تاركا " Targa في المفرد، و "تيركيو"Targuiw أو " تيركوين" Targuiwn في الجمع.
هي كلمة أمازيغية تعني "الساقية" الكبيرة التي شقها الإنسان لجر المياه، وقد تطلق كذلك في بعض المناطق الصحراوية على الجداول الطبيعية التي لا تجري فيها المياه إلا عند نزول الأمطار.
والكلمة منتشرة انتشارا واسعا في المجال الأمازيغي بمعناها الحقيقي وكأسماء أعلام جغرافية وبشرية.
فقد ذكر البكري أن بنواحي مسيلة الجزائر :《مدينة للأول خربة يقال لها تشليقة، فيها جدولان من ماء عذب جلبه الأول إليها يقال لها "تارقا انوودي" [تاركا ن_ وودي]، تفسيره ساقية السمن...》. وقال صاحب الاستبصار، نقلا عن البكري :《ومن أراد الدخول من وادي درعة إلى بلاد السودان، غانة وغيرها، فليمشي من وادي درعة نحو خمسة مراحل إلى وادي ترجا [تاركا] وهو في أول الصحراء...》، ومعنى هذا أن ما يسمى اليوم 《الساقية الحمراء》، هو ترجمة حرفية لإسمها الأصلي 《تاركا زكواغن》. والجدير بالذكر أن قرية تسمى 《تاركا ن_ءيزكواغن》 توجد إلى اليوم قرب تافينكولت بعمالة تارودانت.
ويبدو أن التاركيين المعروفين بوسط الصحراء الكبرى، اكتسبوا اسمهم من اسم بلدهم الأصلي 《تاركا》 الذي كان في منطقة فزان بليبيا. وعن هؤلاء كتب عبد الوهاب بن منصور مايلي :
《تاركة بجيم بدوي إحدى قبائل الملثمين بالصحراء، والنسبة إليها تاركي، جمع تواركة وتوارك، والاسم الأخير حرفه تراجمة الشرق إلى طوارق...》.
واذا أثرنا موضوع "تاركا" كمؤسسة اجتماعية ذات أهمية قصوى في حياة الجماعات المستقرة في كثير من أرجاء شمال إفريقيا، فإن ذلك لايمكن أن يكون إلا إشارة سريعة إلى موضوع هام وشاسع يبدو أنه لم يحظ بعد باهتمام خاص من قبل الباحثين في مجال التاريخ الإجتماعي بالمغرب.
إنه موضوع تاريخ الري بالمغرب والذي تعتبر فيه 《تاركا》كموجود ملموس وكمؤسسة اجتماعية بالغة الأهمية في حياة الجماعة، عنصرا حساسا يعكس بما يثير حوله من أحداث وعلى المدى الطويل، التاريخ العميق للجماعات المتساكنة في مجالات حيوية قد تكون صغيرة أو قطاعية أو واسعة.
وإذا علمنا أن لكل "تاركا" في المغرب نظاما مقتنا، وتاريخا قد تكرسه وثائق شفوية أو مكتوبة، اتفاقية أو صراعية أو قضائية أو دراسات معاصرة، فإننا سندرك أن القيام بدارسة هذا الموضوع شئ ممكن. وإذا تم ذلك على أحسن مايرام فسيكون لا محالة خطوة ثابتة في سبيل تعميق البحث التاريخي في بلادنا.
__________________________________