اليوم سأروي لكم قصة الحرف " ⵣ ": ياز ، الزاي الأمازيغي الذي أصبح رمزا للأمازيغ في كل دول شمال إفريقيا من النيل إلى المحيط ومن البحر المتوسط إلى شمال بوركينا فاسو ونيجيريا .... حرف يسميه الجهلة والعنصريون : الفرشيطة ، دون أن يعرفوا معناه ولا رمزيته .... معلومات حصرية كالعادة سنقدمها لكم ، معلومات يجهلها الكثير من الجزائريين للأسف .....
قصة الحرف " ⵣ " 11046
صورة رائعة لمحارب تارڨي  ، لاحظوا وقفته ونبله إخوتي .... ولاحظوا شكل درعه على شكل حرف " ياز " بتيفيناغ الأجداد .... وهي عادة حافظ عليها فرسان التوارڨ إلى يومنا هذا ويمكنكم رؤيتها خلال رقصات مهرجان سبيبا الذي ينظم في جانت خلال عاشوراء ..... درع ألهم مناضلي القضية الأمازيغية ليجعلوا من حرف " ياز " الذي يتوسط كلمة " أمازيغ " رمزا لشعبنا وثقافتنا وهويتنا .... على غرار كل شعوب العالم التي تبنت رموزا لها من عمق تراثها وتاريخها وثقافتها ....
للتذكير و للحوصلة ، فإن حرف الفرشيطة أو حرف " ⵣ " هو حرف ياز بتيفيناغ الأجداد ، يقابله حرف "ز " الزاي اللينة أو المفخمة حسب اللهجات بالعربية ، و " Z " عادة غليظ بالفرنسية ..... اختاره الناشطون الأمازيغ في الستينات من القرن الماضي ليكون رمزا للثقافة و الهوية الأمازيغية لعدة اعتبارات :
- لأنه يتوسط كلمة أمازيغ
- لأن حرف الزاي المفخم خاص بالأمازيغية ، ولا يتواجد لا فالعربية ولا في الفرنسية ، يعني هو مثل حرف " الضاد " في اللغة العربية
- لأنه رمز يتكرر ظهوره في وشم جداتنا قديما ، وفي زخارف الزربيات التقليدية والأواني الفخارية ، ويستعمله البدو الأمازيغ مثل التوارڨ و آيت عطا و آيت باعمران في الصحراء لتعليم إبلهم حسب القبائل والعائلات مع أحرف تيفيناغ ورموز أخرى ... وهي رموز تستعملها حتى الأعراش الناطقة بالدارجة مثل الرڨيبات والشعانبة والبرابيش .
قصة الحرف " ⵣ " 6110
- لأنه يشبه إنسانا حرا ، حرر ذراعيه من العبودية ورفعهما للسماء .... وقدماه متجذرتان ومتشبثتان بأرض أجداده ... أغلى ما يملك .... و هو تعريف الأمازيغ : الأحرار النبلاء
- لأن فرسان ومحاربي التوارڨ كانوا يصنعون دروعهم على شكل حرف "ياز" ، والتوارڨ هم حماة أرضنا ورمز صمود شعبنا وتمسكه بأرضه وثقافته .
- وخاصة لأنه يرمز لشجرتين هامتين ومحوريتين في حياة الأمازيغ : ثازمورث و ثازدايث ، الزيتونة والنخلة .... والشجرتان يتوسطهما حرف ياز ...... شجرة الزيتون بالنسبة لأمازيغ الشمال والنخلة بالنسبة لأمازيغ الجنوب تمثلان نفس الرمزية : الحياة ، القوة ، الأصالة ، جذورهما تغوصان في عمق الأرض كرمز للتشبث بها ، تقاومان الجفاف والرياح والعوامل المناخية الصعبة ، تعطيان ثمارا مباركة تصنع منهما مواد مختلفة وتأكل منها العائلات والدواب و تباع في الأسواق و يستفيد الناس من أوراقهما و خشبهما و نواة ثمارهما و كل شيء فيهما ...
شجرتان تعمران طويلا وتقدمان الكثير ... شجرتان مباركتان ذكرهما الله سبحانه وتعالى في القرآن .... أصلهما ثابت وفروعهما في السماء .... رمزية نجدها تماما في حرف ياز : القسم السفلي يمثل الجذور الضاربة في عمق الأرض التي يمثلها اللون الأصفر  ... والقسم العلوي يمثل الأغصان التي تعانق السماء الزرقاء .... و الكل يمثل الإنسان الأمازيغي الحر النبيل .... ببساطته وتواضعه وتمسكه بأرض أجداده ... و بشموخه ونبله وعزته وفخره وإيمانه العميق ...... لأن النخلة و الزيتونة كذلك من رموز الإسلام ، و من رموز الجنة ، و من رموز الإيمان وسمو النفس في الثقافة الصوفية المتجذرة بأرضنا .....
- أما لون حرف ياز بالأحمر على راية الأمازيغ الثقافية ، فيرمز لرابطة الدم التي تربط كل القبائل والأعراش الأمازيغية من النيل إلى المحيط ، و من البحر المتوسط إلى الساحل الإفريقي ، ويرمز كذلك لتضحيات الأمازيغ منذ آلاف السنين للدفاع عن أرضهم و هويتهم
قصة الحرف " ⵣ " 103211
لاحظوا جيدا هيبة المحارب التارڨي يا سادة .... و ستعلمون أننا شعب لا نرضى بالذل ..... شعب يعشق الحرية ..... شعب قد ينكسر ... لكنه لا ينحني أبدا ..... أذ نرز ولا ذ نكنو ..... ننكسر و لا ننحني ...... نخسر و لا ننهزم ...... تماما مثل الزيتونة والنخلة ....  كتب الله تعالى أن يكون شعبنا رمز الشموخ و الصمود .... إلى أن يرث الله الأرض و من عليها
حفظ الله أرض الأجداد
تحيا الجزائر