سبقونا  بالعلم
سبقونا  بالعلم 2118
إن سعر نقل الحاوية الواحدة من فرنسا او إسبانيا مثلا إلى تونس أو المغرب يتراوح بين 500$ إلى 700$ بينما تكلفة نقل نفس الحاويات من نفس البلدان ( فرنسا او إسبانيا) إلى الجزائر يتراوح بين 1200$ إلى 2000$. أما فيما يخص تكلفة نقل الحاويات من الصين إلى تونس أو المغرب تكون بقرابة 2000$ أما تكلفة النقل إلى الجزائر فهي من 4000$ إلى 6000$.
مقارنة بسيطة: نفرض أن سفينة قادمة من الصين وعلى متنها  3000 حاوية، 1000 موجهة إلى الجزائر و 1000 إلى تونس و1000 إلى المغرب. تكلفة إجمالي النقل إلى تونس و المغرب يكلف الخزينة العمومية لكل بلد 2 مليون دولار بينما نفس الساعة تكلف الخزينة العمومية الجزائرية أكثر من 4 مليون دولار بالرغم من أن المسافة من الصين إلى دول المغرب جد متقاربة. هنا يمكن أن نقول أننا بذرنا 2 مليون دولار هباء.
تخيل عزيزي القارئ عدد الحاويات التي تصل إلى الجزائر في السنة . ليس عندي الرقم لكن هي بالمئات الآلاف.
يمكن أن تعرف ان شق الألف مليار مازال مفتوحا.
لماذا تكلفة نقل الحاويات إلى الجزائر هي الأغلى في العالم؟
الأسباب لارتفاع تكاليف الشحن البحري الى الجزائر هي تقنية وإدارية بصفة مباشرة والسياسية من ورائهما، كيف ذلك؟
أغلب الموانئ العالمية تقوم باتفاقيات سنوية مع شركات النقل البحري؛ فهذا يمكن صاحب السفينة من تحديد نسبة الأرباح مسبقا بما أنه ضمن سوق النقل عبر هاته الإتفاقية، والموانئ التي تتبع هاته السياسة ( الخط الدائم، ligne régulière)، تفتح التنافس بين شركات النقل، فشركات النقل تعتمد على هامش ربح ضئيل في الحاوية من أجل الفوز بصفقة النقل،
وبالتالي يمكن التخطيط مسبقا إلى تواريخ الدخول إلى الميناء مسبقا، وبالتالي السفينة لا تضطر إلى الإنتضار في البحر من أجل الدخول إلى الميناء.
أما في الجزائر فليس هناك خطوط دائمة للحاويات ( ligne régulière)، فالسفن عندما تصل إلى المناء تضطر للإنتضار لأيام وأسابيع أو أشهر، ببساطة لأنه ليس هناك تخطيط، فمالك السفينة يقوم برفع تكلفة نقل السلع إلى الجزائر من أجل تعويض أيام الإنتضار في البحر، وإضافة إلى ذلك فهو لا يعرف مدة الإنتضار ما يؤدي إلى رفع تكلفة النقل إلى أكثر ما يمكن من أجل تجنب الحسائر، وهناك تعويضات يدفعها الزابون ( المستورد) إذا كان الميناء هو سبب تأخير عملية النقل( les staries et les surestaries). وهاته التعويضات تكون ضعف تكلفة النقل أو اضعاف حسب مدة التأخير.
لماذا ليس هناك إتفاقيات مباشرة مع شركات النقل ولماذا السفن تضطر إلى الإنتضار في البحر قبل الدخول إلى الموانئ الجزائرية.....