فوياجر2 وحيده تمامًا في الفضاء بين النجمي
فوياجر2 وحيده تمامًا في الفضاء بين النجمي 11577
على وشْك فقدان الاتصال بالوطن!
إنها وحيدةٌ هناك في الفضاء السحيق، خاصةً عندما تسافر مركبةٌ فضائيةٌ إلى عمق الفراغ الشاسع، فحينَها يمكننا القول إن الفضاء بين النجوم “البَيْنَجْمِيَّ” هو الوطنُ بالنسبة للمركبة الفضائية.
اطلاق فوياجر2
بالطبع كان هذا دائمًا هو المصير المحتوم لفوياجر2 – التي أُطلقتْ منذ أكثرَ من 40 سنةً مضتْ، والتي تتربَّع الآن على هرمِ أطولِ مَهمَّةٍ لوكالة ناسا – والتي صُمّمتْ لتغامر بالخروج خارجَ حدودِ المجموعة الشمسية. ولعقودٍ مضتْ كانت الرحلة تسير على هذا النحو، ولكنّ الرحلة المذهلة على وشْكِ مواجهة تحدٍّ لم تواجهه مِنْ قبلُ في هذه الرحلة الطويلة والمعزولة.

كيف نتصل بالمركبه فوياجر2
ناسا أعلنتْ أنّ محطة الفضاء السحيق 43 والمعروفةَ اختصارًا DSS-43 – وهو الهوائيُّ الوحيدُ على كوكب الأرض الذي يُمكنه إرسالُ الأوامر للمركبة الفضائية – سيتم إطفاؤُه، ولن تكون مدةً قصيرةً. الوكالة تقول: إن الهوائيَّ والصحنَ العملاقَ الموجودَ في أستراليا، والبالغَ حجمُه حجمَ مبنًى مكتبيٍّ من عشرين طابقًا، بحاجةٍ ماسّةٍ للصيانة والتطوير، وهو الذي يشتغل منذ أكثرَ من خمسين سنةً، ولذا ليس من المستغرَب أنّ الأجهزة القديمة تحتاج للصيانة.
هل تحتاج فوياجر2 الى صيانه وتوجيه؟
ومع ذلك فهذه الصيانة لها ثمنٌ، فتقريبًا ولمدة 11 شهرًا - ستكون فوياجر2 بمفردها تمامًا، وستنتقل إلى المجهول في وضع التشغيل الهادئ المصمَّم للحفاظِ على الطاقةِ والحفاظِ على المركبة في المسار حتى يعود DSS-43 للعمل من جديد.
تقول سوزان دود، مديرة مشروع فوياجر من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا: “لقد أعَدْنا المركبةَ الفضائية إلى الحالة التي ستكون فيها على ما يرام، بافتراضِ أنّ كلَّ شيءٍ يسيرُ بشكلٍ طبيعيٍّ معها أثناءَ فترةِ انقطاع الهوائيِّ، و إذا لم تَسِرِ الأمورُ بشكلٍ طبيعيٍّ -وهو أمرٌ محتمَلٌ دائمًا، خاصةً مع مركبةٍ فضائيةٍ قديمةٍ- فإنّ خاصيةَ الحماية من الأعطال الموجودةَ على متن المركبة يمكنها التعاملُ مع الموقف”
انقطاع الاتصال مع فوياجر2
خلال فترة الصمت الإذاعيّ التي تُقارب السنة، سيكون الصمت باتجاهٍ واحدٍ، أيْ أنّ باقيَ الهوائيّاتِ بمجمع الاتصالات CDSCC سيتمُّ ضبطهنَّ لاستقبال أيِّ إشاراتٍ ستُبثُّ منْ طرف فوياجر 2 إلى كوكب الأرض، إنّ الأمر فقط هو أنَّنا لا نستطيع إرسالَ أيِّ أوامرَ لفوياجر2 في حالِ احتجنا لذلك. وفي حينِ إنّ وكالة ناسا فعلتْ كلَّ ما في وُسعها لإعداد فوياجر 2 لمرحلة قطع التواصل، فإنها لا تزال مقامَرةً – بالتأكيد هي محسوبةٌ- ولكنّها تبدو أيضًا مأزقًا غير مسبوقٍ في المدة الطويلة لهذه المَهمَّة الفضائية التاريخية.

هل تتوقف فوياجر2 عن العمل؟
وَفقًا للوكالة الفضائية، فإنّ أكثر الأشياء المجهولة وغيرِ المعروفة هي هل أنظمةُ التحكم في الدفع الآليةُ ستعمل بدقةٍ طوالَ هذه المدة؟ خصوصًا أنّها تُطلق عدةَ مراتٍ في اليوم لضمان أنّ هوائيَّ المركبة موجهٌ نحو الأرض، وأيضا ما إذا كانت أنظمةُ الطاقةِ المصممةُ لإبقاء خطوط الوقود في فوياجر2 ساخنةً بدرجةٍ كافيةٍ ستقوم بعملها.
ويأتي التحدي الجديد بعد أيامٍ فقط من تأكيد وكالة ناسا أنّ المركبةَ الفضائية استأنفتْ عملياتِها الطبيعيةَ بعد ذُعْرٍ في يناير، عندما حدث خللٌ في إجراءاتِ الحماية من الخطأ في فوياجر. هذا يعني أنّ المركبةَ الفضائيةَ أخفقتْ في إجراء مناورةِ طيرانٍ مجدولةٍ في 25 يناير. وقد عُملتْ تقييماتٌ دقيقةٌ مِن مهندسي وكالة ناسا على الأرض على إصلاح المشكلة في نهاية المطاف، حيث كان على وحدات التحكم الانتظار 34 ساعةً لكلّ استجابةٍ فرديةٍ من فوياجر2، بالنظر إلى وقت الإرسال 17 ساعة لإشاراتٍ تنتقلُ من وإلى المسبار البعيد!
اعاده تشغيل فوياجر2
هنا نأمل أنْ تُثبِتَ الأشهرُ الـ 11 المقبلةُ نجاحًا للمركبة فوياجر2 الوحيدةِ، التي تقع حاليًّا على مسافةٍ تزيدُ على 17 مليارَ كيلومتر من الأرض، وأكّدتِ المركبةُ عِلميًّا أنها دخلتِ الآنَ الفضاءَ بينَ النجوم، مثلُها مثلَ التوأم قبلها، فوياجر1 (الشيءُ الوحيد الآخر مِن صُنعِ الإنسان الذي سافر حتى الآنَ إلى تلك المَنطِقة).
عند إكمال تطوير وصيانة DSS-43، لن يعملَ التطوير على تعزيز اتصالاتنا مع فوياجر2 فحسب، بل يمكن استخدامُه في المستقبل للبعثات القادمة الأخرى، بما في ذلك بعثاتُ المريخ المستقبلية.

قبل ذلك، ربما تكونُ المسألة الأكثر إلحاحًا هي إعادة العلاقاتِ مع هذا الرائد الشهيرِ منذ عقودٍ فوياجر2، حيث تُبحِر بعيدًا، في رحلتها باتجاهٍ واحدٍ إلى النجوم.



المصدر: مواقع ألكترونية