الغزوات المتكررة على القسطنطينية 
الغزوات المتكررة على القسطنطينية  11228
شهِدت القسطنطينية في التاريخ الاسلامي ١١ حملة كبيره  و محاولة فتح ممتدة طوال ٨٠٠ سنة، ابتداءا من اول حصار اسلامي لها في عهد الخليفة الاموي معاوية بن ابي سفيان (666م) انتهاءاً بالسلطان العثماني محمد الثاني (1453م) و الذي لُقّب لاحقا بالفاتح نسبةً لفتحه القسطنطينية.
قال الرسول الكريم "لتُفتَحنّ القسطنطينية فلنِعم الأمير أميرُها و لنِعم الجيش ذلك الجيش" رواه أحمد و الحاكم و ذكره البخاري في التاريخ الكبير، كان فتح المدينة حلما غالياً و أملاً عزيزاً راود القادة و الفاتحين المسلمين فطوال ٨ قرون من المحاولات لم تخبوا العزائم، فالمدينة اكتسبت اهميتها من كونها عاصمة الامبراطورية الرومانية بالاضافه الى كونها المدخل البري الوحيد من بلاد المسلمين الى اوروبا فلو كُتِب للمدينة السقوط منذ عهد الخليفة معاوية بن ابي سفيان لتغيّر شكل العالم الذي نعيش فيه اليوم.

المحاولة الاولى في عهد معاوية استمّرت ٧ سنوات  كامله تخللتها عمليات حربية متواصلة ضد اساطيل الروم في مياه المدينة، و كذلك فشلت محاولة الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك في فتح المدينة (719م) و الذي ظل محاصرا لها حتى وفاته فقام خليفته عمر بن عبد العزيز بسحب ما تبقى من الجيوش و قُدرَت خسائر المسلمين وقتذاك بين ال ٥٠ الى ٨٠ الفا، مسببةً نكسةً كبيره في الفتوحات الاسلامية الواسعه التي تمت في عهد أخيه الوليد بن عبد الملك. ثم توالت الحصارات في عهد هارون الرشيد و السلطان بيازيد الاول (اضطُر لفك الحصار بسبب الاجتياح المغولي لبلاده من الجنوب بقيادة تيمورلنك فعاد و قاتلهم في معركة انقره و أسِر فيها و مات لاحقا اثناء اسره) و مراد الثاني (اضطر هو الآخر لفك الحصار لإخماد ثورةٍ ضده في البلقان) و لم يُكتب لجميعها النجاح بسبب حصانة اسوار المدينة و النار الاغريقية المستخدمه للدفاع عنها.
ومن العوامل التي ساعدت على سقوط المدينة؛  بناء قلعة روملي حصار في اضيق نقطه في البوسفور بمقابلة اسوار المدينة للمساهمه في صد اي هجمات اثناء الحصار و لدك اسوار المدينه بالمدفعيه المثبته على اسوارها. المدفعية العثمانية فقد تم تصميم مدفع عملاق يزن ٧٠٠ طن خصيصا لهذه الحرب، خطة السلطان بنقل السفن العثمانية برا الى داخل الخليج  (القرن الذهبي)متجاوزين السلسلة العملاقه فأربك ذلك دفاعات المدينة، الجيوش الجراره المشاركة في المعركة حيث قدرتها المصادر ب ٢٠٠ الف مقاتل و ٣٥٠ سفينة من الاسطول العثماني و التي ساهمت بفرض طوق بحري حول المدينة و ان كانت قد خسرت في بداية الحصار معركة مع ٥ سفن قادمة من البندقيه تمكنت من كسر الحصار و قامت بايصال المؤن للمحاصرين.

تخلي اوروبا او الكنيسة الكاثوليكية عن الدفاع عن القسطنطينية على الرغم من موافقة البطريك الشرقي في ان يُخضِع كنيسته الشرقية للكنيسه الغربية الكاثوليكية في مقابل الدعم الاوروبي و تنظيم حملة صليبية اخرى للدفاع عن المدينه لكنه قوبل بفتور من كبار ملوك اوروبا حيث كان المزاج العام في تلك الفتره ضد الحروب الصليبيه و مع الحروب للمصالح الخاصه لكل دولة و بذلك كسب البطريك عداء شعبه الشرقي و الذي كان يعاني اصلا الفقر و ارتفاع الضرائب مما ساهم كثيرا في انخفاض الروح المعنوية.
المصادر:
علي حسون - تاريخ الدولة العثمانية.
محمد عبد الله عنان - مواقف حاسمة في تاريخ الاسلام.