إذا الأمازيغ هم الذين تحالفوا مع العرب فمكنوهم من سبيطلة جنوب تونس ثم كامل أفريقيا و المغرب ثم مكنوهم من الدخول الى بلاد الامازيغ عن طريق الأمازيغي هلال بن شروال ( أو بن ثروان و الأرجح بن زروال) من قبيلة لواتة .ثم فتحوا لهم الأندلس عن طريق ابن زياد .
خلاصة المقال العرب المسلمين لم يحرروا الامازيغ من البيزنطيين او الروم بل تحالفوا معهم لاسقاط البيزنطيين وان الامازيغ انتصروا من قبل على البيزنطيين بقي جزء صغير فقط في ضواحي تونس وليبيا .

بقلم ايت كتوت لياس Ait kettout Lyes


المصادر :
�• Corippe, I, v.449. V. Zarini, “Berbères ou barbares ? Recherches sur le livre second de la Johannide de Corippe”, Nancy-Paris, de Boccard, 1997, p.135.
* Colin F., Les Peuples libyens de la Cyrénaïque à l’Égypte d’après les sources de l’Antiquité, Bruxelles, Académie Royale de Belgique, 2000
* Galand L., “Pline et le nom des Nasamons”, in C. Berger, G. Clerc, N. Grimal (éd.), Hommages à Jean Leclant, Le Caire, Institut français d’archéologie orientale, 1994, vol. 4, p.73-80.
* Y. Modéran, Les Maures et l’Afrique romaine (ive-viie siècle), Rome, Ecole Française de Rome, 2003, pp. 241-243.
* Procope, BV, I, 15, 34.
* ابن خلدون كتاب العبر