لماذا لا تمتزج مياه المحيط الأطلنطي مع المحيط الهادئ؟
الكثير من محدودي المعرفة يعتبرون هذه الظاهرة معجزة إلهية وشن جماعة الإخوان المسلمين عن بروز نبع في بحر الشمال بين أنجلترا وفرنسا وراحوا يستدلون بآيات من سورة الرحمن وقد روجوا إشاعة أن البحار الأنجليزي كوستو اعتنق الإسلام .
من منظورعلمي أن هذه الظاهرة لا تعتبر معجزة بل هي ظاهرة طبيعية مثل الزلازل والبراكين ولم تفاجئ البحار الأنجليزي لأنه سبق له وأن اكتشف مثل هذه الظاهرات ومسألة اعتناقه للإسلام هي مجرد إشاعات كاذبة وكان قد فندها. وحول عدم اختلاط ماء السطحين فإن مياه أي سطحٍ مائي تختلف عن مياه السطح الآخر بالكثافة، التركيب الكيميائي ودرجة الملوحة، وهذا ما تسبب باختلاف لونيهما وعدم امتزاجهما.
منذ بضعة أيام صادفت سؤالاً على كورا Quora طرحه أحد الأشخاص مستفهماً إن كانت مياه المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ لا تمتزج بالفعل ولماذا. ولما طالعت الإجابات وجدتها متنوعةً مختلفة، منها ما نفى الموضوع مدّعياً أن الفيديوهات التي تمّت مشاركتها على الإنترنت زاعمةً بأنها بين المحيطين لا تعرض إلا حدود التقاء نهرٍ ما مع البحر، ولما كانت المياه العذبة لا تخالط المالحة ظهرت هذه الحدود. ومنها ما ادّعى أنّها لم تكن إلا مؤثرات بصرية استخدمها المصوّر ليخدع الناس ويحقق مشاهدات عالية للفيديو. بحثت قليلاٌ وتوصلت إلى مجموعة من الإجابات قادتني لمجموعة أخرى من الأسئلة ومنها إلى أجوبتها هي الأخرى
إن كان الموضوع يثير اهتمامك، فاسمح لي أن أشاركك حصيلة بحثي بين سؤالٍ وجواب
هل بالفعل يوجد بحارٌ ومحيطات أم أنّها سطحٌ مائيٌ واحد قسّمه الإنسان بالتسميات؟
بالنظر إلى المحيطات والبحار على الخارطة أو على مجسّم الكرة الأرضية، قد يظن المرء أنها مسطحٌ مائيٌ واحد أُطلق على أجزاءٍ منه أسماءَ مختلفة لتسهيل تحديد المواقع. إلا أنّ الأمر ليس صحيحاً بالكامل والدليل هو الحدود الواضحة بينها. ستندهش من مدى وضوح هذه الحدود على أرض الواقع! تشبه الحدود بين المحيطين الأطلنطي والهادئ، على سبيل المثال، خطاً بين عالمين. يبدو الأمر كما لو أن المحيطين يلتقيان عند جدارٍ غير مرئيّ لا يسمح لمياه أحدهما بالتّدفق إلى الآخر.
كيف يمكن التمييز بين مياه المحيط الأطلنطي والمحيط الهادئ المتلامسة؟
من خلال اختلاف لونيهما. في الواقع المياه ليست واحدة في كلّ الأجسام المائية، ومياه أي سطحٍ مائي تختلف عن مياه السطح الآخر بالكثافة، التركيب الكيميائي ودرجة الملوحة، وهذا ما تسبب باختلاف لونيهما وخلق شعوراً بوجود حاجزٍ غير مرئيّ بينهما.
من أول من شهد عدم امتزاج المحيط الأطلنطي مع المحيط الهادئ؟
المستكشف الشهير جاك كوستو عندما كان يغوص بعمقٍ في مضيق جبل طارق، حيث بدت طبقات المياه ذات الملوحة المختلفة وكأنّها مقسمة بشفافية وكان لكل طبقةٍ نباتاتها وحيواناتها الخاصة.
