لالة فاطمة نسومر (عذراء الجبل)
امرأة مسلمة أمازيغية جزائرية , إستطاعت بكل ما تملك الأنثى من سلاح أن تقهر أعلى الرتب العسكرية في الجيش الفرنسي الاستعماري الذي أراد أن يقتحم عرين اللبؤة ،ناهيك عما امتازت به من الأدب تدين والذكاء الخارق ، وما انفردت به من بطولة وشجاعة ودراية وحنكة في إدارة المعارك ، وهي التي واجهت عشرة جنرالات من قادة الجيش الفرنسي خرجي اعرق المدارس العسكرية الاوروبية فلقنتهم دروس في العسكرية وهي خريجة زاوية دينية لم يتعدى سنها 20 سنة عندما بدات الجهاد .
أشتهرت عند الفرنسيين و منهم المؤرخ لوي ماسينيون بلقب "جان دارك جرجرة" تشبيها لها بالبطلة الفرنسية القديسة "جان دارك"، غير أنها كانت ترفض ذلك اللقب مفضلة لقب "خولة جرجرة" نسبة إلى "خولة بنت الأزور" المجاهدة المسلمة التي كانت تتنكر في زي فارس وتحارب إلى جانب الصحابي خالد بن الوليد.
ولدت لالة فاطمة بقرية امازيغية بمنطقة جرجرة الشامخة. في نفس السنة التي دخل الفرنسيون فيها لمدينة الجزائر سنة 1830م وتربت نشأة دينية، و تذكر المصادر التاريخية ما كان للمرأة من خصائص تميزها عن بنات جيلها ،من سحر الجمال ورقة الأدب . وعند بلوغها السادسة عشر من عمرها زوجها أبوها ، لكن عندما زفت لزوجها تظاهرت بالمرض فأعادها إلى منزل والدها و رفض أن يطلقها فبقيت في عصمته طوال حياتها . و آثرت حياة التنسك والانقطاع والتفرغ للعبادة ،كما تفقهت في علوم الدين .
لم تكن لالة فاطمة نسومر غافلة عما يجري حولها من تطورات في المنطقة ، حيث كانت على علم بتحركات القوات الفرنسية التي بدات تتوسع لاحتلال كل الجزائر ، و عندما شن الجيش الفرنسي حملة على منطقتها تركت حياة الانعزال و التزهد و أظهرت شجاعة كبيرة . وقد شاركت الشريف بوبغلة احدى معاركه التي جرح فيها فأنقذته لالة فاطمة ووقفت إلى جانبه تحرض الناس على الجهاد في سبيل الله ، فذاع صيتها ، بعدها شاركته في أغلب المعارك التي خاضها سنة 1854 ضد القوات الفرنسية بقيادة الجنرال وولف ، حيث أظهرت فاطمة نسومر شجاعة فائقة ونادرة جدا حيرت كبار الضباط الفرنسيين ، حققت انتصارات كبرى ضد الصليبيين و عند استشهاد الشريف بوبغلة باذن الله تعالى لم تتوقف بل واصلت المقاومة، غير أن عدم تكافؤ القوى أدى إلى انسحابها نحو جبال جرجرة الشامخة الشديدة البرودة و تحصنت بها و كونت فرقا سريعة من المجاهدين يتبعون مؤخرات الجيش الفرنسي و يقطعون عليهم طرق المواصلات و الإمدادات و يقتلون الخونه. كما قتلت منهم 10 جنرالات و العديد من الجنود .
حينها جند الماريشال الفرنسي راندون سنة 1857 جيشا قوامه 45 ألف رجل بقيادته شخصيا، وبمؤازرة الماريشال ماك ماهون ، بينما كانت هي لا تملك الا جيش من المتطوعين قوامه 7 آلاف رجل وعدد من النساء ، وعندما احتدمت الحرب بين الطرفين خرجت فاطمة في مقدمة الجميع تلبس لباسا حريريا أحمر كان له الأثر البالغ في رعب عناصر جيش الاحتلال. وقد خاضت معهم معارك طاحنة رغم قلت جنودها و عتادهم
تهزم منهم و تاسر ، مما أدى بالقوات الفرنسية إلى الاستنجاد بقوات جديدة و عتاد حديث من فرنسا ، و اتبّاع قوات الاحتلال أسلوب التدمير الجبان و الإبادة الجماعية، بقتل كل أفراد العائلات دون تمييز و لا رحمة و حرق الاراضي .
بعد الخراب و القتل الذي لحق بمنطقتها وافقت في الاخير ان تجلس للتفاوض ، إلا أن السلطات الاستعمارية كعادتها نقضت العهود ،إذ غدرت بأعضاء الوفد المفاوض بمجرد خروجهم من المعسكر حيث تمّ اعتقالهم و إعدامهم جميعا ، ثم أمر الجنرال روندون بمحاصرة ملجأ لالا فاطمة نسومر و تم أسرها مع عدد من النساء.
قد أبعدت لالة فاطمة الاقامة الجبرية ،و بقيت هناك ست سنوات تحت الحراسة المشددة إلى أن وافتها المنية في سبتمبر عام 1863 عن عمر يناهز 33 سنة على إثر مرض عُضال رحمها الله تعالى.


مسلسل عذراء الجبل الحلقة 1 الأولى | Adraa El Jabal HD



مسلسل عذراء الجبل شارة البداية | Adraa El Jabal HD



مسلسل عذراء الجبل الحلقة 3 الثالثة | Adraa El Jabal HD



مسلسل عذراء الجبل الحلقة 6 السادسة | Adraa El Jabal HD




مسلسل عذراء الجبل الحلقة 10 العاشرة | Adraa El Jabal HD



مسلسل عذراء الجبل الحلقة 16 السادسة عشر | Adraa El Jabal HD




مسلسل عذراء الجبل الحلقة 18 الثامنة عشر | Adraa El Jabal HD




مسلسل عذراء الجبل الحلقة 19 التاسعة عشر | Adraa El Jabal HD




مسلسل عذراء الجبل الحلقة 23 الثالثة والعشرون الاخيرة | Adraa El Jabal HD





لالة فاطمة نسومر (عذراء الجبل)  Lala_f10