الراخا: الأمازيغية هي الحل لتجاوز الرتب المتدنية للمغرب في التنمية
 الأمازيغية هي الحل لتجاوز الرتب المتدنية للمغرب في التنمية 1977
أكد رئيس التجمع الأمازيغي العالمي، المغربي رشيد الراخا، في حوار مع "أصوات مغاربية"، أن اللغة الأمازيغية "تبقى أهميتها ضرورية وهي الحل لتجاوز مشكل الهدر المدرسي والرتب المتدنية للمغرب في التنمية".
وأشار الراخا إلى "وجود مواقف أيديولوجية تحث على إعطاء الأهمية للغة العربية وإقصاء الأمازيغية"، غير مستبعد أن المغرب "بإمكانه أن يكون قدوة لدول العالم والدول المغاربية إذا اعتمد حقا اللغة الأمازيغية في التدريس".
 الأمازيغية هي الحل لتجاوز الرتب المتدنية للمغرب في التنمية 2595
وكشف المتحدث ذاته أن التجمع العالمي الأمازيغي أحدث مشروعا سياسيا يسعى إلى "بناء اتحاد دول شمال أفريقيا مثل الاتحاد الأوروبي"، موضحا أنه يهدف إلى "إحداث كل دولة لنظامها الفدرالي قائم على أساس عدم استثناء أو تهميش أي عنصر من المواطنين أو الجهات، مع فتح الحدود بين المواطنين والمعاملات التجارية".
نص المقابلة:
    بعد مرور 11 سنة على دسترة الأمازيغية بالمغرب وأزيد من 20 سنة على إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ما هو تقييمكم لحصيلة اعتماد هذه اللغة اليوم؟
عند مجيء الملك محمد السادس تم الاعتراف بالهوية واللغة الأمازيغية بعد إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية عام 2001، ووقع في وقت وجيز الاعتراف الدستوري بالأمازيغية كلغة رسمية للدولة عام 2011، وخلال هذا المسار يلاحظ تجاوب الدولة إلا أن الحكومات السابقة أحدثت مجموعة من العراقيل حتى لا يخرج القانون التنظيمي المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة العامة ذات الأولوية.
ورغم صدور هذا القانون ونشره في الجريدة الرسمية عام 2019 لا يزال مع الأسف تفعيل الأمازيغية في جميع الأسلاك الدراسية والإدارات لم يتم بعد، وحتى مع قدوم الحكومة الجديدة لاتزال هناك بعض العراقيل خاصة على مستوى الوزارة الأساسية التي من المفروض فيها تفعيل الأمازيغية أكثر من الوزارات الأخرى، حيث تفاجأنا إقصاء وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة للغة الأمازيغية في التعليم الأولي، إضافة إلى أنها لم تعممها في التعليم الابتدائي.
وعموما نقول إننا حققنا بعض المطالب، لكن النضال يجب أن يبقى مستمرا من المجتمع المدني للضغط على الحكومة نحو تفعيل أوسع للطابع الرسمي للأمازيغية.
    وفقا لهذا التقييم، هل هناك تأخير أم تراجع في تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية؟
لا ليس هناك تراجع، لكن مع الأسف هناك أيديولوجيات ترفض أمرا أساسيا دائما ندافع عنه في التجمع العالمي الأمازيغي وهو الأهمية الكبرى للغة الأم في المدرسة، وفي هذا السياق أشير إلى ما ذكره وزير التعليم عندما تحدث عن الهدر المدرسي وقال إن أكثر من 300 ألف تلميذ يغادرون المدرسة سنويا، إذن المدرسة لم تتمكن من جعلهم يتابعون تعليمهم وتحصيلهم الدراسي، وهذا راجع بالأساس إلى وجود مواقف إيديولوجية تحث على إعطاء الأهمية للغة العربية وإقصاء الأمازيغية.
وأؤكد بأن المغرب بإمكانه أن يكون قدوة لدول العالم والدول المغاربية إذا اعتمد حقا اللغة الأمازيغية في التدريس، لأن الأغلبية الساحقة في شمال أفريقيا هم أمازيغيون بمختلف اللهجات، وسيتمكن الصغار بذلك تعلم الأمازيغية والعربية ولغات أجنبية أخرى.
    هل الحديث عن واقع اللغة الأمازيغية في المغرب هو حديث عن قضية أقلية أم مرتبط بمسألة هوية ولغة أُم؟
أصول جميع المغاربة ترجع إلى اللغة الأمازيغية، وهناك مسألة لا يعرفها كثيرون بأن الفصل الخامس من الدستور المغرب يفضل اللغة الأمازيغية على اللغة العربية، لأنه ينص على أن العربية لغة رسمية يجب حمايتها وتطويرها وتنمية استعمالها بينما الأمازيغية فهي لغة رسمية باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء.
    المغرب بإمكانه أن يكون قدوة لدول العالم والدول المغاربية إذا اعتمد حقا اللغة الأمازيغية في التدريس
لذلك فإن هذا الفصل يفرض الأمازيغية هوية وانتماء على الجميع، كما خصها بقانون تنظيمي لتفعيلها على جميع الإدارات بينما اللغة العربية ليس لها قانون، وبالتالي فإنها محمية قانونيا ودستوريا أكثر من جميع اللغات الأخرى في المغرب.
