وصف إقليم كتامة، سكانه وأحواله، جيجل، شهادة ليون الإفريقي سنة 1562م
وصف إقليم كتامة، سكانه وأحواله، جيجل، شهادة ليون الإفريقي سنة 1562م 2911
قصر جيجل:
وهو قصر قديم بناه الافارقة البيض (ايمازيغن) على صخرة عالية بشاطئ البحر
وفيه ما يقارب 500 دار، ودياره في غاية الحسن، رجاله أشداء كرماء أوفياء، وكلهم فلاحون لكن أراضيهم لا تصلح إلا للشعير والكتان والقنب الذي ينبت هناك بكثرة كما يكثر الجوز والتين اللذان يحملان للبيع بتونس في قوارب صغيرة
وقد حافظ هذا القصر دائما على حريته، بالرغم على ملوك بجاية وملوك تونس لأنه مستحيل الحصار، إلا أن أهله بايعوا بربروس بطيب خاطر والذي لم يفرض عليهم سوى زكاة عشر الحبوب والثمار، مما هو حلال معمول به ولم يترك نائبا عنه بالقصر سوى مندوب واحد
جبال بجاية: "وهي السلسلة الجبلية جنوب غرب مدينة بجاية حتى شمال ميلة اليوم تقريبا حسب ليون الافريقي (الخريطة بالتعليقات)"
تكاد دولة بجاية تكون مؤلفة فقط من جبال شاهقة وعرة ذات غابات وعيون كثيرة، تسكن هذه الجبال قبائل غنية نبيلة كريمة، تملك عددا كبيرا من الخيل والبقر، كانت تعيش دائما تقريبا في حرية، لا سيما بعد ان سقطت بجاية في يد المسيحيين، تصنع في هذه الجبال معادن حديد تصنع به سبائك صغيرة تستعمل كعملة، وتضرب نقود من الفضة كذلك
أهل البلاد غيورون أقوياء سباقون للخير، يرتدون كلهم تقريبا لباسا مناسبا، وتمتد دولة بجاية هذه في منطقتها الجبلية على طول ساحل المتوسط في مسافة 150 ميلا، وعلى عمق نحو 40 ميلا.
جبال شمال قسنطينة: غرب جيجل، سكيكدة، القل وحتى عنابة
تبدأ هذه الجبال من تخوم بجاية وتمتد حتى قرب عنابة، وكلها كثيرة الانتاج لأن الاراضي الواقعة بينها في السهل خصبة للغاية، وتعطي الكثير من الزيتون والتين وغيرها بحيث تزود جميع المدن المجاورة كقسنطينة والقالة وجيجل
سكان هذه الجبال متحضرون ربما أكثر من سكان جبال بجاية، يزاولون مختلف الحرف، وينسجون على الخصوص كمية كبيرة من القماش
سكان هذه المنطقة أغنياء جدا لأنهم لا يؤدون ضريبة، ولهذا لا يستطيعون مزاولة التجارة في السهل بسبب العرب البدو وفي المدن بسبب امرائها (الحفصيين)، لكنهم يقيمون سوقا اسبوعيا يقصده عدد كبير من تجار قسنطينة والقالة، إلا ان هؤلاء التجار عليهم أن يتخذوا صديقا لهم في كل جبل كضامن، إذ بدونه لا يمكن أن ينصفهم أحد إذا خدعوا
وتعطي هذه الجبال في مجموعها 40 ألف فارس على قدر معلوم من الشجاعة والاقدام، ولو كان هؤلاء القوم متحدين كما يجب لاستطاعوا أن يسيطروا على كل شمال افريقيا
وصف إقليم كتامة، سكانه وأحواله، جيجل، شهادة ليون الإفريقي سنة 1562م 101910
جبال عنابة:
يحد عنابة جبال متصلة بجبال قسنطينة، مناطقها الزراعية غير مسكونة بسبب تسلط البدو، بإستثناء منطقة صغيرة تحرثها قبائل استقرت اقدامهم فيها بقوة السلاح، وتمتد هذه التلال على طول نحو 80 ميلاً من الشرق إلى الغرب، تنبع من جبالها عيون تكون جداول تخترق السهل والكتل الجبلية لتصب في البحر المتوسط
The History and Description of Africa, [Fifth book]
Bonus :
"إن هذه الشعوب الخمسة (صنهاجة، مصمودة، زناتة...) المنقسمة لمئات العشائر وآلاف المساكن تستعمل لغة واحدة تطلق عليها أوال أمازيغ، أي الكلام النبيل بينما يسميها العرب بالبربرية" ص134، Cambridge edition، القرن 15م