ماذا يوجد فى مركز مجرتنا؟
يشاهد الراصد مركز المجرة (درب التبانه) في كوكبة تسمى رامي القوس
وهو يختفي خلف السحب الكثيفة القاتمة التى تحجب رؤياه مباشرة
ورصده في نطاق الضوء المرئي.
ولقد بدأ العلماء الفلكيين خلال النصف من القرن الماضي
رصد مركز المجرة بواسطة
تلسكوبات الأشعة الراديوية
وتلسكوبات الأشعة تحت الحمراء
ومسبارات الأشعة السينية
فأتاحت لنا بيانات وصور تساعد فى الفهم والتصور عن مركز المجرة والمنطقة القريبة منها.
اشعه راديويه
وجد علماء الفلك في المركز مصدرا قويا يشع موجات راديوية
وأسموه( الرامي أ*)
وتأتي التلك الأشعة من منطقة صغيرة ومحدده في مركزالمجرة
وتوجد في تلك المنطقة تجمعات هائلة من النجوم مكدسه ومحصورة
في منطقة ضيقه نوعا قطرها نحو 1 سنة ضوئية وتدور فيها حول المركز النابض والمشع بدورات سريعه للغايه تبلغ 100 سنة.
علاوة على ذلك وجدوا ثقبا أسودا فائقا ويبلغ نحو 1300 كتلة شمسية تدور حوله نجوم.
وأقرب نجم للمركز يدور حول هذا الثقب الأسود هو النجم إس2 ويبعد عن مركز المجرة 17 ساعة ضوئية في دورة تبلغ 2 و15 سنة.
وقد استطاع العلماء تحديد مساره بكل دقة عبر دورة كاملة،
ويستنتجون من حركة النجوم في دورات مركزية أنه لا بد وأن توجد في تلك المنطقة
- واتساعها نحو 15 مليون كيلومتر - كتلة تقدر بنحو 3و4 مليون كتلة شمسية على الاقل .
نشر البحث عام 2009 والتفسير المعقول والذي يتمشى مع مشاهدة ذلك التجمع الهائل للمادة
لا بد وأن يكون وجود ثقب أسود فائق القوه في مركزالمجرة.
إصدارات أشعة غاما
في يوم 9 نوفمبر 2010 اكتشف العلم الفلكي دوج فينكبانر من مركز هارفارد
سمثسونيان للأبحات الفلكية تم رصد فقاعتين ضخمتين شديدتي الطاقة
تنطلقان من وسط المجرة إلى الشمال وإلى الجنوب .
وتم اكتشاف ذلك بواسطة مرصد فيرمي الفضائي لأشعة غاما أيضا.
ويبلغ قطر الفقاعة منهما نحو 25.000 سنة ضوئية وتمتد عبر الفضاء في الجنوب من كوكبة العذراء إلى كوكبة الكركي.
ولا يزال تفسيرها غامضا.
حجم المجره درب التبانه
إذا عادلت المجره قرص قطره 10 كيلومتر وارتفاعه 1 كيلومتر
ويشغله في المتوسط 200 مليار جرثومة لكان كل متر مكعب منها به 3 جراثيم
ولكانت الشمس جرثومة بمقاييس 10 نانومتر.
وحتى مدار بلوتو لكان يبلغ 1و0 مليمتر،
ولكان بلوتو نفسه صغير مثل الأرض لأصبح في حجم ذرة واحدة.
من ذلك يتبين كيف أن كثافة النجوم في المجرة بالغة الصغر والمسافات بينها هائله
النجوم الاكبر والاقدم قرب المركز
يحوي الفرسخ الفلكي حول الرامي أ* آلاف من النجوم.
ورغم كون معظمهم نجوم حمراء قديمة تتبع النسق الأساسي
فإن مركز المجرة غني بنجوم بعمالقة عظيمة فائقة كبيرة الكتلة.
ويوجد بينها نحو 100 نجم من نوع نجم ولف-رايت ونجوم من التصنيف النجمي OB.
وتبدوا جميعها قد تكونت خلال عملية واحد لنشاة النجوم في البدايه منذ ملايين السنين الماضية.
مفاجأه غير متوقعه
كان وجود تلك النجوم الناشئة حديثا مفاجأة للعلماء حيث كان العلماء يعتقدون أن قوي المد الصادرة من الثقب الأسود الفائق الضخامة سوف يمنع تكون النجوم.
هذا التناقض الموجود بالنسبة لوجود نجوم ناشئة جديدة في مركز المجرة تستحوذ على دهشة العلماء وعلى الخصوص تلك النجوم التي تدور في افلاك ضيقة حول الرامي أ*
مثل النجم إس 2.
ويبدو أنهم متركزين في قرص واحد (طبقا لأحد المجموعات العلمية، UCLA)
أو ربما في قرصين (طبقا لمجموعة علماء معهد ماكس بلانك لفيزياء الفضاء)
أي يبدو أن تلك النجوم العملاقه ليست موزعة توزيعا عشوائيا خلال الفرسخ الفلكي في مركز المجرة. ولكن تلك المشاهدات لا تزال بعيدة عن الفصل الأكيد في ذلك وربما فى مستقبل قريب ينكشف المزيد من الاسرار .
المصدر:مواقع ألكترونية