اكتشاف كوكب جديد بضعف كثافة الأرض وعلى بعد 300 سنة ضوئية!
اكتشف علماء الفلك كوكب خارجي جديد أثار لديهم الحيرة الشديدة لما يمكن أن تكون عليه الطريقة التي تكوّنت بها الكواكب العملاقة، فهذا الكوكب والذي أطلقوا عليه اسم HD-114082b لا تتطابق خصائصه مع أي من النموذجين السائدين اللذين وضعهما العلماء لطريقة تشكيل الكواكب الغازية العملاقة، فهو ثقيل للغاية بالنسبة لعمره والمقدر بنحو 15 مليون سنة فقط.
لا يتفق تشكيل HD-114082b مع أي من النموذجين اللذين وضعهما العلماء لطريقة تشكيل الكواكب الخارجية.
يعتبر HD-114082b واحدًا من أصغر الكواكب الخارجية التي تم اكتشافها على الإطلاق.
دراسته تفتح المجال للتعرف الأكثر دقة على الطريقة الحقيقية التي تشكلت بها الكواكب الخارجية.
فقد وضع العلماء نموذجين تقريبيين للطريقة التي تشكلت بها الكواكب عبر ملايين السنين، أحدهما هو البداية الباردة، والآخر هو البداية الساخنة.
ففي تشكيل الكوكب من بداية باردة يُعتقد أن الكوكب الخارجي يتشكل عبر تجميع حصاة تلو الأخرى من الحطام الذي يدور حول النجم فتنجذب إلى بعضها إلكتروستاتيكيًا ثم تزيد الجاذبية وبالتالي ترتفع سرعة النمو، وكلما أصبحت أكثر ضخامة فإن هذا يُحفز تراكم الهيدروجين والهيليوم بشكل جامح لأنهما أخف العناصر المعروفة في الكون وبالتالي ينتج عن هذا التراكم تشكيل الغلاف الغازي حول القلب الصخري.
أما البداية الساخنة فهي تُعرف بأنها عدم استقرار في التشكيلات التي تدور حول النجم فينهار جزء منها بسبب الجاذبية مكوِّنا كوكب خارجي مكتمل التكوين وليس له قلب صخري وهذا يؤدي لاحتفاظ الغازات بدرجة حرارتها المرتفعة لفترات طويلة.
ويرجح العلماء أن نوعي الكوكبين بمهما اختلافات مميزة يمكن مراقبتها. ولكن ما أثار حيرتهم بشدة في الكوكب HD-114082b أنه لا يمكن أن يكون تشكّل بشكل بارد لأنه غازي تماما، أما عن البداية الساخنة فإن حجمه وكثافته الكبيرة للغاية والتي تبلغ ضعف كثافة الأرض تجعلهم يمتنعون أيضًا عن هذه الفكرة، أي أنه يجمع بين صفات الكواكب ذات البداية الباردة والساخنة.
وتؤكد عالمة الفيزياء الفلكية أولغا زاخوزاي من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك في ألمانيا أن كثافة هذا الكوكب الجديد تبلغ ضعفين إلى 3 أضعاف كثافة أي كوكب غازي عملاق يبلغ من العمر 15 مليون سنة، وأنه على بُعد 30 سنة ضوئية.
إن HD-114082b يعتبر واحدًا من أصغر الكواكب الخارجية التي تم اكتشافها على الإطلاق، ويأمل العلماء أنه مع المزيد من دراسته وجمع البيانات عنه سواء ببيانات السرعة الإشعاعية أو من خلال دراسة درجة سطوع النجم فإنهم سوف يتمكنون أكثر من طريقة فهمه والتي قد تكون فرصة أكبر لمعرفة الطريقة الأكيدة لتشكيل الكواكب خارج المجموعة الشمسية، وهو الأمر الذي يجهله العلماء تماما رغم كثرة النظريات في هذا الشأن.
المصدر: مواقع ألكترونية