مقتطف من دراسة ''التحية في اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية: المشترك اللفظي كمدخل لتفسير نشأة اللغة الإنسانية الأولى''
مقتطف من دراسة ''التحية في اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية: المشترك اللفظي كمدخل لتفسير نشأة اللغة الإنسانية الأولى'' 11371 
بعد إذن الكاتب، ولتعميم الفائدة، نقدم لكم في "ثيموزغا" مقتطف من مسودة لدراسة تحت عنوانها "التحية في اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية: المشترك اللفظي كمدخل لتفسير نشأة اللغة الإنسانية الأولى" قام بإعدادها الأستاذ الباحث "سفيان الهاني"، في أفق نشرها في إحدى المجلات العلمية المحكمة..
   (...) ثمة لفظة تداولتها الحركات الأمازيغية بشمال إفريقيا بقوة وفرضتها كمشترك لفظي بين أمازيغيات اليوم، إنها لفظة azul الدالة في الأمازيغية على التحية، التي دخلت إلى معجم أمازيغيات شمال تامازغا مع مولود معمري الذي اقترضها معجميا من أمازيغية جنوب تامازغا (تنوعات بلاد الصحراء الكبرى) والتي كانت وما تزال تنطق ahul. ومن المعروف كما رأينا، في المحور الأول، أن h تتبادل تاريخيا مع z، مما اضطر معها مولود معمري إلى تطويعها بما يتناسب مع الظواهر الصوتية لأمازيغيات الشمال التي تنطق الهاء التارقي زايا.
وبصدد ahul هذه، يحضرنا ههنا الجذر HL، الذي من مفارقات اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية أنها تشترك جميعها في صياغة كلمات عدة تحيل على الضياء والتحية، ومن الكلمات الدالة على الضياء نجد لفظة هلال العربية ولفظة taziri الدالة على القمر في الأمازيغية وغيرها كثير مما تختزنها الأمازيغية وغيرها من اللغات(12)، وأما ما يحيل على التحية فنجد معجما واسعا يشتمل على هلا وأهلا العربيتين وhello وhola وhey وhallo الهندو-أوربية.
مقتطف من دراسة ''التحية في اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية: المشترك اللفظي كمدخل لتفسير نشأة اللغة الإنسانية الأولى'' 111110
وبصدد توضيحنا ما أمكن الاختلافات والتبادلات الصوتية / الجذرية التي راكمتها اللغة الأمازيغية عبر مسارها التاريخي الطويل، قلنا، في المحور الأول، إن كل من الأصوات H وZ وC وS تتبادل فيما بينها جهويا / واقعيا وتاريخيا، بحيث افترضنا سلسلة تطورية ترى في الصوت / الجذر H الأنموذج الأول الذي سيتطور لاحقا إلى Z ثم إلى S ثم إلى C، وهو ما تثبته النماذج المعجمية التي تحتفظ بها أمازيغيات اليوم واللغات الأفرو-أسيوية واللغات الهندو-أوربية التي أوردناها بعضها والتي سنورد بعضها الآخر في صلب هذه الدراسة.
   وبصدد الجذر اللغوي HL التارقي كذلك، وتماشيا مع تطويع مولود معمري لهذا الجذر اللغوي إلى ZL لاستيعاب واقعية أمازيغيات الشمال خصوصا منها أمازيغيات ساحل المتوسط، نفترض وجود كل من الجذور المشتركة SL وCL كتبادلات صوتية / جذرية تجمع أمازيغيات اليوم في إطار سياقها اللغوي المقارن مع اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية، وفي إطار دلالتها التي تحيل على التحية والضياء كذلك. ومن الألفاظ التي تختزنها هذه اللغات (الأمازيغيات والهندو-أوربية والأفرو-أسيوية) هي لفظة salut التي تحتفظ بها اللغة الفرنسية وsaludos التي تحتفظ بها اللغة الإسبانية واللتان تحيلان على فعل التحية، وهما مشتقتان من جذر SL، موضوع التبادلات الصوتية مع الجذرين اللغويين HL وZL اللذان يحيلان في الأمازيغية والعربية على التحية كما رأينا سالفا.
   ولا ننسى أن هذه الجذور اللغوية المتبادلة صوتيا / واقعيا وتاريخيا، هي ما ستعطينا بصدد الحمولة اللغوية التي تحيل على التحية والضياء، كل من الألفاظ: azil (منتصف النهار) الأمازيغية، وsol (شمس في الإسبانية) وsoleil (شمس في الفرنسية) و'"هلال" العربية وiz'z'al (صلى) الأمازيغية و"صلى" العربية وغيرها كثير(13).
غير إن إحدى التطورات التي عرفتها لغات أفريقيا وآسيا والحوض المتوسطي، هي تلك اللاحقة الجذرية المتنوعة التي ستنضاف إلى الجذور الثنائية التي رأيناها سالفا، والمتمثلة في اللواحق (im وum وam) التي كسبت اللغات هذه جذرها M الذي سينضاف إلى جذورها اللغوية الثنائية، لتتحول إلى جذور ثلاثية هي كل من ZLM وSLM وCLM، وهي لاحقة نرى فيها تأثيرا فينيقيا-عبريا على لغات حوض المتوسط، الأفرو-أسيوية منها والهندو-أوربيا.
مقتطف من دراسة ''التحية في اللغات الأفرو-أسيوية والهندو-أوربية: المشترك اللفظي كمدخل لتفسير نشأة اللغة الإنسانية الأولى'' 11372
   ومن هذه الألفاظ التي سيختزنها هذا التطور الجذري في لغات حوض المتوسط وآسيا هي كل من "سلام" العربية و"شالوم" العبرية وzalam (النار) الإسبانية...(...)
فما السر الذي يحمله إلينا ارتباط الضياء (الشمس تحديدا كمصدره) بالتحية؟
 




المصدر:مواقع ألكترونية