المحاربة الأمازيغية العذراء ( أسبوتي )
المحاربة الأمازيغية العذراء ( أسبوتي ) 1-113
هذه الأميرة الأمازيغية خلد إسمها في أكبر  ملحمة في الأدب اللاتيني للشاعر ” سيليوس ايتاكلوس ” التي تتحدث عن الحروب البونيقية الثلاث التي اشعل فتيلها فتى قرطاج العبقري الجنرال هانيبال في سنة 219 قبل ميلاد سيدنا المسيح .٠
و الملحمة المسماة  ” punica ”  تتألف من أكثر من 12000 بيت ،  وهذه الجزئية التي تتحدث عن بطلتنا الأمازيغية الأميرة  ” أسبوتي ” .
يقول سيليوس ايتاكلوس واصفا قومها الليبيين و نسبها و نسب أبيها و حكمه :
” كانت ابنة هيابارس القرمنتي و هو كان ابن أمون يحكم بسلطة نافذه كهوف ميدوسا ابنه فوركوس  , و المكاي القاطنين بجوار نهر كينوبو القورينيين من تلهبهم الشمس اللافحة , كان يطيعه النسامونيون رعيته بالوراثة و الغايتولي الراكبون خيولهم دون عنان , و قد بنى بالحورية تريتونس و منها رزق بالاميرة ….. “
( إذن هي إبنة الملك هيابارس المستمد سلطته الشرعية للحكم من الإله آمون و الذي يحكم في القبائل الليبية بدولة ليبيا الحالية المكاي / النسامونس/ و الجيتول وحكمه كان بالوراثة أي عائلة ملكية قديمة  )
وفي وصفه للأميرة العذراء يقول :
كانت عذراء متوحدة , قضت بواكير سنينها و هي تصيد في الغابات , لم تنعم يدها سلة للصوف أبدا , ولم يشغلها المغزل قط ...
( إذن يقول أنها غير متزوجة ووحدانية ولم يغريها الأعمال العادية التي تقوم بها باقي الفتيات من غزل وصوف   )    
ويصفها في مقطع موالي و هي في زي الحرب قائلا :
” في ثيابها الوطنية برزت , و شعرها الطويل مشبك بهبة من حوريات الهسبرديس , و ثديها الأيمن عار استعدادا للمعركة , يلمع درعها على ساعدها الايسر , و ترس الامزونات يحميها عند القتال , و استحثت عربتها المرسلة للدخان بسرعة رهيبة "
(  إذن يقول " أنها في الحرب تلبس لباس وطني حربي خاص بمملكة والدها ،  ووصف هيئتها  شعرها بتسريحة  نساء أو حوريات  الهسبريديس(   أسطورة الاغريقية عن الأطلس في اقصى الغرب المغرب الحالي نساء يحرصنا حديقة الهسبريديس والتفاح الذهبي    ) والتدي هنا ترمز الى الأسطورة الأمازيغية المعروفة " المحاربات الأمازونيات التي يقطعنا الثديين ويحاربن بالعربات  " وركبت عربتها بسرعة " )
    يصف لنا الشاعر أجزاء من معركة دارت بين أسبوتي وموبسوس أحد القادة الرومان ...
” قذفت بأسلحتها مرة بعد مرة , بيد أن موبسوس العجوز كان يصدها و يرسل على عجل من فوق الأسوار السامقة باسهم كريتية من قوسه الرنانة , و يدفع في السماء الصافية بجراح قاتلة من الفولاذ المجنح , كان كريتيا أبحر من كهوف الكوريتوس مجلجلي النحاس , و يوم كان فتى رشيقا كانت عادته أن يضرب اجنحة طائر الدكتي بالسهام المريشة ويا طلما الطائر الحوام من عليائه , كان بإمكانه أن يسقط الوعل المفلت من الشباك على مد السهل"
( وهنا  يصف أنها كانت في حرب مع أمهر القادة الرومان في الرماية بالسهام وكان فوق سور قلعة ربما  )
ويظيف الشاعر  “” أدار عينيه و سلاحه صوب وجه أسبوتي و دعا جوبيتير بيد أن دعائه لم يلاقس قبولا لدى الرب الذي هجره , اذ ما أن رأت هاربي العذراء النسامونية القوس القاتل مصوبا حتى القت بنفسها في طريق الخطر , و من بعيد تلقت الضربة القاضية , فقد ضرب السهم الطائر فمها المفتوح عندما صرخت و اخترقه , و رأت اخواتها رأس السهم مخترقا ظهرها ….. “”
(  وهنا يسترسل في وصف المعركة  ويذكر  سقوط صديقتها و رفيقتها ” هاربي ” وهي من قبيلة النسامونس  وهي التي ضحت بحياتها لتنقد أسبوتي من القوس  )
أهاج أسبوتي وقوع رفيقتها .. فرفعت الجسد المكب وبللت بدومعها العينين الغابرتين , وقد فارقهما النور , ثم أرسلت بكل ما في الأسى من قوة رمحها القاتل نحو اسوار المدينة فطار و اخترق بضربة مباغتة كتف دورولاس فيما كان يجاهد لأن يرسل الفولاذ في الهواء بإصبع رخي , فتقابل طرفا لاقوس و ملا السهم الفراغ الباقي الذي تركه الوتر المشدود , تم سقط على ام رأسه يهوي من فوق الأبراج العالية و تناثرت الى جانب جسده الساقط السهام من جعبته من غير انتظام ….
