الامازيغ الفراشيش و زعيمهم المظفر انطلاس
الامازيغ الفراشيش و زعيمهم المظفر انطلاس 1191
إنقسمت إفريقية  في أواخر العصر الروماني إلى عدة ممالك مؤسسة من قبل قبائل أمازيغية أشهرها  مملكة النمامشة  بولايتي الكاف وسليانة حاليا وجزء من سوق أهراس وتبسة ,مملكة شارن (الشوارنية)  , كنفدرالية لفراشيش بمنطقة السباسب من شرق تبسة حتى إيبازيسن أي الساحل التونسي , كنفدرالية ورغمن بالجنوب الشرقي التونسي وجزء من التراب الليبي .. خاضت هذه الممالك عدة معارك مع الرومان و البيزنطيين و الوندال  أبرزها معارك القائد أنطلاس ضد البيزنطيين . و انطلاس إبن أفنفان هذا هو زعيم  الفراشيش  و عاصمة الفراشيش في ذلك الوقت هي تالا بالقصرين .و لقد بدأ أنطلاس في قيادة المعارك منذ أن كان عمره 17 سنة ضد الوندال و ضل يشتبك معهم من 523 الى 532 أي مدة 9 سنوات و كبدهم خسائر فادحة أجبرتهم على التقهقر و مهادنتهم له و ازداد نفوذ القبيلة اللتي تحالفت مع قبائل أخرى و بعد نزول البيزنطيين في بر إفريقية و احتلالهم مناطق الوندال الضيقة  توددوا إلى القبائل الأمازيغية و نذكر أنهم كانوا يقدمون لأنطلاس راتبا سنويا مقابل مهادنته لهم و لكن إثر تقويهم بدؤا في المناوشات و من ثم قتلوا أخ أنطلاس فغضب هذا الأخير و ازداد غضبه بعد أن قتل البيزنطيون ثمانين شيخا من لواتة  فبعث  أنطلاس لتنظيم صفوفه إستعدادا للحرب و لتأديب البيزنطيين مثلما أدبوا سابقا الوندال فنظمت الصفوف و حضّر الفرسان سيوفهم . و طرد الملاك البيزنطيون من مزارعهم و بدأ الأمازيغ  في الغليان و قتلوا عددا كبيرا من البيزنطيين و خربوا الكنائس فحرقت الصلبان و علقت قرون الثور وهي إشارة لإعلان الحرب فالثور هو رمز للإلاه أغورزيل إلاه الحرب . و كان الأمازيغ قد ارتدوا عن الدين المسيحي ارتدادا جماعيا لما رؤوا من ظلم للرومان بإسم الدين فرجعوا لمعتقداتهم القديمة .
الامازيغ الفراشيش و زعيمهم المظفر انطلاس 11250
و تحركت لواتة فاكتسحت منطقة ئبازيسن المسماة اليوم الساحل التونسي  فطردت البيزنطيين منها و دمرت كنائسهم و نكلت بهم أشد تنكيل انتقاما لمقتل ثمانين شيخا منها و لكن  قائد البيزنطيين بعث برسالة لهم تفيد استعداده للسلام و اعتذاره عن قتل الشيوخ و أنه سيحلف على الإنجيل أنه لن يعيد الكرّة و لكن لواتة سخرت منه و أخبرته أنها ستحاربه و ستختبر قوة هذا الكتاب المسمى الإنجيل فاستعد القائد البيزنطي  للحرب و تحصن في تبسّة. و كان أنطلاس قد هزم البيزنطيين في عدة معارك سابقة و انظم للواتة و بعد يوم تلاقى الجيشان و هزم البيزنطيون شر هزيمة و هرب قائدهم  و لكن فرسه تعب فتعثر ليسقط  فحمله حارسه و وضعه على الفرس مرة أخرى لكن القائد ضعف فلحق به فرسان الأمازيغ فقتلوه هو و ثلة من حرسه. و للأمانة نذكر أسامي عدة قواد أمازيغ أخارون في تلك الفترة مثل فزمول و يبداس و يرنا و كركزان و غيرهم اللذين نجحوا في إبادة جيوش عن بكرة أبيها و قتل عدة جنيرالات بيزنطيين و وندال و أضعفت هذه الفترة البربر كثيرا و استنزفت قوتهم مما سهل المهمة على الغزات العرب  ورغم هذا لم يدخل الأمازيغ الإسلام إلا بعد 12 ردّة.