    في هذا السياق، ما هي أبرز المعيقات التي تواجه تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في الأسلاك التعليمية والإدارات؟
دائما يتم ربط المعيقات بنقص أساتذة اللغة الأمازيغية والحاجة إلى إمكانيات مالية أكثر لتوفيرهم، لكن الغريب أن الحكومة الحالية رصدت ميزانية خصيصا لهذا الملف الأمازيغي إلا أننا نرى بأنه مرت أزيد من 6 أشهر دون أن تصرف منها شيئا، وحقا لاحظنا أن وزارة العدل عملت على تشغيل 60 مترجما باللغة الأمازيغية في المحاكم، وتوظيف البرلمان لستة مترجمين للغة الأمازيغية حيث سيتمكن الشعب المغربي لأول مرة من فهم ما يقوله من يمثلهم.
وهذه خطوات جد مهمة لكن الإشكال الكبير بأننا في التجمع الأمازيغي العالمي خصوصا أو الحركة الأمازيغية عموما لم نلمس إرادة حقيقية في الموضوع من وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الذي كان يرأس اللجنة الخاصة للنموذج التنموي، ولقد راسلناه مؤخرا في رسالة وقع عليها أزيد من 20 تنظيما أمازيغيا داخل وخارج المغرب، نخبره فيها بأن نجاح النظام التعليمي ومشروع النموذج التنموي رهين بإدماج اللغة الأمازيغية فيهما وإلا ستكون النتيجة هي الفشل.
وهنا يجب التنبيه إلى أن مصير 300 ألف تلميذ ممن ينقطعون عن الدراسة سنويا يتجهون إلى الانحراف، ويتم استغلال البعض منهم في التطرف الديني، وسبق لي أن قدمت مداخلة حول هذا الموضوع بحضور وزير التعليم شكيب بنموسى، تطرقت فيها بالدلائل إلى أن الأغلبية الساحقة ممن يرتكبون أحداثا إرهابية في أوروبا من أصول أمازيغية، علما أنه من غير المنطقي أن ينخرط الأمازيغ في عمليات إرهابية في الوقت الذي نرى أن قيمهم وثقافتهم ضد العنف والكراهية، ويرجع هذا الخلل وفقا لدراسة ألمانية إلى كون أطفال الجالية المغربية الذين أغلبهم من أصول أمازيغية لا يتم التواصل معهم بسبب إرسال أساتذة يعلمونهم العربية بدل لغتهم الأم وهي الأمازيغية، مما يخلف لهم مشاكل في التواصل والاندماج في المدارس الأوروبية.
وهو نفس الأمر الذي يقع داخل المغرب في مدارس التعليم الأولي والابتدائي عندما نفرض على الأطفال تعلم العربية بدل لغتهم الأصلية الأمازيغية.
    موازاة مع ذلك، ما هي الأهمية التي يكتسيها تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية؟
لا بد من الاعتراف أن المغرب يبذل جهودا منذ عقود في ما يسمى بالتنمية البشرية، لكن بالعودة إلى تصنيفه الدولي نجده يحتل مراكز ما بين 120 إلى 130 في الترتيب، وهذا الأمر مرتبط بمجال الصحة والتعليم الذي فشل فيهما المغرب لعدم إعطاء الأهمية للغة الأمازيغية.
وأؤكد هنا مثلا أنه لولا القناة التلفزية الأمازيغية وتوظيف اللغة الأمازيغية في برامج التحسيس المتعلقة بكوفيد 19 لكان المغرب يعرف انتشارا واسعا وأزمة صحية لا تزال متفاقمة أكثر.
    الأغلبية الساحقة في شمال أفريقيا هم أمازيغيون بمختلف اللهجات
لهذا فإن الأمازيغية تبقى أهميتها ضرورية وهي الحل لتجاوز مشكل الهدر المدرسي والرتب المتدنية للمغرب في التنمية.
    أنتم تترأسون حاليا التجمع العالمي الأمازيغي، ما هو مشروعكم؟
نحن كأمازيغ وخصوصا في التجمع العالمي الأمازيغي قمنا بإحداث مشروع سياسي طموح يسعى إلى بناء اتحاد دول شمال أفريقيا مثل الاتحاد الأوروبي، وهو مشروع مبني على الوثيقة الدولية لحقوق الإنسان التي تحترم الحقوق الفردية وحقوق الديانات لكل فرد، ويرتكز أيضا على ميثاق حقوق الشعوب الأصلية الذي ساهمنا فيه وأصدرته الأمم المتحدة، وهذا المشروع يهدف إلى إحداث كل دولة لنظامها الفدرالي قائم على أساس عدم استثناء أو تهميش أي عنصر من المواطنين أو الجهات، مع فتح الحدود بين المواطنين والمعاملات التجارية، ومن شأن ذلك أن يحل أكبر المشاكل التي تهدد دول شمال أفريقيا.
 
    المصدر: أصوات مغاربية




https://www.maghrebvoices.com/home-page/2022/07/10/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%AE%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA%D9%8A%D8%A9-%D9%87%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84-%D9%84%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%88%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AA%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AF%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%86%D9%85%D9%8A%D8%A9?fbclid=IwAR2Q1cvzrAcQSyKVDVa_aiPIoHp0jRuaUYkZOJSVnQI5sNoEPcong8RKIs0