بعض الجهلة يزعمون أن كلمة أمازيغ أو مازيغ أو الأمازيغية من اختراع الاستعمار الفرنسي، و بعضهم يزعم أنها كلمة ابتدعها جاك بينيت
هذا الرجل لم يتدخل في مسألة الهوية إطلاقا ولم يخترع تسمية أمازيغ ولا الراية الأمازيغية ولم يقترح إنشاء الأكاديمية الأمازيغية بل كان مجرد صديق مهمته تدليل الصعوبات التي واجهت أعضاء الحركة ولم يكن أصلا عضوا في الحركة .
فالمسألة كلها تكمن إذا في عقلية بعض الجزائريين اليوم الذين أصبحوا يتوجسون من كل ما هو فرنسي وهذه العقدة من الإستعمار صناعة المدرسة الرسمية الجزائرية وإعلامها فقط، فحينما نراجع وثائق قادة الثورة التحريرية وتصريحاتهم لا نجد حجم الكره الذي يكنه الجزائريون اليوم لكل ما هو فرنسي فيهم، فوثائق الثورة التحريرية كلها دون استثناء كتبت بالفرنسية دون أن يشعر أصحابها بأي عقدة إتجاهها ، و في رسالة لبن مهيدي نشرت بمجلة المجاهد سنة 1956 قال فيها أن جبهة وجيش التحرير لا يحاربان الشعب الفرنسي بل فرنسا الرسمية فقط، وهو ما نلمسه حتى من تصريحات فرحات عباس ومقالات عبد الحميد إبن باديس ! فالعقدة من الاستعمار ظهرت لاحقا في أجيال اليوم المخدرة بأفكار مؤدلجة .
أما نحن معشر الأمازيغ المعتزين بهويتهم فمن واجبنا النضالي الامتثال لوصية المناضل والمجاهد محند أعراب بسعود في رد الإعتبار لذاكرة صديق الأمازيغية الرجل المحترم جاك بينيت الذي وحسب أعراب بوسعود كان وراء تذليل كل الصعاب الإدارية على نشطاء الحركة الأمازيغية حتى حصلوا على الإعتماد لأكاديميتهم كما أن جاك بينيت هو من ساعد أعراب بوسعود على حصوله للجوء السياسي في بريطانيا حينما قامت السلطات الفرنسية بطرده من التراب الفرنسي وتجميد نشاط الأكاديمي.
المساكين يعيشون حالة من الذعر و القلق و يلهثون وراء أي جاهل يردد هذه المزاعم ، و تجدهم لا يريدون معرفة الحقيقة، فهم ينعمون في جهلهم .
من بين الدلائل التي تفند هذه الخزعبلات، ماذكره المؤرخ و الرحالة الحسن الوزان المعروف ب ليون الإفريقي في كتابه وصف إفريقيا ، حيث ذكر أن سكان الشمال لغتهم واحدة و هي أوال أمازيغ، فدل هذا على عراقة هذه اللفظة و العجيب أنه أردفها بكلمة أوال التي مازالت تستعمل في وقتنا الحاضر.
لا بأس أن نذكر أن ليون الافريقي عاصر و شهد سقوط غرناطة