القصة الكاملة لنهاية الفنيقيين في شمال أفريقيا
سقوط قرطاج وإحراقها وهدمها على رأس ساكنيها وحرث موقعها وذر الملح عليها
على الذين ينسبون أنفسهم للعدم والبائدين أن يبحثوا على قوم مشرقي اخر
سقوط قرطاج ( اول ابادة عرقية في التاريخ واعظم محرقة ) ..
بقلم الدكتور أسامة بقار أستاذ محاضر ورئيس قسم التاريخ بجامعة تونس .
في مثل هذا الشهر من سنة 146 ق.م دُمرت قرطاجة وأبيد سكانها؛
1-بعد حصار دام ثلاث سنوات (149-146 ق.م) وبعد انسحاب المحاربين النوميديين من جيوش قرطاج وانضمامهم إلى جيش مملكة نوميديا الصاعدة تمكن الرومان من إقتحام مدينة "قرطاجة" التي أنهك الجوع والتعب سكانها، إقتحام أسبقه "سكيبيو إيمليانوس" بعملية استحضار آلهة القرطاجيين evocatio لمساعدته، حيث وعد "بعل" و"تانيت" بقرابين إن ساعداه على النصر
2-بدأ الإقتحام في شهر أفريل، وهذا بعد إكمال عملية الردم التُرابي والصخري terre-plein للميناء التجاري القرطاجي، فتم الدخول من الساحة الرئيسية للمدينة، أين استهلوا اقتحامهم بنهب معبد "أبولو" الذي انتزع كل ذهبه، لينتقلوا بعدها لحرب الشوارع، والتي كشفت حسب "لوبوهاك" أنه بالرغم من يقينهم بمصيرهم المأساوي لم يقاوم القرطاجيون لانهم تجار بدينون، جبناء وكسولاء ولأن أغلب المحاربين النوميدين انسحبوا وانضموا إلى جيش ماسينسا .
". بدأت حرب الشوارع من "الأغورا" بهدف الوصول لمرتفع "بيرصا"، فكان يوجد في قرطاجة ثلاث طرق أو شوارع رئيسية، كل منها مُحاطة بمباني ذات 6 طوابق، كان الجنود الرومان يقتحمون الزقاق تلوى الآخر، وينتقلون من سطحية منزل لأخرى، في عملية تتناوب عليها الكتائب لعدم إعطاء أي راحة لسكان قرطاجة، وكان يُزامن هذا قيام الرومان بإشعال منازل الذين قتل سكانها، ويتم رميهم دون استثناء؛ أطفال، رجال، شيوخ وعجائز، شباب وكهول في تلك النيران الهائلة، مع قتل كل من يتم مواجهته في الشوارع والتنكيل به، عملية استمرت ستة أيام وستة ليالي مكنت الرومان من الوصول لهضبة بيرصا التي إجتمع فيها حوالي 55 ألف شخص من بقوا أحياء، حيث تم محاصرتهم فيها، ففيهم من استسلم ليباع في أسواق النخاسة، وفيهم من قاوم للنهاية، وكان من بينهم زوجة "هاصدربعل بويتارك" التي استسلمت صاغرة .
3-خضعت المدينة، وأبيد سكانها الذين يُقدرون حسب "سترابون" بـ 700 ألف نسمة، لكن الباحثين المعاصرين قدروا سكانها بما بين 200-400 ألف نسمة، لقد كانت "أول إبادة عرقية في التاريخ" The First Genocide حسب المؤرخ الشهير "بن كيرنان"، عملية الإبادة أعقبها بيع من بقي حيا من القرطاجيين في أسواق النخاسة، وتخريب كل عمرانها وحرقه، مع رش كميات كبيرة من الملح على أراضيها حتى لا ينبت فيها زرع مُجددا.
4-لقد كان إبادة القرطاجيين وتدمير مدينتهم بمثابة "الحل الأخير" للرومان لإنهاء المشكلة القرطاجية التي أرقتهم لأكثر من 100 سنة، وبذلك قضى الرومان على منافسهم التجاري والعسكري في البحر المتوسط عبر هذه المأساة التاريخية أو هذه "الجريمة المجانية" على حد تعبير آخرين، وبذلك. اختفت قرطاجة سياسيا وثقافيا وعرقيا من شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط سنة 146 ق.م .
Traduit de l’anglais (États-Unis) par Daniel Arapu.
Notes
[1]
M. Dubuisson, « “Delenda est Carthago :” remise en question d’un stéréotype », Studia Phoenicia X, guerres puniques, Louvain, 1989, p. 279-87 ; F. Limonier, « Rome et la destruction de Carthage : un crime gratuit ? », Revue des Études Anciennes, 101, no. 3-4, 1999, 405-11 ; W. Huss, Geschichte der Karthager, Munich, 1985, p. 436-57 ; E. Maroti, « On the Causes of Carthage’s Destruction », Oikumene 4, 1983, p. 223-31.
[2]
Plutarque, Les Vies d’Aristide et de Caton, tr. D. Sansone, Warminster, 1989, p. 159 ; Serge Lancel, Carthage, Oxford, 1995, p. 410 ; E. Badian, Foreign Clientelae (264-70 av. J.-C.), Oxford, 2000, p. ة ة 130-33.
[3]
Polybe, 36.2.1 ; W. V. Harris, « Rome