في عام 132 هجرية أرسل الخليفة أبو العباس السّفاح عمه عبد الله بن علي إلى شمال افريقيا فحاصرها أياماً، ثم دخلها وقتل من أهلها خلقاً كثيراً، وأباحها ثلاث ساعات، وهدم سورها، حتى قيل إنه قُتل نحو خمسين ألفاً.
ودخل عبد الله بن علي الجزائر  فجعل مسجد جامعها سبعين يوماً اصطبلاً لدوابه وجماله، ثم نبش قبور بني آلامازيغ بحثا عن الكنوز ، فلم يجد فيه إلا فخار  سيوف  ونبش قبر  يوبداس فوجد منه جمجمته.
وجده صحيحاً لم يُبّلَ منه الا أرنبة أنفه، فضربه بالسياط وهو ميت، وصلبه أياماً، ثم أمر به فأحرق بالنار، ودُق رماده ونُخل وذُري بالريح!
الغزو الهمجي العباسي 2629
ثم تتبع من  المدنيين  الأمازيغ  وغيرهم فأخذ منهم اثنين وتسعين نفساً، فقتلهم  وجمعهم وبسط عليهم الأنطاع (بساط من الجلد)، وجعل فوق الأنطاع موائد عليها الطعام، وجلس يأكل ويأكلون فوقهم، وهم يتحركون من تحت الأنطاع!
ومازال البعض يصرخ بأعلى صوته ويقول: الإسلام دين السلام! أي منطقٌ هذا أيها البشر! نبشُ القبور، وصلبُ الجثث، وقتلُ الناس، وتناولُ الطعام فوق القتلى، كل هذا وتدّعون السلام! أي جنون هذا، وإضطرابٌ وإختلالٌ وإرتجاجٌ في العقول! أي إختبالٌ وخرفٌ ولوثةٌ وهبل! ما هذا إلا فوضى في التحليل، وخللٌ في التفكير، وهرجٌ ومرج!
فإدّعاءكم أيها السادة يخلو من الحكمةِ والذكاء، ويفتقر للرصانة والرزانة، وينقصه الفطنة والعقل! فشعار الإسلام دين السلام، ما هو إلا تضليلٌ وتزوير، وتزييفٌ وتلفيق، ومكرٌ ومخادعة، ونفاقٌ ومداهنة، ودجلٌ وإفكٌ وبُهتان! فأسفار التاريخ تشهد على القتل والذبح، وعلى غزواتكم المتعسّفة الظالمة، وتُبيّن سلبكم ونهبكم وأعمالكم المُجحفة، وتوضّح سبيكم النساء، واستعبادكم الأطفال، وإجتياحكم الأراضي، واحتلالكم المدن! فكفاكم تبجحاً وصفاقة!
هذه هي الخلافة الإسلامية التي تنادون بها، وهذا ما تدعون له وتؤيدونه! فهذا هو تفكيركم، وهذا هو وجدانكم، وهذه هي ضمائركم، وهذه هي أخلاقكم! فتبرأوا من كل هذا الشر إنْ كنتم صادقين