اللغة الأمازيغية البدائية
اللغة الأمازيغية البدائية 1-660
اللغة الأمازيغية البدائية هي لغة قديمة ( بالإنجليزية: Proto-Berber أو Proto-Libyan ) أعيد بناؤها من طرف علماء اللسانيات وهي التي تنبثق منها اللغات الأمازيغية الحديثة .. اللغة البدائية الأمازيغية كانت لغة آفروآسيوية ، وبالتالي فإنها بنت عم اللغات المصرية واللغات الكوشية واللغات السامية واللغات التشادية واللغات الأوموتية.
تظهر على الأمازيغية البدائية خاصيات تميزها عن كل الفروع اللغات الأفروأسيوية الأخرى، لكن اللغات الأمازيغية الحديثة متجانسة نسبيا. بينما الانفصال عن الفروع الأفروأسيوية الأخرى المعروفة قديم جدا: 10000 ~ 9000 سنة قبل الحاضر.
في الألفية الثالثة قبل الميلاد ، انتشر المتحدثون باللغة البدائية الأمازيغية من المغرب إلى مصر . التوسع الأخير حدث في الألفية الأولى قبل الميلاد عندما انتقل الطوارق - بعدما امتلكوا الإبل - إلى الصحراء الوسطى.
نظام أخر للتأريخ بني على دراسة الاختلافات التي تميز المراحل القديمة للغات السامية والمصرية في الألفية الثالثة قبل الميلاد.العديد من الباحثين قدروا أن الاختلافات تحتاج 4000 سنة كي تتطور، وتنتج عنها تفرع هاته العائلة اللغوية إلى ستة مجموعات مختلفة ( أمازيغية، مصرية، كوشية، تشادية، سامية، أوموتية ) في الألفية الثامنة  قبل الميلاد. وبالتالي اللغة الأفروآسيوية البدائية (Proto-Afroasiatic) تعود للألفية العاشرة قبل الميلاد بما أنها احتاجت لـ 2000 سنة قبل أن تصل للمرحلة التي تطورت فيها فروع مختلفة انطلاقا من هاته العائلة اللغوية.
من هذا المنظور، الأمازيغية البدائية هي المرحلة الأولى للانفصال من الأفروآسيوية البدائية في الألفة الثامنة قبل الميلاد.
يقترح روجر بلانش (Roger Blench) في المصالحة بين الأدلة الأثرية واللغوية للعصر ما قبل التاريخ للأمازيغ أن متحدثي اللغة البدائية الأمازيغية انتشروا عبر الرعي من نهر النيل إلى شمال أفريقيا ما بين 4000 و 5000 سنة قبل وقتنا، وأنها شهدت تقريب لغوي شديد حوالي 2000 سنة قبل بفعل توسع الإمبراطوريا الرومانية على حساب أراضي شمال إفريقيا وبالتالي فإنه بالرغم من أن الأمازيغية قد انفصلت عن الأفروآسيوية منذ عدة آلاف السنين، إلا أنه لا يمكن إعادة بناء اللغة البدائية الأمازيغية إلا لفترة زمنية جد حديثة: 200 بعد الميلاد. وهذا ما يفسر انخفاض التنوع الداخلي في اللغات الأمازيغية الحديثة.

كما أن هناك دراسة تشير إلى أن الأمازيغية مختلفة إلى حد كبير عن اللغات الفروع الأفروأسيوية الأخرى، لكن اللغات الأمازيغية المعاصرة تبين تنوع داخلي منخفض. حضور كلمات مستعارة من البونيقية في الأمازيغية البدائية يشير إلى تنويع اللغات الأمازيغية المعاصرة في الفترة اللاحقة لسقوط قرطاج سنة 146 قبل الميلاد ، بينما لغة غوانش ولغة آزناك هما اللغتان الوحيدتان اللتان تفتقران لكلمات مستعارة من البونيقية ، بالإضافة إلى أن الكلمات المستعارة من اللاتينية في الأمازيغية البدائية تشير إلى انفصال هاته الأخيرة بين 0 و 200 بعد الميلاد.
خلال هاته الفترة الزمنية تبنت المجتمعات الأمازيغية التي تعيش على خط الليمس ابتكارات رومانية مثل المحراث، ركب الجمل وزرع البساتين مما أدى إلى ظهور ثقافة تجارية تعتمد على استخدام لغة تواصل مشترك أصبحت ما يسمى باللغة البدائية الأمازيغية.