هكذا سقط الحكم العربي الأموي بشمال أفريقيا:
عام 740 ميلادية، اندلعت الثورة في طنجة ضد الحكام العرب الأمويين بسبب كثرة الضرائب والعنصرية الواضحة الفاضحة التي تغلغلت في كل تفاصيل الحياة، بل امتد الطغيان العربي الأموي إلى حد إصدار قانون يعتبر الأمازيغ شعباً محتلاً، بحيث يجوز للحكام العرب أن يفعلوا بهم وبأملاكهم ما يشاؤون!. وكان هذا اعترافاً صريحاً بأن الأمويين مستعمِرون لا أكثر ولا أقل. فثار ضدهم الجبّالة في البداية بقيادة ميسرة المدغري، وتمّ القضاء على الجيش العربي وأشراف العرب في معركة "النبلاء" حيث تلقى الجيش العربي هزيمة نكراء، وسرعان ما امتدت الثورة إلى سوس جنوباً، ثم امتدّت شرقاً إلى تلمسان حيث أصيب العرب بالرعب، واستنجدوا بالخليفة هشام بن عبد الملك، فصاح متغطرساً: "والله لأغضبنّ عليهم غضبة عربية، ولأرسلنّ إليهم جيشاً آخره عندهم وأوّله عندي". وباختصار؛ أرسل جيشاً عدده 70 ألف جندي، فتمّ القضاء عليه في معركة "بغدورة" بناحية وادي السبو، حيث انتهى الجيش العربي وعلى رأسه قائده الأعلى وحاكم القيروان. وكانت تلك الضربة القاضية للحكم الأموي العربي في شمال أفريقيا، و يُقال أنّ ثلُث الجيش الأموي قُتل، وثُلُث أُسر، وثُلث هرب وتحصّن في سبتة، ثم عبر البحر هارباً إلى الأندلس، ومن هناك عاد إلى الشرق الأوسط. وكانت هذه النهاية الرسمية للحكم العربي الأموي الذي طالما تستّر بالإسلام، ولم يبقَ منه في شمال أفريقيا سوى اللغة العربية وبعض الدعاة المسالمين هنا وهناك، وكان الأمر تقريباً شبيهاً برحيل الفرنسيين بعد ضربة جيش التحرير القاضية.