هاج أخوه ” ايكاروس ” الشاك السلاح مثله واقفا جانبه, بصيحة عالية طالبا الثأر لهذه الميتة المفجعة , لكن ما أن اعد سلاحه على عجل للمعركة , حتى طوح ” هانيبال ” بحجر عظيم و أوقفه بكتلة الدوامة , فانحلت أطرافه و تجمدت , و ارجعت يده الفاشلة الى الجعبة بأسهمها … “
هنا يصف رد المحاربة أسبوتي وقتل القائد الروماني الذي قتل رفيقتها و  بطريقة مفجعة  ، مما أغضب أخ القائد المسمى " أيكاروس " واراد التأر لكن منعه هانيبال ووقف في طرييقه ...
هنا يأتي دور جيش ” ثيرون “” حارس هيكل هرقل الذي حرض الجنود ووضع هدفه الأول ” إسبوتي ” وكان له ما أراد , هنا يصف لنا الشاعر “ثيرون” قاتل إسبوتي قائلا :
فطمح إلى عربة إسبوتي و عبائتها الساطعة التي تكسوها , و ترسها اللامع المجوهر , وكان فكره كله مثبتا على العذراء المحاربة ..
عندما رأته الأميرة مندفعابهراوته الملطخة بالدماء , امالت جيادها جانبا و تفاذته بالانحراف يسارا , لتشق السهل و تحلق كالطير في ميدان القتال المنحدر مولية اياه ظهر عربتها , و كانت العجلات و هي تتوارى عن بصره , و سنابك خيولها , الراكضة أسرع من الريح , تثير سحابة من الغبار على الميدان , تحطم الصفوف المقابلة ذات اليمين و ذات الشمال , و العذراء ترسل عليهم و هم في اضطرابهم بالرمح إثر السهم ….
قفلت إسبوتي مرة أخرى الى الميدان حين رأت ثيرون منهمكا في المعمعة , فصوبت فاس قتالها البتار الى منتصف جبينه , و هي تنذر لديانا غنيمة فاخرة منه , ولم يتراجع ثيرون ……. ويصف الشاعر النهاية الشجاعة لإسبوتي قائلا :
جنت الخيول بخوف لم تشعر به من قبل , الخوف من الفكين المفغورين المنذرين فأربكت العربة الثقيلة و قلبتها , حاولت إسبوتي ان تفلت من القتال , فقفز ثيرون ليمنعها , و ضربها بين صدغيها فلطخ العجلات البارقة و الأعنة ,وقد اربكتها الخيال الفزعة , برشاش الدماغ المتفجر من الجمجمة المحطمة , ثم أمسك بفأسها
وحز رأسها حين تدخرجت الفتاة خارج العربة , رغبة في أن يعلن قتله إياها , ول متهدأ سورة هياجه بعد , فثبت رأسها على رمح رفيع ليبصره الجميع , و أمر رجاله بأن يحملوها أمام الجيش البوني كله و ان يسوقوا العربة الى المدينة في عجل “
وكان أن ثأر هانيبال للأميرة بأن غزل القلعة و أسقطها على من فيها محطما صورة البطل ثيرون الذي لاذ بالفرار اما الفاتح المغوار , و يصف الشاعر ثأر هانيبال قائلا :
لكن هانيبال كان مسرعا سرعة خارقة نحو الأسوار , في حين عم الخوف المحصورين يرتعدون , و حين رأى حارس معبد هرقل الجسور قفز قدما و سبق عدوه , تدفعه الى السرعة مخاوفه …. “
وهنا أنتهت حكاية إمرأة أمازيغية عظيمة أخرى في ميادين القتال بمهارة و شجاعة ..