بربر_صهيون ومحاولات حفصة_قارة الطعن في أمة مازيغ:
بربر_صهيون ومحاولات حفصة_قارة الطعن في أمة مازيغ: 6293
   في كتاب كتب عليه أنه ،محاولة، أي ليس عمل أكاديمي ، جمعت المدعوة حفصة قارة مصطفى بعض المنشورات التي ينشرها مناوئي الأمازيغية على الفايس بوك  ونشرتها باللغة الفرنسية تحت عنوان " بربر صهيون ، عصر الزور وأكاذيب الدول "  جاء فيه خزعبلات لهواة غير متخصصين في التاريخ وغير مطلعين عليه ، كانت منتشرة في سنوات الحزب الواحد والقومية العروبية ، سنحاول عبر منشورات ملخصة مناقشتها نزولا عند طلب متابعي الصفحة ولغرض إثراء النقاش للمهتمين بالتاريخ ونقاشات الهوية في الجزائر وشمال افريقيا .
تقول حفصة قارة : [... كانت البداية بتغيير مصطلح بربر لأن هذا يشير الى الهمجية والوحشية في اللغة الفرنسية وتعويضه بمصطلح آخر اكثر قبولا، فوقع اختيارهم على كلمة "أمازيغ" وهو اسم لم يكن موجود في التاريخ الجزائري لا القديم ولا الحديث، والذي يعني الرجل الحر، وهذا لا يعني شيء لأن البربر كانوا دائما خاضعين للقوات الأجنبية...]  انتهى الاقتباس .
في هذه الجزئية ادعت بأن البربريست قاموا بتغيير إسم بربر إلى مازيغ الذي هو مصطلح حديث ومصطنع ، هروبا من الحمولة اللغوية الشنيعة التي في مصطلح "بربر" وهي الهمجية،  وهنا فقط كبداية يتجلى لنا أن المؤلفة غير مطلعة على كتب التاريخ التي تؤكد أن مصطلح "مازيغ" مستعمل منذ القرن السادس قبل الميلاد حيث ذكرها المؤرخ الاغريقي هيكاتوس Hecatus وبعد قرن ذكره هيرودوت ولكي لا نطيل في الكلام ندعوا القارء الى تصفح مقالنا هذا (https://cutt.us/FBn8I )  الذي خصصناه لهذا الموضوع وهو مقيد بمراجع أكاديمية يمكن التحقق منها، ثانيا وهو أمر يجهله الكثير ، فالعرب المسلمين هم من عمم مصطلح "بربر" على الأمازيغ عند غزوهم لشمال إفريقيا وليس الرومان كما هو شائع ، فكُتب الإغريق ثم اللاتين التي تحدثت عن  الأمازيغ نجدها تسمي اصلاء هذه البلاد بالليبيين، الجيتول، النوميد، المسيل، المسيسيل ، المور وهذا حسب الزمن والجغرافية ولا نكاد نجدها تستعمل مصطلح البرابرة الا قليلا.
 ثم إن البربريست الذين أنشؤوا الأكاديمية البربرية بباريس أطلقوا عليها اسم "الأكاديمية البربرية" في وثائق تأسيسها واعتمادها ،  وكل المؤرخين الفرنسيين يستعملون مصطلح "بربر" بصيغة محرفة "Berbères" متأثيريين بالكتب العربية الإسلامية خاصة بعد ترجمة كتاب ابن خلدون إلى الفرنسية من طرف المستشرق دوسلان. وإلى غاية اليوم لازال المثقفون الأمازيغ المنحدرين من منطقة القبايل يستعملون مصطلح "Berbères" عوض " amazigh" في كتبهم بسبب تأثرهم بالكتابات الفرنسية وكذلك الإعلام الفرنسي،  فإحدى أهم القنوات التلفزيونية المستقلة لمنطقة القبايل تحمل اسم "Berbère Télévision" ..
بينما المثقفون الأمازيغ غير فرنكوفونيين يعتمدون على مصطلح "مازيغ" خاصة في المغرب . وهذا ينفي أي زعم بأن فرنسا وراء ظهور أو الترويج لمصطلح "مازيغ" الاصيل والتاريخي عند الأمازيغ عبر البربريست التي تقول المؤلفة انهم متركزون بمنطقة القبايل. 
