المغرب: المتحف الوطني للحلي يعيد فتح أبوابه للعموم بعد سنوات من الترميم
بعد عامين من الترميم والتجديد فتح المتحف الوطني للحلي في قصبة لوداية بالعاصمة المغربية الرباط أبوابه أخيرا للزوار، ومن أهم ما يميز المجموعة المعروضة أقدم الحلي المعروفة في العالم حتى الآن.
أضاف المغرب مقصدًا جديدًا إلى معالمه السياحية والتراثية بافتتاح المتحف الوطني للحلي في العاصمة الرباط.
ويضم المتحف معرضًا دائمًا لآلاف المجوهرات التي ترجع إلى عصور مختلفة من تاريخ البلاد. وتقدم نحو 3500 قطعة جواهر تعود للأمازيغ القدماء في هذا المتحف الجديد مع قطع نادرة كثيرة.
ويقع المتحف في قصبة الوداية بالرباط وهو نصب تاريخي مدرج مع حديقته الأندلسية كموقع للتراث العالمي لليونسكو.
جواهر الزينة في التراث المغربي
ويشير هدي قطبي من المؤسسة الوطنية للمتاحف إلى أن "الحوار والاحترام والتعايش المشترك أمر قائم بالفعل في بلدنا. ونحن نسلط الضوء على ذلك بأشياء يمكن للجميع التعرف عليها والتوحد على حبّها".
وتعدّ جواهر الزينة من المكونات الأساسية للتراث المغربي. لذلك يكرّم المعرض الحرفيين الذين صنعوها والأشخاص الذين امتلكو وارتدوا تلك الزينة.
بعد ورشات ترميم تسببت بإغلاقه منذ عام 2020 يعود المتحف الوطني للحلي بالعاصمة المغربية الرباط ليفتح أبوابه للعموم عام 2023، ويعرض نحو ثمانية آلاف تحفة كما يستقبل منذ إعادة افتتاحه أكثر من أحد عشر ألف زائر يوميا.
وتتميّز كل منطقة من مناطق المغرب بجواهرها الخاصة. ويمكن للخبراء تحديد المكان بمجرّد النظر إلى الحلي. ويشتهر المغرب بجواهر تقليدية خاصة بالأمازيغ والطوارق. وسيشاهد زوار المتحف الوطني للحلي كثيرًا منها صيغت منذ مئات السنين وقبل الميلاد.
تاريخ الأزياء المغربية
كما يحتوى المتحف على قسم مخصص لتاريخ الأزياء المغربية. ويستضيف معرضًا مؤقتًا للقفاطين والجواهر المعاصرة التي تتميّز بمزج تقنيات الأجداد مع الحداثة.
ويشرح المصمم ألبير أويكنين أن هذا المتحف يضم قصصًا من مناطق مختلفة من المغرب وقد حضر بصفته مبتكرًا ليعرض مجموعته وبصمة عصرنا الحالي. وقال في حديث إلى "العربي": "نحن جزء من تاريخ المستقبل، هنا مع تقنيات أجدادنا والحداثة، أزياء اليوم تستخدم خامات وألوان جديدة وكل ما يصنع الموضة.
ويمثل المعرض فضاء للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخ ويثري لوحة المتاحف المغربية.
إقبال كثيف
من جهتها، توضح نائبة المحافظة للمتحف الوطني للحلي زينب ديوري أن "تأسيس هذا المتحف يأتي في سياق الرباط عاصمة الثقافة وفي إطار إستراتيجية المؤسسة الوطنية للمتاحف والتي تهدف إلى دمقرطة الشأن الثقافي في المغرب وتثمين الموروث الثقافي".
وتقول في حديث إلى "العربي" من الرباط: "تفاجأنا بتوافد جماهير غفيرة"، حيث دخل إلى المعرض 11 ألف زائر في يوم واحد.
وتشير إلى أن هذا المتحف هو فضاء للحياة بالنسبة لسكان المدينة قبل أن يكون متحفًا، وشكل فرصة للتصالح مع هذا المكان الذي كان مقفلًا لسنوات طويلة من أجل الترميم.
ويضم المعرض أصدافًا مثقوبة تم العثور عليها مؤخرًا في مغارة بيزمو نبسطويرة. و"تعود إلى نحو 150 ألف عام. وتعد أقدم عناصر حلي وجدت حتى الآن"، وفقًا لديوري التي تؤكد أن جلّ الحلي الموجودة في المعرض وجدها علماء وباحثون أثريون في مواقع عدة في البلاد.
المصدر:مواقع ألكترونية