معركة "أقليش" في الأندلس التي أفنت جيش ألفونسو ولم ينجُ إلا 500 فارس
بعد هزيمة ألفونسو السادس في معركة الزلاقة الشهيرة تهيب من الدخول في صدام مباشر مع المرابطين بعد أن عرف قوتهم عن كثب، وحين توفي أمير المرابطين والقائد العظيم «يوسف بن تاشفين» عاودته أحلامه في استرداد الأندلس وحاول استغلال ظروف الانتقال السياسي بالمغرب لصالح دولته، حيث أتته أخبار تشير إلى أن خليفة يوسف بن تاشفين لم يتجاوز 22 من عمره وأن ابن أخيه رفض بيعته، كل ذلك جعله يتحمس للأخذ بثأره بعد معركة الزلاقة.وهكذا أمر «ألفونسو» رجاله بشن الغارات المتواصلة على الولايات المرابطية المتاخمة لحدود بلاده.
كان خطر ألفونسو يتعاظم يومًا بعد يوم وعملياته الحربية تزداد خطورة وشراسة
وليس هناك إلا أمر من بين اثنين:
أن ينهض شخص من المغرب يعيد للأندلس مجد الزلاقة وبطولاتها.
أو أن تضيع الأندلس للأبد..
ولم يكن هذا البطل المخلص غير "علي بن يوسف بن تاشفين"
تولى علي بن يوسف حكم دولة المرابطين بعد أبيه بمباركة كل الفقهاء المرابطين.
إن صغر سن علي بن يوسف لم يحل دون تمتعه بالحكمة وبعد النظر وما تقريبه للعلماء ومشاورتهم إلا دليل على نضجه المبكر.
أصدر علي بن يوسف أوامره لأخيه تميم بالتحرك نحو مدينة «أقليش» الحصينة في أواخر رمضان سنة 501هبرفقة قائدين عظيمين من قادة المرابطين وهما محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة بجيش بلغ عدده 30 ألف مجاهد تقريبًا.
وحين علم ألفونسو باقتراب الجيوش المرابطية أرسل إليهم قائده «البرهانس» لملاقاتهم برفقة ابن ألفونسو الوحيد «سانشو» الذي لم يكن يتجاوز 11 وقيل 15 من عمره.
وعدد جيش ألفونسو 60 ألف مقاتل تقريبًا.
وفي يوم الجمعة 16 شوال اصطدم الجيشان في قتال عنيف ورغم تفوق الجيش الإسباني عُدةً وعتادًا استطاع المرابطون هزيمته، وقتل في المعركة يومها سبعة من الكونتات الذين كانوا يؤلفون حاشية الأمير؛ فسميت المعركة بمعركة «الكونتات السبعة»، كما قتل سانشو فحزن والده ألفونسو لمقتله حزنا عظيما، وضربه الحزن بسبب وفاة ابنه الوحيد و توفي في السنة التالية.
وقتل جميع جيش ألفونسو ولم ينجُ إلا 500 فارس تقريبًا..
ولم تكن أقليش المعركة الوحيدة التي سيخوضها علي ضد أعدائه فقد عبر المضيق عام 503ھ وحاصر طليطلة ثم هاجم مدريد وهزم النصارى في معركة «القضاة» في نفس السنة، و ضم سرقسطة إلى ملکه عام 505 وحارب القوى النصرانية عام 528 وهزمها مجددًا في معركة «إفراغة».
وتوفي علي بن يوسف بن تاشفين عام 537ھ بمراكش عن عمر يناهز ستين عاما.