في نفس الجزئية تقول المؤلفة أن مصطلح مازيغ الذي تنكره يعني الرجل الحر النبيل، ثم تتهجم على أمة بأكملها وتقول أنها لم تكن حرة يوما بل عاشت حياة الخضوع للأجنبي . يجب أن نشير هنا إلى جهلها بأن عبارة" الإنسان الحر النبيل" هي التعريف اللغوي الذي نجده في كل القواميس العربية لمصطلح "مازيغ" وقد أخذه اللغويين عن كتاب الجغرافي الاندلسي حسن الوزان الملقب بليون الافريقي و الذي ذكر في كتابه ،وصف إفريقيا، في العصر الوسيط، أن الشعوب الأمازيغية كانت تسمي لغتها بأوال أمازيغ وأنه يعني الكلام النبيل . أما عن قصة الخضوع للأجنبي فلا توجد أمة لم تخضع للأجنبي في تاريخها، فالمصريون خضعوا لليبيين الأمازيغ وللهكسوس والنوبيين والفرس والاغريق و الرومان ثم البزنطيين والعرب ... والفينيقيون خضعوا للمصريين وبقوا يدفعون لهم  الجزية الى غاية القرن الثاني عشر ق.م و كان الجيش المصري حينها متكن من اغلبية أمازيغية،  ثم خضعوا للاشوريين وبعدها مباشرة للفرس حتى انتزعها الاسكندر المقدوني منهم في 333 ق.م وبقية مستعمرة يونانية الى غاية وصول الرومان ثم بعدها البزنطيين، ثم العرب المسلمين ثم الاتراك .
أما العرب فأغلب أراضيهم صحراء قاحلة طاردة للبشر ، قبل إكتشاف البترول لم تكون تستهوي أحد ، غير أن الاراضي التي نزح  إليها بدو العرب في الهلال الخصيب قد وقعت تحت إحتلال متعاقب ، أوله كان للمصريين، ثم لشعوب البحر ، ثم الاسرائليين بين سنة 1050 ق.م و 930 ق.م زمن مملكة اسرائيل الموحدة التي سيطرت على الأراضي الممتدة من فلسطين و الأردن ثم الحجاز و نجد وصولا لأرض سبأ باليمن. ثم للاحتلال الفارسي الأخميني سنة 559 ق.م ، ثم الإغريق ثم استرجعها الفرس الساسانيون ثم الرومان بقيادة بومبي، دام حكم الرومان لخمسة قرون، ثم للاحتلال البزنطي من 395م الى غاية سنة 637م ، ثم الإحتلال الحبشي لبلاد العرب الجنوبية حيث احتل زنوج الحبشة بقيادة القائد أرياط الحبشي في بداية القرن 06 ميلادي لينتهي  بعد قرن تقريبا لما استقدم  العرب، بقيادة سيف بن ذي يزن أحد كبار العرب، الفرس للتخلص من الأحباش وعادت المنطقة الى الاحتلال الفارسي ... وخضعت فرنسا واسبانيا للرومان والجرمان والقرطاجيين ...
بل إن روما وهي اكبر قوة في العالم القديم كان للأمازيغ شرف اسقاطها حيث كانوا في مقدمة الجيش المكون من تحالف موري  (أمازيغي) ووندالي وكان الجيش الأمازيغي  اول من دخل المدينة ولم يكن للوندال بقوتهم أن يجعلوا الأمازيغ في مقدمة الجيش  الذي فتح روما ونقل كنوزها الى شمال افريقيا سنة 455م كذرع كما قد يفهم عند البعض، بل لقوتهم ومكانتهم عند الوندال، لأن شرف اسقاط روما هو حلم راود قادة العالم القديم كلهم .
فهل خضوع هذه الأمم للأجنبي يسقط عنها صفة الأمة الحرة كما الحكم الذي اصدرته حفصة قارة على الأمة الأمازيغية رغم أن هذه الأخيرة عرف عنها أنها لم تستسلم لأي أجنبي بل إننا لا نجد 50 عام من تاريخها بدون مقاومات بطولية لأجل استرجاع السيادة ونيل الحرية عكس الكثير من الأمم التي لا نكاد نجد لها أمثلة عن المقاومات ضد الأجنبي ؟
وهل من الادب والثقافة أن تصف هذه المؤلفة أمة بأكملها بأنها غير حرة ثم تدعي أنها لا تعادي  "البربر" بل البربريست فقط وهي من وصفت في موضع آخر في نفس الكتيب،  الصفحة 43، أن  اصحاب النزعة الامازيغية هم ابناء غير شرعيين للأباء البيض بمنطقة القبايل وهو ما سنناقشه في المنشورات القادمة ؟ و هل من المعقول أن نرى أساتذة جامعيين يروجون ويشيدون بهذا (الكتاب) الذي كتب لغرض تشويه تاريخ امة عبر أكاذيب لا تنطلي الا على من لم يفتح كتابا في حياته ؟ 


مصطفى_صامت